الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى عيد القوات الجوية الـ 45 «نسور الجو».. إلى العلا فى سبيل المجد (-1 2)

فى عيد القوات الجوية  الـ 45 «نسور الجو».. إلى العلا فى سبيل المجد (-1 2)
فى عيد القوات الجوية الـ 45 «نسور الجو».. إلى العلا فى سبيل المجد (-1 2)




رحب الفريق محمد عباس حلمى، قائد القوات الجوية، بالإعلاميين خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد بمناسبة يوم القوات الجوية، والاحتفال بانتصارات أكتوبر، إذ قال: “ يطيب لى أن أرحب بكم فى رحاب شهر يشهد ذكريات عطرة حملت فى طياتها أياماً حاسمة سطرتْ أمجاداً وبطولاتْ رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فاستحقوا نصر الله وتأييده فى حرب أكتوبر المجيدة، التى كتبت بحروف من نورفى سجلات التاريخ أروع الانتصارات بتضحيات وبطولات المصريين”.

وأكد قائد القوات الجوية، أن الضربة الجوية خلال حرب أكتوبر فاقت كل التوقعات وأصابت مطارات ومراكز قيادة العدو بالشلل ومهدت للعبور العظيم، مضيفا أن الإعداد لحرب أكتوبر المجيدة بدأ فعلياً بعد انتهاء حرب 1967، حيث استوعبت القوات الجوية الدرس وبدأت بالتجهيز للحرب من خلال عدة محاور فكان المحور الأول هو بناء القوة القتالية من الطائرات والطيارين، فأعيد تخطيط الهيكل التنظيمى للقوات الجوية لتكون فى صورة ألوية مستقلة وتم تشكيل لواء استطلاع جوى تم تجهيزه بوسائل الاستطلاع الحديثة، أما الطيارون فعلى الرغم من أن أعداد الطيارين بانتهاء حرب 1967 كانت تفوق أعداد الطائرات إلا أن مرحلة البناء كانت تتطلب زيادة أكبر فى أعداد الطيارين لذلك تم زيادة الأعداد بالكلية الجوية لتفى بالأعداد المطلوبة والمتناسبة مع زيادة عدد الطائرات.
وتابع قائد القوات الجوية: “ أما المحور الثانى فهو تجهيز مسرح العمليات حيث قامت القوات الجوية بإنشاء المطارات الجديدة وكذا غرف عمليات محصنة فى كل القواعد الجوية والمطارات كما قامت بزيادة الممرات بكل قاعدة أو مطار وتم إنشاء العديد من الدشم المحصنة للطائرات وكذا دشم الصيانة، كما أن القوات الجوية كان لها دور مهم فى حرب الاستنزاف ما ساعد فى التجهيز والإعداد العملى الجيد لحرب أكتوبر ففى يوم 10 ديسمبر 1969، كانت أول مواجهة للطيارين المصريين مع الطائرة الفانتوم التى توصف بأنها من أحدث الطائرات فى الترسانة الأمريكية وجرت معركة جوية فى الساعة الحادية عشرة صباحاً فوق منطقة العين السخنة فى خليج السويس عندما هاجمت 8 طائرات فانتوم المنطقة لضرب محطة رادار مصرية فتصدت لها على الفور 8 طائرات مصرية طراز ميج  21 وتم إسقاط أول طائرة فانتوم على يد طيار مصرى فى منطقة رأس المسلة على الساحل الشرقى لخليج السويس فكانت فترة حرب الاستنزاف خير إعداد وتجهيز عملى للطيارين قبل حرب أكتوبر .
 وحول دور القوات الجوية فى حرب أكتوبر المجيدة، قال»: خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، وكانت الضربة الجوية الرئيسية مكونة من أكثر من 200 طائرة مقاتلة لضرب الأهداف المعادية الإسرائيلية المحددة لها داخل سيناء المحتلة، وقد تمت الضربة الجوية فى صمت لاسلكى تام لتجنب أى عمليات تنصت معادية يمكن أن تكشف الهجوم المصرى حيث مرت التشكيلات الجوية على ارتفاع منخفض جداً وفى مسارات تم اختيارها بعناية لتفادى وسائل كشف الدفاع الجوى المعادى وكان لذلك المرور فوق تشكيلاتنا وقواتنا البرية عظيم الأثر فى رفع معنويات الجنود المقاتلين على الأرض وكانت مؤشرًا لبدء ملحمة مشتركة من البطولة للقوات المسلحة المصرية، فقد عبرت طائراتنا كلها فى وقت واحد خط القناة حيث تم ضرب مركز القيادة الرئيسى للعدو فى منطقة «أم مرجم» لمنع سيطرته وعزله عن قواته ثم تتابع بعد ذلك ضرب الأهداف المخطط التعامل معها بنسبة نجاح تزيد على (90%) حيث تم ضرب (3) ممرات رئيسية فى (3) مطارات هى المليز وبيرتمادا ورأس نصرانى، بالإضافة إلى (3) ممرات فرعية فى نفس المطارات وكذا تدمير (10) مواقع بطاريات للدفاع الجوى من طراز (هوك) وكذا (2) مواقع مدفعية ومركز حرب إلكترونية والعديد من مواقع الشئون الإدارية .
واستطرد: “ استمرت هذه الضربة نحو (30) دقيقة ونظراً لنجاحها فى تنفيذ أكثر من  (90%) من المهام المكلفة بها تم إلغاء الضربة الجوية الثانية لعدم الحاجة إليها، حيث كانت تقديرات الاتحاد السوفيتى للضربة الجوية المصرية الأولى لن تتعدى نسبة نجاحها  (30%) لكن الحقيقة أظهرت معدن رجال القوات الجوية وإصرارهم وتفانيهم فى القتال لتحقيق النصر لقواتنا المسلحة .
وعن التاريخ المجيد من البطولات التى سطرها رجال القوات الجوية فى الحروب التى خاضتها مصر وسبب اختيار يوم 14 أكتوبر عيداً للقوات الجوية، قال الفريق محمد عباس: “ خاضت القوات الجوية معاركها فى حرب أكتوبر المجيدة بكل كفاءة واقتدار منذ البداية وحتى النهاية وتألقت قواتنا الجوية فى يوم 14 أكتوبر (معركة المنصورة) فى أداء مهامها بكفاءة عالية شهد بها العدو قبل الصديق، ففى هذا اليوم قام العدو بتنفيذ هجمة جوية على مطارات الدلتا بغرض التأثير على كفاءتها القتالية ومنع طائراتنا من التدخل ضد قواته بعد الخسائر الهائلة التى تكبدها فتصدت له مقاتلاتنا من قاعدة المنصورة وقاعدة إنشاص ودارت اشتباكات متواصلة شارك فيها أكثر من 150 طائرة من الطرفين أظهر فيها طيارونا مهارات عالية فى القتال الجوى، واستمرت المعركة أكثر من 50 دقيقة وتعد أطول معركة جوية حيث تم إسقاط 18 طائرة للعدو رغم التفوق النوعى والعددى لطائراته، ولم يكن أمام باقى الطائرات العدو إلا أن تلقى بحمولتها فى البحر وتلوذ بالفرار، كما فعلت ذلك فى باقى أيام الحرب ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيداً للقوات الجوية باعتباره من أهم المعارك الجوية خلال حرب 73» .
وحول  كفاءة المخطط والطيار المصرى فى حرب أكتوبر، التى أذهلت إسرائيل والعالم أضاف: أؤكد أننى فخور وأشيد بقدرة الطيار المصرى فى تنفيذ جميع المهام بكفاءة عالية، كما شهدت مدارس الطيران المختلفة بسرعة استيعاب الطيار المصرى لكل ماهو جديد من الطائرات الحديثة فى فترة زمنية قياسية مثل (الرافال والطائرات إف -16 بلوك 52) وكذلك الأطقم الفنية،وتقوم قواتنا الجوية بتوفير أحدث الوسائل العلمية وكل جديد من الأجهزة والإمكانيات فى مجال إعداد الطيارين والأطقم الفنية بما يرتقى بمستوى القوات الجوية».
وتابع: “ شهد العالم للمخطط المصرى روعة التخطيط فى حرب أكتوبر 73 ولقد أثبت الطيار المصرى خلال حرب أكتوبر المجيدة صلابة معدنه وشدة بأسه فى القتال بمعدلات أداء عالية بما تيسر له آنذاك من سلاح خاض به معارك البطولة والتضحية والفداء ويكفى فخراً أن طيارى اليوم هم تلاميذ طيارى حرب أكتوبر حيث أثبت الجيل الحالى مهاراتهم فى كل المناسبات التى اشتركت بها القوات الجوية سواء كانت فى عملية (حق الشهيد) بشمال سيناء والعملية الشاملة (سيناء 2018) وتأمين الحدود على جميع الاتجاهات لردع عناصر الإرهاب فى تهريب الأسلحة أو التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة أو الشقيقة أو من خلال الاشتراك فى العمليات الفعلية بالمملكة العربية السعودية (عملية إعادة الأمل) التى أبرزت الدقة والكفاءة العالية فى تنفيذ المهام .
وحول المعايير التى يتم على أساسها انتقاء الطيارين للانضمام إلى صفوف القوات الجوية ، أكد أن انتقاء الطيارين للانضمام إلى صفوف قواتنا الجوية يتم طبقاً للمعايير العلمية من حيث المستوى الطبى الذى يمكنهم من التعامل مع المجهود الذهنى والعصبى والجسدى المطلوب لقيادة الطائرات الحديثة ويقوم معهد طب الطيران وعلوم الفضاء والذى تتم تزويده بأحدث أجهزة الاختبار والتدريب الفسيولوجى مثل جهاز الطارد المركزى وغرفة الضغط المنخفض وغرفة الرؤية الليلية وغرفة الإجهاد البدنى للتأكد من سلامة ودقة انتقاء المتقدمين للالتحاق بالقوات الجوية، وتقوم القوات الجوية بالتعاون والتنسيق التام مع وسائل الإعلام المختلفة لنشر الوعى الجوى وعقد زيارات لطلبة المدارس فى المراحل المختلفة لحث الطلبة على ممارسة الرياضة والمحافظة على اللياقة البدنية والطبية حتى يمكن الحصول على الأعداد المطلوبة، بالإضافة إلى وضع البرامج العلمية المدروسة للمحافظة على اللياقة الطبية والبدنية لطلبة الكلية الجوية. وعن العملية التعليمية والتدريبية داخل الكلية لتخريج أجيال من الطيارين والجويين المسلحين بالعلم والمعرفة والخبرة ، قال قائد القوات الجوية ، أبرزت معركة أكتوبر درساً لا يمكن أن نغفله، حيث إن الفرد أساس المعدة وليست المعدة أساس الفرد، ومن هنا يأتى الاهتمام المكثف بتدريب الطيارين منذ الالتحاق بالكلية الجوية حتى العمل بالتشكيلات الجوية، وقد شهدت الكلية الجوية  تطوراً كبيراً فى مجال التعليم بإمدادها بأحدث النظم التعليمية مثل معامل اللغة الإنجليزية والمناهج الدراسية والمحاكيات بهدف إعداد طيارين وجويين على أعلى مستوى عسكرياً وعلمياً حيث يشمل تأهيلهم العلمى على علوم الطيران بأنواعها المختلفة والحواسب الآلية، بالإضافة إلى التأهيل العسكرى حيث يمثل ذلك القاعدة الأساسية التى يبنى عليها مرحلة التأهيل للطيران العملى الذى يتدرج فى مستواه حتى المراحل المتقدمة لضمان إتقانه الكامل لفنون القتال الجوى ، وقد تم تحديث أسطول طائرات التدريب بالكلية الجوية وورش الصيانة لمسايرة التطور العالمى فى الطائرات مثل الطائرة النفاثة (K-8) والتى يتم تصنيعها بمصر والطائرة جروب ، فضلاً عن التدريب على المحاكيات المتطورة التى تحاكى الواقع تماما.