الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جيش مصر فى العصر الإسلامى «6» مئذنة بلال.. برج مراقبة عسكرى للتحذير من الغارات على مصر

جيش مصر فى العصر الإسلامى «6» مئذنة بلال.. برج مراقبة عسكرى للتحذير من الغارات على مصر
جيش مصر فى العصر الإسلامى «6» مئذنة بلال.. برج مراقبة عسكرى للتحذير من الغارات على مصر




 يزخر التاريخ بما يمكن تسميته بالآثار العسكرية المصرية الباقية، وبدوره كشف الدكتور محمد عبد اللطيف مساعد وزير الآثار السابق وأستاذ الآثار بكلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة حكاية الكثير من تلك الآثار، وذلك فى كتابه»الجيش والأسطول المصرى فى العصر الإسلامى»21-923 هـ / 641- 1517م»، الصادر عن دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر بالإسكندرية، وحصل به على الجائزة التشجيعية من جامعة المنصورة.
وقال إنه من أشهر ما تبقى من الآثار الإسلامية فى عصر الولاة ولها صلة قوية ومهمة بتاريخ العسكرية المصرية موجود بأسوان، مما يدل دلالة قاطعة على أن الجيش المصرى كان يسيطر تمامًا على مصر حتى حدودها الجنوبية، ويوجد حتى الآن بقايا من أجزاء متهدمة من الأسوار الدفاعية لمدخل مدينة أسوان وهى من العصر العباسى الأول»132-232هـ/ 750-847م».
كما يوجد أثران آخران مهمان يدل بناؤهما على فكر عسكرى متقدم فى سلاح الإشارة، أولهما مئذنة المشهد البحرى أو ما يعرف باسم»مئذنة بلال»،وتوجدعلى شاطئ النيل إلى الجنوب قليلًا من بلدة الشلال ولها موقع حصين ما بين الجبال ونهر النيل، وقد استخدمت هذه المئذنة كبرج للمراقبة العسكرية والتحذيرية من الغارات على جنوب مصر.
والأثر الثانى مئذنة الطابية وتقع فى أطراف مدينة أسوان فوق ربوة عالية، ويلاحظ بها أن الجوسق العلوى قد تهدم ولم يبق له أثر وبقيت القاعدة والبدن المخروطى الناقص، وقد اختيرت هذه المآذن أو المنارات سواء منها ما كان ينسب إلى العصر العباسى أو إلى العصر الفاطمى، بحيث تجعلها صالحة تمامًا لأداء مهمة مزدوجة فكانت تستخدم للأذان والصلاة كما كانت تصلح للرقابة والتحذير بالإشارات.
وكان ذلك يتم فى وقتين بالنهار إما بإشعال النيران والغلق عليها داخل المنارة لتخرج الأدخنة الكثيفة وتعطى إشارة بوجود هجوم أو إنذار، أو بالليل بإشعال النيران بشكل كبير حتى تخرج ألسنة اللهب وتضىء السماء فتعطى إشارة بأن هناك هجومًا يحدث ليلًا، وأغلب الظن أن المآذن والمنارات بالصعيد كانت ضمن سلسلة عديدة الحلقات، تصل ما بين حدود مصر الجنوبية وقوص قاعدة وإلى الصعيد، وغالبية هذه المنارات قد اندثر.