السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إسرائيل تتراجع عن هدم «خان الأحمر» تحت الضغط الدولى والفلسطينى

إسرائيل تتراجع عن هدم «خان الأحمر» تحت الضغط الدولى والفلسطينى
إسرائيل تتراجع عن هدم «خان الأحمر» تحت الضغط الدولى والفلسطينى




تراجعت إسرائيل عن قرارها بهدم قرية خان الأحمر البدوية الواقعة بالضفة الغربية المحتلة والتى أصبحت محل اهتمام العالم، حيث جمّد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، إلى أجل غير مسمى مشروع هدم قرية خان الأحمر البدوية فى الضفة الغربية المحتلة.
وجاء فى بيان صادر عن مكتب نتانياهو أمس «ننوى لنية هى أن نعطى فرصة للمفاوضات والعروض التى تلقيناها من عدة أطراف، بما فى ذلك فى الأيام الأخيرة» بشأن خان الأحمر، القرية الواقعة شرق القدس الشرقية المحتلة على الطريق الرئيسى بين مدينة القدس وأريحا والتى يعيش فيها حوالى 200 بدوى فلسطينى فى أكواخ من الخشب والألواح المعدنية على غرار القرى البدوية الأخرى عموماً. من جانبها اعتبرت الخارجية الفلسطينية القرار الإسرائيلى بتأجيل هدم قرية خان الأحمر محاولة لتخدير ردود الفعل الدولية والشعبية المناهضة للقرار، وامتصاص الاعتراضات والانتقادات. وكانت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية ذكرت، أمس الأول، نقلا عن مصدر سياسى وصفته بالـ «رفيع» قوله إن: « قرار تأجيل الهدم اتخذ فى أعقاب الضغوطات الدولية الممارسة على إسرائيل وبهدف استنفاد المفاوضات والمقترحات التى قدمت من قبل عدة أطراف فى مسعى لحل هذه القضية». وكانت الصحيفة قد نقلت، الأسبوع الماضي، عن مصدر سياسى أن «إسرائيل تدرك جيدا خطورة التصريحات الصادرة عن الاتحاد الأوروبى غير المعتادة حول قرية خان الأحمر، وكذلك تصريحات المدعى العام فى المحكمة الدولية فى لاهاي، وبذلك قدّرت السلطات الإسرائيلية أنه سيتم تأخير موعد هدم القرية». وكانت السلطات الإسرائيلية قد أخطرت الأهالى فى خان الأحمر باعتزامها الإقدامها على هدم التجمع السكنى حال لم يهدموا المنازل ذاتيا حتى الأول من أكتوبر الجاري، وذلك بموجب قرار صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية التى ردت التماس الأهالى لمنع الهدم والإخلاء. على صعيد آخر،  تسود حالة من القلق الشديد فى الأوساط السياسية الإسرائيلية خشيةً من أن تتضمن خطة ترامب للسلام الاعتراف بالقدس كعاصمة مشتركة للدولتين، وذلك فى محاولة منه لإقناع الرئيس الفلسطينى محمود عباس بالعودة لطاولة المفاوضات. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن «الإدارة الأمريكية تعمل بكل قواها من أجل إقناع عباس على التراجع عن قراره بمقاطعة الإدارة الأمريكية والانضمام لطاولة المفاوضات على أساس خطة سلام ترامب، ومن ثم تجنيد التأييد العربى للخطة». وتخشى إسرائيل من أن أحد الإغراءات التى سيستخدمها البيت الأبيض لإقناع أبو مازن هو عبر ذكر القدس كعاصمة مستقبلية للدولة الفلسطينية، وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن ترامب معنى بكل جدية بإنجاز الصفقة.
وقال مصدر سياسى إسرائيلى إنه «فى حال تراجع قوة الجمهوريين فى الانتخابات النصفية المقبلة،فإن ترامب سيقوم بمضاعفة جهوده الرامية للتوصل لحل للصراع الفلسطيني-الإسرائيلى، وذلك بهدف الوصول لانتخابات الرئاسة مع إنجاز كبير فى مجال السياسة الخارجية».
وقالت مصادر عبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو قلق بشكل كبير من إمكانية تضمين القدس لخطة سلام ترامب، خاصة فى ظل التقارير التى تتحدث عن نيته التوجه لانتخابات مبكرة، وسيحاول أن يشرح للأمريكيين من أن مثل هذا الإعلان من شأنه إثارة معارضة جارفة فى معسكر اليمين، ويتسبب لنتانياهو بتعقيدات بالغة فى ائتلافه الحكومى، وسيعمل على إقناع الأمريكيين على الأقل بتأجيل الإعلان عن خطة السلام إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وبدورها، قالت مصادر إسرائيلية إن الإدارة الأمريكية اعتمدت فى إعداد خطتها على 3 أسس لم يتم التعامل بها حتى الآن: أولاً أن على كل من يصل إلى طاولة المفاوضات بأن يقدم تنازلات معينة وأنه لا وجود لتنازلات أحادية الجانب، وثانياً أن من سيترك طاولة المفاوضات سيدفع ثمناً باهظاً على ذلك، وثالثاً من يرفض المعادلة التى يتم التوصل إليها فسيعرض نفسه لمواجهة معادلة أكثر تشدداً اتجاهه.
ويعكف رجل الأعمال رون لاودر والمعروف أنه صديق ترامب، على محاولة مصالحة عباس معه، حيث التقى يوم الاثنين الماضى برئيس المخابرات الفلسطينى المقرب من الرئيس الفلسطينى ماجد فرج، وذلك مع أن البيت الأبيض نفى أن يكون قد أرسل من قبل ترامب، إلا أن لاودر استغل اللقاء فى محاولة لإقناع أبو مازن بأن من الأجدى له العودة للحديث مع الإدارة الأمريكية، حيث إن صفقة القرن ستكون أفضل بكثير مما كان يعتقد.
ويستعد عدد لا بأس به من الشخصيات المؤثرة فى واشنطن وعلى رأسهم السفير الأمريكى فى إسرائيل ديفيد فريدمان، لبذل جميع جهودهم من أجل منع تعهد الإدارة الأمريكية للفلسطينيين بأن تكون القدس عاصمة للدولتين، مع الإشارة إلى أن نتانياهو هو الآخر يحظى بتأثير كبير على البيت الأبيض، ما يعنى أن من الممكن أن ينجح فى منع الإعلان عن القدس عاصمة للدولتين.