جيش مصر فى العصر الإسلامى «1» عمرو بن العاص أول من أنشأ ديوان الجند فى مصر

تعيش مصر حاليًا أجواء مفرحة، حيث تحل ذكرى انتصارات أكتوير المجيدة، والتى حقق فيها الجيش المصرى انتصارًا مذهلًا سطره التاريخ بحروف من فخر ومجد ونور.
وعلى مدار 7 حلقات يكشف لنا الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار السابق وأستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بكلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة، صفحات مهمة ورائعة من مسيرة الجيش المصرى، وهو ما أورده فى كتابه» الجيش والأسطول المصرى فى العصر الإسلامى»21-923 هـ / 641- 1517م»، الصادر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر بالاسكندرية، ومنحته عنه جامعة المنصورة جائزتها التشجيعية.
يقول عبد اللطيف: لم يكن فتح مصر فى عصر الولاة»21-257هـ/641-870م»بالشىء اليسير فقد مر بصعوبات وعقبات خطيرة ، اجتازها المسلمون، خاصة أنهم واجهوا فى الفرما قتالاً عنيفاً من البيزنطيين المتحصنين بقلعتها القوية والمنيعة وتبعد حالياً 10 كيلو مترات من قرية بالوظة بشمال سيناء، وتعتبر القلعة أول موقع قاتل فيه عمرو بن العاص أثناء دخوله لفتح مصر، وفتحها عام 20هـ/640م،ولم يجد عمرو بن العاص جنوداً لحراستها بعد هروبهم جميعاً، فهدم أسوارها خشية عودة البيزنطيين إليها مرة أخرى.
واتجه المسلمون للإسكندرية وتم  فتحها فى نوفمبر 21هـ /641م، وبتمام فتحها أصبحت مصر تحت لواء الإسلام وسرعان ما أخذت مصر دورها التاريخى والقيادى، لتصبح بجيشها ورجالها وعلمائها درعاً قوياً وحصناً منيعاً للإسلام والمسلمين والعرب.
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش كان له تنظيمات خاصة فى هذه الفترة المبكرة بل أنه كان له ديوان خاص يتولى شئون الجند والقادة وإدارة المعارك وتنظيمها ووضع الخطط لها وصرف الرواتب وتدبير الأسلحة والمؤن، ويعتبر هذا كله بمثابة وزارة الدفاع حالياً.
وكان عمرو بن العاص أول من دون ديوان الجند فى مصر فى زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وكان التجنيد تطوعاً فى البداية، ثم دخله نوع من الإلزام فى عصر بنى أُمية، وأكبر ظننا أن حال التجنيد من تطوع وإلزام كان يتغير بين حين وآخر بتغير الأمراء واختلاف ظروف القتال وقوة الخلافة نفسها ونوع العناصر التى كانت تعتمد عليها فى تكوين الجيوش الإسلامية.