الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قمة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا

قمة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا
قمة الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا




الرئيس: التعاون بين البلدين ينتقل من مرحلة التبادل التجارى للمشاركة فى التصنيع

 

كتب - أحمد إمبابى وأحمد قنديل

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسى جلسة مباحثات مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين فى مدينة سوتشى الروسية، فى قمة شهدت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وروسيا على جميع الأصعدة، فضلًا عن مواصلة التشاور والتنسيق المكثف حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك فى إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا وحرص البلدين على تعزيزها ودفعها للأمام.

وعقب انتهاء جلسة المباحثات وقع الرئيسان اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى، فيما وقع وزيرا خارجية الدولتين على مذكرة تفاهم لآلية المشاورات السياسية والاستراتيجية بين وزارتى الخارجية فى البلدين، أعقب ذلك مؤتمر صحفى تحدث فيه الرئيسان عن نتائج المباحثات المشتركة.
وفى بداية كلمته قدم الرئيس السيسى التعازى للرئيس الروسى فى ضحايا الحادث الانفجارى الذى شهدته روسيا، وعبر عن خالص تعازيه لأسر الضحايا والشفاء العاجل للمصابين، فى حين كان قد طلب الرئيس الروسى فى بداية المؤتمر الوقوف دقيقة حدادا على روح الضحايا.
وفى كلمته عبر الرئيس السيسى عن شكره وتقديره لحفاوة الاستقبال من الرئيس الروسى بوتين، خلال الزيارة التى تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط بين مصر وروسيا.
كما عبر السيسى عن سعادته بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية، على مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التى تحققت فى مختلف المجالات، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل فى اتفاقية إنشاء المحطة النووية فى الضبعة، وهو المشروع الذى يعد بدون شك عنوانًا لنقلة نوعية فى مستوى التعاون بين البلدين الصديقين، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون فى التصنيع، والذى سيفضى إلى طفرة حقيقية، فى حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة فى مصر.
وقال السيسى: «تكللت كذلك جهودنا المشتركة، فى تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التى سنكتب من خلالها فصلًا جديدًا على درب التعاون فيما بيننا، وستفتح آفاقًا ممتدة، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية وشراكتنا الاستراتيجية».
وأشار السيسى إلى اتفاقه مع الرئيس بوتين، على إعلان عام 2020 عامًا ثقافيًا بين مصر وروسيا، مضيفا: «نأمل أن يشهد هذا العام، العديد من المناسبات الاحتفالية، التى تعكس التواصل الثقافى والحضارى والفنى بين البلدين والشعبين الصديقين».
وأضاف الرئيس: كما تتعاون مصر وروسيا، فى تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما، فإن التنسيق بيننا يمتد ليشمل تناول المستجدات الإقليمية فى المنطقة، إيمانًا منا بالأهمية القصوى لاستعادة الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها، ويضمن مستقبلًا أفضل لشبابها، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب وما تسببت فيه من دمار».
وتابع السيسى: «تطرقنا إلى القضية الفلسطينية، ولمسنا التقارب الكبير فى مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، لاسيما تأكيد الثوابت، المتمثلة فى ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، ووفقًا لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولى ومبادرة السلام العربية.
 واستطرد: «كما حظيت تطورات الأوضاع فى سوريا، بحيز مهم من النقاش، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا حول هذا الملف الحيوي، والعمل على تفادى المزيد من التصعيد الميدانى فى سوريا، بالتوازى مع بحث سبل دعم الحل السياسى، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور فى أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولًا إلى حل سياسى شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السورى الشقيق، ويحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية».
وأضاف: «بخصوص الأوضاع فى ليبيا، فقد تطرقت المباحثات إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسى والأمني، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات، التى يقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة فى ليبيا، وحَرِصتُ فى هذا الإطار، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر، إزاء الحل السياسى فى ليبيا، والجهود المبذولة من القاهرة، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها بفاعلية».
وقال الرئيس: «كما ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة، التى شهدتها مدينة طرابلس، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات فى توفير الأمن، الذى يجب أن يكون مهمة حصرية للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولى بالتنفيذ الكامل لمبادرة المبعوث الأممى «غسان سلامة» للحل فى ليبيا، بجميع عناصرها، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول فى مسارات موازية للحل، لن تُفضى إلا لإطالة الأزمة، وتوسيع هوة الخلاف فى الرؤى بين الأطراف المعنية، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبى أو دولى».
وأوضح الرئيس: «اتفقتُ مع الرئيس «بوتين» على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالًا بجهود التصدى للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية فى تلك الدول، وأكدنا كذلك، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع جميع الدول الأخرى، والمنظمات الدولية المعنية، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا فى هذا المجال، باعتبار البلدين شريكين تقليديين، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة، إزاء هذا التحدى الخطير على استقرار المنطقة، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018، والنجاحات الفائقة التى حققتها، فى إطار جهود مصر فى مكافحة الإرهاب.
وفى نهاية كلمته جدد الرئيس شكره للرئيس بوتين، على دعوته الكريمة لزيارة روسيا، مضيفا: «باسمى وباسم الشعب المصرى، أؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين، وتطلعنا لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة، بما يلبى تطلعات شعبينا نحو الاستقرار والتنمية».
وأضاف السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أنه بعد انتهاء المؤتمر الصحفى المشترك، أقام الرئيس بوتين مأدبة غداء رسمية على شرف  الرئيس، وعقب ذلك توجه الرئيسان لحلبة سباق السيارات فى مدينة سوتشى حيث تفقدا مجموعة من أحدث سيارات شركة AURUS .