الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البوارج» و«الطرادات».. وسائل قهر بها المسلمون أعداءهم

«البوارج» و«الطرادات».. وسائل قهر بها المسلمون أعداءهم
«البوارج» و«الطرادات».. وسائل قهر بها المسلمون أعداءهم




 قال الدكتور محمد أحمد عبداللطيف مساعد وزير الآثار السابق وأستاذ الآثار الإسلامية بكلية سياحة وفنادق جامعة المنصورة أن الخطر الذى هدد مصر مباشرة عقب الفتح الإسلامى كان بحريًا أكثر منه بريًا، حيث أدرك الروم أن العرب يجهلون ركوب البحر والعبرة ليست بامتلاك شواطئ طويلة، وإنما القدرة على حمايتها، واستغل الروم نقطة الضعف فى حركة التوسع العربية بعدم وجود أسطول قوى يحمى الفتوحات البرية، وشددوا هجماتهم البحرية على مصر وأغاروا على الإسكندرية فى 25هـ/645 م.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث قررت الدولة الإسلامية ضرورة إنشاء أسطول بحرى قوى يدافع عنها، وهو ما كشفه عبد اللطيف فى كتابه بعنوان «الجيش والأسطول المصرى فى العصر الإسلامى»21-923 هـ / 641- 1517م»، الذى صدر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر بالاسكندرية، ومنحتنه عنه جامعة المنصورة جائزتها التشجيعية، وجاء فيه كما قال إن مصر ساهمت بنصيب وافر فى إنشاء الأساطيل الإسلامية الأولى، ويمكننا القول بأن عبد الله بن سعد بن أبى سرح الذى خلف عمرو بن العاص فى ولاية مصر كان أمير البحر الثانى فى الإسلام بعد معاوية بن أبى سفيان أثناء ولايته على الشام. وكانت صناعة السفن الحربية مزدهرة فى وادى النيل، وكانت فى مصر موجودة بجزيرة الروضة والقلزم «السويس حاليًا» والإسكندرية، ولم يقتصر نشاط المصريين على إعداد الأسطول المصرى، بل كان والى مصر يرسل بعض الملاحين المصريين للعمل فى أسطول المغرب أو أسطول المشرق والمساهمة فى المشروعات البحرية العامة للدولة الإسلامية، وهذا يرجع لخبرة المصريين البحرية منذ القدم، وتشهد الأوراق البردية التى ترجع إلى العصر الأموى فى مصر أن الولاة كانوا يطلبون عمالًا وصناعًا وملاحين مصريين للعمل فى دور الصناعة والمساهمة فى إعداد الأسطول المصرى الحربى. وكانت صناعة السفن الحربية فى مصر نوعين، كبيرة تسمى «البوارج» وتسع الواحدة ألف رجل، وصغيرة تسمى «الطرادات» وتسع 100 رجل، وكان الإسطرلاب من الأدوات المهمة التى ساعدت على تقدم فن الملاحة فى العصر الإسلامى، بحيث أصبح من الميسور على السفن والمراكب السير فى البحار والمحيطات ليلًا ونهارًا على السواء، لهذا اهتم المصريون بصناعة الإسطرلاب وبرعوا فيه.