الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وحدة إلكترونية إسرائيلية للتنصت علي شبكات المحمول المصرية






روزاليوسف اليومية : 24 - 08 - 2011


تحقق نيابة أمن الدولة في مصر مع شركة موبينيل في كيفية اختراق الموساد الإسرائيلي لشبكات خدمة المحمول المصرية، وصحيفة ال"صاندي تايمز" تؤكد في 7 أغسطس الجاري أن الموساد قد أنشأ عقب ثورة 25 يناير وحدة إلكترونية منفصلة عن الوحدة 8200 المتخصصة في التنصت علي شبكات المحمول المصرية تدعي "قيادة شبكات الحرب" مهمتها إدارة حروب الإنترنت علي الدول المعادية لإسرائيل واعتراف رسمي في نشرة لوزارة الدفاع الإسرائيلية في 12 يوليو الماضي يقر بأن الموساد يشن هجوماً مكثفاً علي الشبكات المصرية بأنواعها من أجل تعويض المعلومات التي تأثر تدفقها من مصر بعد سقوط مبارك ونظامه، ونشرة في 30 مايو تكشف أن 92% من الشركات الأجنبية العاملة بالقاهرة كانت هدفا دائمًا للموساد الإسرائيلي من أجل التجسس الصناعي علي مصر.
تغييب كامل للشعب المصري وصمت مشبوه ومقصود وقفت وراءه أجهزة مبارك متغاضية عن ما تفعله أجهزة مخابرات تل أبيب في مصر لنفيق علي محاضرة إسرائيلية رسمية جرت في داخل معهد الصناعة والتجارة الإسرائيلي في 15 أغسطس الجاري، كشفت دون خجل كيف كان التجسس الصناعي علي مصر يتم خلال نظام مبارك من خلال 10 طرق أساسية وسيناريو واحد يوميا.
وفي حضور البروفيسور "جوناثان كالوف" أستاذ وخبير علم التجسس الصناعي في معهد "تلبر" للإدارة التابع لجامعة "أوتاوا" الكندية وبحضور عدد من الخبراء الأمنيين الإسرائيليين وممثلين عن الموساد الإسرائيلي ومتابعة مصرية حكيمة تتكشف الحقائق فوحدة السيطرة والتحكم الجديدة لقيادة العمليات العسكرية التكنولوجية تتبع مباشرة رئيس الوزراء الإسرائيلي وشأنها في ذلك شأن كل الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية العاملة وهو ما يشير إلي أهميتها بالنسبة لتل أبيب في الوقت الراهن وطبقا لتأكيدات بريطانية فالوحدة أقيمت لسببين، الأول التحضير للهجوم علي إيران عسكرياً والثاني الهجوم علي مصر عبر شبكة الإنترنت لشل حركتها عندما تتطلب مقتضيات الأمن القومي الإسرائيلي ذلك.
في الأيام الأخيرة هاجمت مجموعة من الهاكرز المصريين عدداً من المواقع والشبكات الإسرائيلية علي شبكة الإنترنت تعبيراً عن غضبهم عما حدث علي الحدود مؤخرا وقد أزالوا العلم الإسرائيلي ووضعوا بدلاً منه العلم المصري، وأمس الأول الاثنين تعلن وحدة التجسس علي مصر عن تواجدها ربما لأول مرة علناً فتهاجم موقع محافظة الإسكندرية علي شبكة الإنترنت وتمحو الصفحة وتضع صورة علم إسرائيل وبيانات أخري باللغة العبرية كتبوا فيها: "نحن نسيطر علي العالم علي شبكة الإنترنت".
جملة بليغة واعتراف ساذج وخطر داهم، فهم يتجسسون علي مصر علي مدي ال24 ساعة وأهم أهدافهم كما نشروا الشركات الأجنبية العاملة في مصر وقد اعترفوا بأنهم استهدفوا 92% منها والسبب أن تلك الشركات لديها مخزون كبير من الأسرار الصناعية محدد بالوقائع والأسماء والعمليات التجارية ووراءها شركات لديها معلومات دقيقة وخطط صناعية استراتيجية مدروسة يمكن لإسرائيل تحليل ملايين المعلومات منها.
الطريقة كما وجدت في النشرة الإسرائيلية من 30 مايو 2011 بشكل مباشر كانت بواسطة اختراق صناديق البريد الإلكتروني للشركات الأجنبية والشركات المحلية الوطنية المصرية، وفي التقرير حددوا أن قمة الاستهداف الإسرائيلي الاستخباراتي كان خلال فترة ال14 شهرا التي سبقت مايو الماضي أي أنهم يتجسسون صناعياً بشكل يومي مكثف علي مصر منذ يوليو 2010 وبطرق عديدة يتمكنون من اختراق صناديق البريد الإلكتروني ليجدوا فيها كل ما يمكن البحث عنه من معلومات وعمليات ومشروعات تمت أو مستقبلية وعن طريق التحليل تصبح الصناعة والتجارة المصرية كتاباً مفتوحاً والغريب أنهم أرادوا تكملة النسبة المئوية في تجسسهم فذكروا أن هناك 7% من المعلومات تصلهم من أصدقاء أجانب يعملون في مصر وينقلون لهم أولاً بأول البيانات في إطار تبادل معلومات تجارية عادية ويفجر التقرير مفاجأة عندما يقرون بأن هناك تجسساً علي التليفونات المحمولة المصرية حددوه بنسبة 1% دون أن يذكروا بالاسم أياً من شبكات المحمول المصرية التي تستهدفها نسبة ال1%.
معلومة أخري كشفوها في تمرد علي سرية المعلومات فأكدوا أنهم يتنصتون علي معظم مكالمات برامج الصوتيات التي تتم من مصر عبر البرامج المختلفة التي تعتمد في الاتصالات علي أجهزة الكمبيوتر ودون أن يحددوا لنا اسم تلك البرامج مع أننا بالقطع تعامل العديد منا مع عدد كبير من تلك البرامج في إجراء محادثات وعمل جلسات حوار (شات) دون مقابل غير أن المقابل يبدو هنا واضحاً فالشركات والمصانع تعتقد أنها توفر في تكاليف الاتصالات مستخدمة برامج كمبيوتر صوتية تراقبها أجهزة مخابرات مثل إسرائيل والمعلومات لديهم غفيرة وغزيرة ولا تقدر بمال.
ذكروا أيضاً أنهم يجدون المعلومات بلا مقابل علي شبكات ومواقع الشركات المصرية متمثلة في أفلام وعروض معدة للمشاهدة (ميديا) مسبقاً يعتقد عدد من الشركات أنها تسويقية وتعتبرها إسرائيل مهزلة معلوماتية تكشف فيها الشركات الصناعية والتجارية المصرية عن كل ما لديها من معلومات يمكن استغلالها في منافسة مصر تجارياً وصناعياً.
معلومات أكيدة وأخطاء وقع فيها الكثير من الشركات والمصانع المصرية ومعلومة إضافية منهم تؤكد أنهم يستخدمون برنامجين حديثين للتجسس علي شبكات المحمول في مصر اسمهما (سباي فون) أي جاسوس التليفون و(سباي أرإيكي إس) وفي الواقع لقد حلل الكثير منا المعلومات التي جاءت في آخر قضية تجسس إسرائيلية علي شبكات المحمول المصرية من منطلق هندسي خاطئ فالعدد الكبير لنحو 800 شريحة تليفونية استخدمتها شبكة التجسس التي قادها الجاسوس "بشار أبو زيد" في مصر لم تكن سوي شرائح تم حقنها الكترونيا بفيروس (سباي فون) وعند تشغيلها ستتفاعل مع شبكة المحمول المرتبطة بها ومن ثم سينتقل الفيروس من ال800 خط (شريحة) لمئات المتواليات من آلاف الخطوط (الشرائح) المصرية الأخري علي ذات الشبكة ومن خلال اتصال تلك الخطوط بأرقام عاملة علي الشبكات المصرية الأخري لخدمات المحمول سينتشر ذات الفيروس لكل الشبكات ومن ثم تكون أول المراحل وأهمها في عملية الموساد قد نجحت بمنتهي البساطة ويأتي بعدها العمل التحليلي لحصر تلك الخطوط التي سيتضح من الدراسات أنها تخص شخصيات مهمة مصرية في شتي المجالات فالموضوع هنا كي نفهم العملية الإسرائيلية يشبه شبكة الصيد تجمعت فيها آلاف الأرقام المصرية التي ينتمي أصحابها ومستخدموها بالتأكيد للعديد من الوظائف والشرائح التي من المنطقي للغاية أن بينها شخصيات تعد من نوعية (شخصيات مهمة للغاية).
في الواقع من يعمل خارج مجال المعلومات والمخابرات يمكن أن تقلقه أخبار من هذا النوع لكن ماذا لو أكدنا أنها عادية للغاية بالنسبة للخبراء في هذا المجال الغامض والغريب في 3 أغسطس الجاري كشفت شركة (مكافي) الأمريكية المنتجة والمصنعة لبرامج مكافحة الفيروسات عن قيام الصين بتطوير وإنتاج فيروس تجسس صناعي خطير يدعي (شادي رات) أو الفأر الشبح وأن بيكين استهدفت به 14 دولة عربية خليجية وآسيوية وأوروبية بجانب الولايات المتحدة الأمريكية وأن الفيروس وجد فعلا في داخل شبكات 70 مؤسسة صناعية وتجارية عالمية في تلك الدول.
"ديمتري ألفورفيتش" نائب مدير عام مكافي أكد في تقرير شركته الذي أعلن رسميا خلال مؤتمر (فانيتي فير) السنوي بنيويورك أن الفيروس الصناعي ضرب 14 دولة عبر كل قارات العالم مؤكدا أن التجسس الصناعي الحديث لا يستلزم التضحية بالعملاء علي الأرض لأن العميل سيصل لجهاز الكمبيوتر المستهدف دون أن يشعر به أحد.
نشرة وزارة الدفاع الإسرائيلية في 15 أغسطس الجاري نشرت بالصور كيفية قيام الموساد الإسرائيلي باستهداف صفحات وأرصدة منظومة ال(فيس بوك) في مصر وكشفوا بكل وضوح أن الموساد لم يخرج من منظومات ال«فيس بوك» العاملة في مصر منذ يوليو 2010 عندما دخلوا أول مرة لرصد الحركات الاجتماعية المدنية التي أثارتهم وكانت تتمثل في تجمعات الشباب والشعب المصري بطوائفه علي الشبكة قبل تمثلها علي الطبيعة في شوارع مصر بداية من 25 يناير 2011 .
النشرة كشفت عن وجود شركة إسرائيلية مدنية تتبع جهاز الموساد تدعي (تيروجنس) يديرها ضابط مخابرات إسرائيلي برتبة رائد يدعي "جادي أفيران" وذلك الضابط هو المسئول عن مراقبة ال«فيس بوك» في مصر علي مدي ال24 ساعة وهي المعلومة التي نجد توثيقاً لها في تقرير للبروفيسور "جاك نريا" وهو ضابط مخابرات إسرائيلي كبير سابقا ويعمل حاليا في مركز القدس لشئون معلومات المواطنين حيث أكد وجود "تيروجنس" وقرر أنها من خلال مراقبة ال«فيس بوك» المصري تجمع يوميا ما يمكن أن يجمعه 100 عميل علي مدي شهر كامل.
أما العميد احتياط "مردخاي كيدار" من مركز الدراسات الأمنية الإسرائيلية المعروف باسم مركز (بيجن والسادات) فأكد أن ال«فيس بوك» قد أضاف تاريخا جديدا في علم جمع المعلومات وتحليلها وأنه ألغي علما سبقه منذ 25 عاما وفي نفس السياق نجد البروفيسور "جوناثان كالوف" من جامعة أوتاوا الكندية في 15 أغسطس الجاري بمشاركة ضباط ومتخصصين من الموساد الإسرائيلي يقيم محاضرة علمية يكشف فيها لأول مرة عن 10 طرق يتجسس بواسطتها الموساد علي مصر صناعياً وتجارياً وأن تلك الطرق رصدتها دراسات "المنظمة العالمية لخبرات التجسس الصناعي" في كندا وأنها أثبتت أن 80% من رجال الأعمال الإسرائيليين الذين زاروا القاهرة خلال الخمسة أعوام الماضية علي الأقل قد قرروا السفر للقاهرة أولا لجمع المعلومات التجارية والصناعية لاستغلالها في المنافسة التجارية والصناعية ضد مصر مؤكدا أن تلك الدراسات أكدت أيضا أن النظام المصري وأجهزته لم يوفروا أي نسبة من الأمان أو التعليمات والمعلومات للشركات والمصانع المصرية المختلفة حتي تتمكن من حماية خزائن أسرارها ضد الغزو الإسرائيلي الباحث عن المعلومات.
وكشف "كالوف" عن 10 طرق ووسائل تجسست بهم إسرائيل علي مصر صناعيا وتجاريا كان بينها وضع خطط ودراسات أسئلة استجوابية مدروسة استخدمها رجال الأعمال الإسرائيليون بالقاهرة للتحقيق الناعم مع رجال الصناعة والتجارة المصريين ولم يشعر أحد بما يجري علميا.
كل رجل أعمال إسرائيلي حدد الموساد له مساحة صناعية قدرها 70 كيلو متراً مربعاً يجمع فيها كل المعلومات التجارية والصناعية عن تلك الشركات الواقعة في الخريطة المكانية التي اتضح أنها كانت محددة لهم مسبقا في تل أبيب وأن رجال الأعمال الإسرائيليين انطلقوا وراء نظرائهم المصريين حتي في المعارض والمؤتمرات العالمية في دول عدة مثل فرنسا.
كل مجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين كان موضوعا لها جداول زمنية معينة لجمع المعلومات التجارية والصناعية من مصر وتقريبا كانت تلك الفترات هي الفترات الطبيعية لما تسمح به الفيزا المصرية الرسمية لزيارة القاهرة.
رسم مشروعات مغرية لرجال الأعمال والصناعة المصريين من خلالها يوافقون علي الشراكة مع تل أبيب ومن ثم يبدأ الإسرائيليون في جمع ما طلب منهم من معلومات من داخل المؤسسات المصرية الشريكة.
إقامة قيادة تجميع معلومات بالقاهرة كانت ممثلة في القنصل التجاري في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة حيث كان يوثق ويجمع تلك المعلومات بشكل يومي ومن ثم صياغتها بمهنية في تقارير سرية أفادت كمادة خام أجهزة المخابرات الإسرائيلية المختلفة.
تدريب مجموعات من رجال الأعمال الإسرائيليين بالموساد الإسرائيلي علي برامج تؤهل رجل الأعمال الإسرائيلي العادي للقيام بدور الضابط العادي جامع المعلومات حيث تعلم هؤلاء فن طرح الأسئلة وتطوير الحوارات التي تؤدي لكشف البيانات.
إستخدام الشركات الإسرائيلية بكل شرائحها لجمع المعلومات حيث لم يتشكك أحد في مصر أن كل تلك الشركات العادية في إسرائيل كانت شريكة مع الموساد وأذرعاً خفية له في التجسس علي كل ما هو صناعي وتجاري في مصر.
اختار الموساد من بين رجال الأعمال الإسرائيليين الذين نفذوا عملية جمع المعلومات والتجسس 85% من رجال الأعمال المشهورين بالعالم حيث كان الشك في أنهم يعملون لحساب الموساد سيكون محل سخرية في مصر وأن أحدا لن يتشكك فيهم حيث تنتشر مشروعاتهم وأعمالهم في دول عدة بالعالم وطرح الشكوك فيهم في مصر بواسطة أي جهاز كانت ستكون صعبة وغير منطقية وساند في ذلك توجه النظام المصري الأسبق للصداقة مع تل أبيب.
توصل الموساد لمعلومات مصرية صناعية وتجارية مؤكدة لا تقبل الشك جعلت صانع القرار الإسرائيلي يتلاعب بمقدرات المنطقة الصناعية والتجارية كما يحلو له وأن يصدر القرارات الاستراتيجية المناسبة التي حيدت مصر من المنافسة التجارية والصناعية.
أما آخر طريقة فالغريب أن المحاضرة الرسمية انتهت بأن ردد الجميع أن الطريقة تعتبر مع النظام والشعب المصري الجديد عقب ثورة 25 يناير منتهية لأن إسرائيل لن تتمكن من الاستمرار في تنفيذها بالقاهرة علي حد تعبير ما جاء في تسجيل المحاضرة علي لسان الحاضرين لكن الجملة الأخيرة في المحاضرة كانت خطيرة وهي: "انتهت المحاضرة لكنها ليست النهاية في التجسس علي مصر".