الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عاشروهن بالمعروف» تطرح حلولا لمشاكل الأزواج عبر الإنترنت

«عاشروهن بالمعروف» تطرح  حلولا  لمشاكل الأزواج  عبر الإنترنت
«عاشروهن بالمعروف» تطرح حلولا لمشاكل الأزواج عبر الإنترنت




حالة من الاستنفار تشهدها المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف لحل المشاكل الأسرية مع ارتفاع نسب الطلاق، حيث قام كل من مؤسسة الأزهر والافتاء بعمل خطوات عملية لحل المشاكل الأسرية كل على حدة بطرق مختلفة ومبتكرة كان آخرها إطلاق حملة موسعة شملت وسائل التواصل الاجتماعى لحل مشاكل الترابط الزوجى والأسرى اطلق عليها الأزهر الشريف اسم “وعاشروهن بالمعروف”.

وتتضمن الحملة مجموعة من الفيديوهات القصيرة التى يتم نشرها على صفحات الأزهر الشريف على شبكات التواصل الاجتماعي، ويتناول كل منها أحد أسباب الطلاق، مع توعية الزوجين بكيفية التعامل معها، وذلك فى إطار الدورين الدعوى والتوعوى الذى يضطلع به الأزهر الشريف.
ووفقا لرصد رسائل الأزهر الشريف للأزواج فقد تصدر تدخل الأهل والمشاكل المالية  والطلاق النفسى والعنف الزوجى اسباب ارتفاع الطلاق فى مصر، حيث تضمنت رسالة الأزهر فى  موضوع «الروتين الأسري»، باعتباره أحد الأسباب التى قد تؤدى لتزايد الخلافات وغياب المودة بين الزوجين، دعوة الأزهر للزوجين إلى كسر الروتين وتجديد نمط الحياة الزوجية، أسوة برسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذى اتسمت معاملته لزوجاته بحسن المعاشرة والتجديد الدائم.
كما رصد الأزهر سببا جديدا لهدم الأسر اسماه «الطلاق النفسى»،  حيث اكد انه ينتج عن عدم المصارحة والمشاركة، وانه لا بد للمواجهة من اعتماد ثقافة الاعتذار والصفح فى التعامل مع المشكلات.
ومن خلال رصد حملة الأزهر  جاء  «تدخل الأهل»، أحد  أهم الأسباب التى قد تؤدى إلى الخلاف بين الزوجين،  واتساع الفجوة بينهما، ودعت الحملة الزوجين إلى ضرورة التفاهم والحوار بشأن حدود تدخل الأهل فى حياتهما، وأن يتحدث كل منهما مع أبويه بشكل هادئ حول أهمية الخصوصية.
وأوضحت الحملة أن طاعة الوالدين فى الطلاق ليست من البر، لما فيه من شتات شمل الأسرة وتدميرها، مؤكدة أن الطاعة تكون فى المعروف.
كما تناول الأزهر فى رسائله للزوجين  ضرورة تجنب المشكلات المالية قد المستطاع من خلال  حسن إدارة الدخل، وعدم مقارنة الأسرة بغيرها من الأسر ماليًا، وضرورة تعاون الزوجين فى وقت الأزمات.
كما حذرت حملة «وعاشروهن بالمعروف»، من خطورة إقدام بعض الأزواج والزوجات على نشر تفاصيل حياتهم اليومية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف التباهى والتفاخر.
وأشارت الحملة إلى ضرورة مراعاة كلا الزوجين لخصوصيات حياتهما، وعدم نشرها على الملأ عبر صفحات السوشيال ميديا، فكما يقال «كثرة الظهور تكسر الظهور»، كما نبهت الحملة إلى أن كثيرا من الأسر تشهد خلافات ومشاحنات بسبب رغبة الزوج أو الزوجة فى تقليد ما يشاهدونه فى تلك المواقع، دون مراعاة ملائمة ذلك لظروف وامكانات الأسرة.
ودعت الحملة الأزواج والزوجات إلى استخدام مواقع السوشيال ميديا بشكل منضبط ومراعاة الضوابط الشرعية فى العلاقة ما بين الجنسين، والبعد عن مواطن الشبهات، وأصحاب النفوس الضعيفة.
وحول المشكلات الزوجية وعلاجها اعتبر د. احمد الطيب شيخ الأزهر أن التوصية بإحسان العشرة من ألزم ما يلتزم به الزوج تجاه زوجته وتجاه الأسرة معا، وهو ما يجنبنا المشكلات الزوجية؛ حيث أمر الله تعالى الأزواج بحسن معاملة زوجاتهن؛ لأن الزوجة لا ذنب لها إن كرهها الزوج، بل الذنب ذنبه؛ لأنه رجل متقلب المزاج، ضعيف الإرادة، ومثل هذه الأمزجة المتأرجحة لا يصلحها إلا علاج القناعة والاقتناع بهذه الآية الكريمة، ووَعْد الله لمن يقدم مصلحة الأسرة على رغبته وشهوته المتقلبة أن يجعل الله فى هذا الأمر خيرًا كثيرًا، وألفاظ التمنى والترجى مثل: عسى ولعل فى القرآن الكريم محققة الوقوع، وتنكير (خيرًا) للتعميم، فقد يكون بركة فى المال، وقد يكون بركة فى الأولاد، وقد يكون بركة فى الصحة.
وأوضح  الإمام الأكبر أن هناك من يعتقد أن القسوة مع الزوجة والإساءة إليها مظهر من مظاهر الرجولة والشهامة.
وأكد أن تقديم مصلحة الأسرة على المصلحة الشخصية يدخل فى نطاق الواجبات الشرعية، وليس إحسان العشرة أمرا اختياريا للزوج، فالإسلام لم يكن فى يوم من الأيام يربط الأسر بالأمزجة المتقلبة أبدا، بل ينحيها جانبا ويأمر بتحمل المسئولية؛ لأنه مسئول عنها أمام الله عز وجل يوم القيامة عما استرعاه حفظ أم ضيع.
من جانبه  قال د. شوقى علام مفتى الجمهورية ان حماية الأسرة تحتاج إلى مجموعة من الإجراءات الطويلة كالحاجة إلى تثقيف المجتمع، والحاجة إلى إجراءات تشريعية لبعض الأمور فضلًا عن الموجود، والحاجة إلى ثقافة قضائية لدى المتقاضين من أطراف الأسرة عند حدوث نزاع قضائي، مؤكدًا أننا لا نريد تربصًا وعنادًا من أحد الأطراف تجاه الآخر، بل نريد أن يكون الفضل هو المعيار والضابطَ فى التعامل.
وعن توصيف أسباب كثرة النزاع والمشاكل الأسرية: إن ذلك بسبب غياب تحمل الطرف الآخر والوقوف عند تفاهات الأمور، بل التربص والعناد مع الآخر، وهذا أمر خطير وكما قيل: «معظم النار من مستصغر الشرر»، وطالب فضيلة المفتى بضرورة الصبر وعلاج الأمور بحكمة وتحمل كل من الطرفين للآخر حتى تنجو السفينة.