الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الطيب: نمتلك ثقافة راقية حول قدسية الماء وحرمته

الطيب: نمتلك ثقافة راقية حول قدسية الماء وحرمته
الطيب: نمتلك ثقافة راقية حول قدسية الماء وحرمته




وجه  الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كلمة مسجلة إلى المؤتمر الرابع لوزراء المياه بمنظمة التعاون الإسلامي، شدد خلالها على أنه ليس هناك موضوع بلغ من تأثيره وخطره على حياة الشعوب ما بلغ موضوع «المياه»، فى حياتنا المعاصرة، بعد ما نشبت أظفاره فى كل مجالات السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية، وما خلفته من أزمات وصراعات تبعث الحروب بين الشعوب وتتربص بها هيمنة وإفقارا وإذلالا. وأوضح  الطيب فى بيان له «أننا - نحن الشرقيين- نمتلك ثقافة دينية راقية، فيما يتعلق بالماء وحرمته وقدسيته، وأن هذه الثقافة أمدتنا بها كتبنا المقدسة على مدى قرون غابرة، تعلمنا منها أن الماء أصل الحياة، وحفظنا من قرآننا الكريم قوله تعالى: «وجعلنا من الماء كل شيء حى أفلا يؤمنون» [الأنبياء: 30] لافتا إلى أن فلسفة الإسلام فى هذا الموضوع تدور على محور ثابت غير قابل للتأويل أو التشكيك، ذلكم هو أن ملكية الموارد الضرورية لحياة الناس هى ملكية عامة، ولا يصح بحال من الأحوال، وتحت أى ظرف من الظروف، أن تترك الموارد الضرورية ملكا لفرد، أو أفراد، أو دولة تتفرد بالتصرف فيها دون سائر الدول التى تشترك فى هذا المورد العام أو ذاك.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن «الله تعالى لما جعل الماء هو أصل الحياة والأحياء على اختلاف أنواعها خص نفسه –سبحانه!- بتفرده بملكيته، وبإنزاله من السماء إلى الأرض، وجعله حقا مشتركا بين عباده؛ وأن أحدا من عباده لم يصنع منه قطرة واحدة حتى تكون له شبهة تملك تخوله حق تصرف المالك فى ملكه، يمنحه من يشاء ويصرفه عمن يشاء»، موضحا أن الإسـلام، وهو بصدد تشريعات ترتبط بالمصالح العامة للعباد - فإنه يتحسب لها ويضبطها بأحكام تحميها من تضييعها أو العبث بها أو الإسراف فى استعمالها، أو أى تصرف يؤدى إلى نضوبها أو قلة كفايتها، وهو ما يعبر عنه اليوم بكلمة «الترشيد»، والاقتصاد فى استخدام المياه.