الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمؤتمرات الشباب

المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمؤتمرات الشباب
المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمؤتمرات الشباب




خرجت مؤتمرات الشباب خلال دوريات انعقادها على مدار العامين الماضيين بمجموعة من المكاسب سواء مكاسب سياسية أو اقتصادية أو حتى على المستوى الخدمى والتنمية، ومعظم تلك المكاسب كانت قرارات وتوصيات من ملتقيات الشباب نفذتها الدولة.
ومنذ الانعقاد الأول لمؤتمرات الشباب فى أكتوبر 2016، كانت توصيات المؤتمر محل تنفيذ واهتمام من مختلف مؤسسات الدولة، بداية بتشكيل الرئيس لجنة شبابية لإعداد قوائم العفو الرئاسى عن المحبوسين والتى نجحت فى تقديم 4 قوائم صدر بشأنهم قرارات عفو رئاسى مرورا بتوصيات تخص التعليم والخطاب الدينى والأحزاب السياسية.
ولعل من أهم تلك التوصيات كان قرار الرئيس السيسى إنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، حيث صدر قرار بها بالفعل من قبل الرئيس السيسى بعد إنشاء مبنى الأكاديمية بمدينة 6 أكتوبر، مع تشكيل مجلس أمناء الأكاديمية التى بدأت بالفعل فى تأهيل وتدريب الشباب وخاصة الذين يتولون مناصب قيادية.
وتفعيلا لهذا الدور يقام منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية تحت مظل الأكاديمية وبتنظيم وتدريب الشباب الذين تخرجوا فيها.
الغاية أصبحت واضحة وعبر عنها الرئيس السيسى فى ختام مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، حينما قال «نجاح فكرة المؤتمرات الوطنية للشباب  فى خلق قناة اتصال بين الدولة والشباب صفة خاصة.. وجميع قطاعات المجتمع بصفة عامة.. كانت حافزاً لى للتوسع فيها وتكرارها وتطويرها بشكل مستمر».
وعلى مدى كل دورية انعقاد لمؤتمرات الشباب كانت هناك توصيات وقرارات مهمة يتم تنفيذها، هذه التوصيات تحولت لمكاسب حقيقية على الصعيد السياسى والاقتصادى والاجتماعى والخدمى.


1- سياسياً.. الإفراج عن أربع قوائم محبوسين بإجمالى 984 شخصا.. وتفعيل دور شباب الأحزاب

خلال دوريات انعقاد مؤتمرات الشباب المختلفة، كان هناك عدد من القرارات المتعلقة بالمشهد السياسى التى وافق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى استجابة لمقترحات الشباب خلال فعاليات تلك المؤتمرات.
ولعل أبرز تلك النتائج كانت موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ انعقاد المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى نهاية أكتوبر 2016 على تشكيل لجنة وطنية من الشباب، تتولى إجراء فحص شاكل ومراجعة مواقف الشباب المحبوسين على ذمة قضايا ولم تصدر بحقهم أية أحكام قضائية.
وبالفعل تم تشكيل تلك اللجنة وضمت فى تشكيلها عددا من الشباب، وقامت اللجنة بالتعاون مع وزارة الداخلية بفحص قوائم عدد كبير من الشباب المحبوسين وأعدت 4 قوائم صدر بشأنهم قرارات جمهورية بالعفو عنهم بالفعل.
وأكد على ذلك طارق الخولى عضو لجنة العفو الرئاسي، الذى قال فى تصريحات خاصة بأن اللجنة أعدت 4 قوائم وصدرت قرارات رئاسية بالعفو عنهم بواقع 82 شخصا فى القائمة الأولي، و203 فى القائمة الثانية و368 فى القائمة الثالثة و331 شخصا فى القائمة الرابعة بإجمالى 984 شخصا تم الإفراج عنهم خلال عامين، مشيرا إلى أنه جار إعداد قائمة خامسة للعفو أيضا.
ومن ضمن القرارات المهمة التى خرجت من توصيات المؤتمر الوطنى الأول للشباب كانت موافقة الرئيس على تعديــل قانــون التظاهـــر استجابة لاقتراحات الشباب والذى كان محل جدل وقتها،  حيث ناقش البرلمان تعديلات قانون التظاهر وتمت الموافقة عليها فى أبريل الماضى.
وفى المؤتمر الوطنى للشباب الثالث الذى عقد بالإسماعيلية قرر الرئيس السيسى إعادة مناقشة قانون الجمعيات الأهلية بما يتناسب مع طبيعة عملها ودون الإخلال بالدستور واعتبارات الأمن القومى بعد حالة الجدل التى أثيرت بشأن مشروع القانون الجديد، وهذا كانت من أهم توصيات المؤتمر وقتها.. فى نفس الوقت وجه السيسى الدعوة شباب الأحزاب والقوى السياسية لإعـــــداد برامـــج وسياســـات تسهــم فــى نشــر ثقافــــة العمــــل التطوعــى تبنى مبــادرة القضاء على الأميــة بالمحافظات المصرية، وهو ما تحقق بإعداد جلسات مع ممثلى شباب الأحزاب بإشراف من رئاسة الجمهورية.
كما كلف الرئيس الحكومة بالتنسيـق مـع مجلـس النـواب للإسـراع بالانتهـاء من إصـدار التشريعات المنظمة للإعلام والانتهاء من تشكيل الهيئـات والمجالس المنظمة للعمل الصحفى والإعلامى، وهو ما تحقق بالفعل حيث تم تشكيل الهيئات الإعلامية الثلاثة، والتى تشارك فى صياغة قوانين الصحافة والإعلام لضبط المنظومة الإعلامية.
وفى أكثر من فعالية لمؤتمر الشباب تحدث الرئيس السيسى عن المعارضة السياسية، حيث أكد احترامه للمعارضة ودعمه لجميع الأحزاب والقوى السياسية المصرية للمساهمة فى المسيرة التنموية، مشدداً على أنه لا ولن يتم اتخاذ أية إجراءات إقصائية أو استثنائية ضد المعارضة.
وعلى صعيد مواجهة الإرهاب تحدث كثيرا عن جهود الدولة لمكافحة الإرهاب والجهات التى تموله، موضحا أن الإرهاب يتواجد فى 1٪ فقط من مساحة سيناء، وأن القوات المسلحة والشرطة حققوا نجاحات ملموسة فى حصار وإضعاف الجماعات الإرهابية على مدار الأعوام الماضية، مشيداً بدورهم وتضحياتهم البطولية فى هذا الشأن.
وعلى صعيد السياسة الخارجية شدد  الرئيس على أن مصر لا تتدخل فى شئون الدول الأخرى ولا تهدف سوى للتعاون البناء مع الجميع، مؤكداً فى الوقت ذاته أن مصر قادرة على الرد على أى محاولة اعتداء على حدودها.


2- اقتصاديا.. استعرض ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادى.. وتسويق المشاريع القومية الكبرى


لم يغب البعد الاقتصادى والتنموى عن أجندة مؤتمرات الشباب وفعالياتها المختلفة، ففى كل دورية انعقاد دائما ما تخصص إدارة المؤتمر محورا أساسيا للتنمية الاقتصادية، كما تستعرض جلسات تلك المؤتمرات التفاصيل الخاصة ببرنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تتبناه الدولة وتسير فيه منذ البدء فى تنفيذه فى نوفمبر 2016.
ودائما ما كانت مؤتمرات الشباب منصة مهمة للحوار بين القيادة السياسية والمسئولين عن الملف الاقتصادى لتوضيح المؤشرات المختلفة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، حيث يحرص الرئيس السيسى على شرح تفاصيل البرنامج وخطواته التنفيذه، فى ظل تساؤلات المواطنين المتكررة عن ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم، بجانب توضيح برنامج الإصلاح كاملا ونتائجه المستقبلية.. وإلى جانب ذلك كانت تستعرض الحكومة أيضا فى نفس الوقت المشاريع القومية الكبرى التى تعكف على تنفيذها مثل محور قناة السويس والمدن الجديدة والاستكشافات الجديدة فى مجال الطاقة والغاز ومحطات الكهرباء الجديدة.. وفى نفس الوقت دائما ما كانت منصة تلك المؤتمرات فرصة لاستعراض المؤشرات الإيجابية لتحسن الاقتصاد المصرى خلال الفترة الأخيرة والإشادات التى تحصل عليها مصر من المؤسسات الدولية فى هذا الشأن.
وفى نفس الوقت كانت هناك عدد من القرارات المهمة التى تضمنتها توصيات مؤتمرات الشباب المختلفة والتى كانت تستهدف فى الأساس زيادة الإستثمارات ودعم التنمية الاقتصادية فى محافظات عديدة منها:
- إطلاق مشروع قومى لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظــات الصعيــد خـــلال الستــة شهور القادمة.
وفى توصيات منتدى شباب العالم الماضى كلف الرئيس السيسى مجلس الوزراء بالتنسيق مع الوزارات المعنية لإنشاء مركز إقليمى لدعم ريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.


3- اجتماعيا.. توسيع برنامج تكافل وكرامة.. وإعلان 2018 عام ذوى القدرات الخاصة

تنوعت القرارات والتوصيات التى تخص الجوانب الاجتماعية خلال فعاليات مؤتمرات الشباب، وذلك حسب دورية انعقاد المؤتمر ومكان انعقاده وإن كان الاهتمام الأكبر كان يخص برامج الحماية الاجتماعية التى تنفذها الدولة بالتوازى مع برنامج الإصلاح الاقتصادى.
ولعل أبرز التوصيات التى صدرت من  مؤتمرات الشباب فى هذا المجال كانت كما يلى :
- توسيـــع نطــاق إجـراءات الحمايــة الاجتماعيــة مــن خلال تطوير برنامج تكافل وكرامة، ليتضمن برامج تشغيل لأبناء الأسر التى يشملها البرنامج من خلال إطلاق مشروعات كثيفة العمالة.
- إعلان عام 2018 عاماً لذوى الإعاقة
- فى مؤتمر الشباب بالإسكندرية، وجه الرئيس الحكومة بوضع حلول لقضية منافذ البيع المتحركة للشباب، مشيراً إلى الاهتمام بالتوسع فى هذه المنافذ بهدف توصيل السلع بأسعار مناسبة لجميع أحياء مصر مع تنظيمه على نحو قانونى وشرعي.
ووجه  الرئيس الحكومة فى هذا الصدد بإصدار تصريحات مؤقتة لهذا النوع من المنافذ لحين انتهاء الإجراءات القانونية المطلوبة فى هذا الشأن.
- ودائما ما تحدث الرئيس السيسى عن قضية الزيادة السكانية، حيث أشار إلى أن النمو السكانى المتزايد والذى يصل إلى 2.5٪ سنوياً يفرض تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة لا تقل عن 8٪، وبحيث يشعر المواطنون بثمار الإصلاح الاقتصادي.


4- خدميا.. إطلاق المشروع القومى للتعليم

فى المؤتمر الوطنى السادس الذى عقد فى جامعة القاهرة، أعلن الرئيس عن إطلاق المشروع القومى لتطوير التعليم، وبرنامج الحكومة لإعادة بناء الإنسان المصرى من خلال تطوير خدمات التعليم والتأمين الصحي. وجاءت من أهم قرارات وتوصيات المؤتمر:  - إعلان عام 2019 «عــــــام التعلـــــــيم»، وإطلاق المشروع القومى لتطوير نظام التعليم المصرى الجديد، وتخصيص 20 % من المنح الدراسية خارج وداخل مصر لكوادر التربية والتعليم لمدة 10 سنوات.
- إنشاء هيئة اعتماد جودة البرامج للتعليم الفنى والتقني، وإنشاء مركز لتدريب وتأهيل المعلمين والمدققين للتعليم الفنى الجديد، وربــط الخطط والمشروعات البحثية بالجامعات المصرية، باحتياجات الدولة والمجتمع.
- إنشاء «حضانات للإبداع والابتكار» تحت رعاية المجلس الأعلى للجامعات.
- تبنى مشروع الهوية لكل محافظـــة وتتم دراسته وتنفيذه من خلال خطة شاملة.


5- دوليا.. وضع استراتيجية لمواجهة الهجرة غير الشرعية

فى ختام فعاليات منتدى شباب العالم فى نسخته الأولى نوفمبر الماضي، كان قد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عددا من التوصيات والقرارات المهمة والتى تتعلق بقضايا دولية مرتبطة بشواغل الشباب.
جاء فى مقدمة تلك التوصيات تشكيل لجنة خبراء دوليين لوضع استراتيجية لمواجهة الهجرة غير المنتظمة والتطرف والأمية، وبالفعل سجلت مصر رقما قياسيا فى مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، حيث لم تسجل أى حالة هجرة منذ عام 2016 وهى إحصائية أشاد بها الاتحاد الأوروبي.
- وكلف الرئيس اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم وتحت الإشراف المباشر للمكتب الرئاسى باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويله إلى مركز دولى معنى بالحوار العربى والإفريقى والدولى بين شباب العالم ويستهدف آليات الحوار بينهم من أجل تحقيق السلام والتنمية.
كما كلف الرئيس ضمن التوصيات وزارة الخارجية بالتنسيق مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة والمنظمات والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنى قرارات نموذج محاكاة مجلس الأمن الدولى الذى قام بتنفيذه شباب مصر والعالم والتوسع فى تنفيذه فى المنتديات القبلة على جميع المؤسسات والمنظمات الدولية والإقليمية.
وشملت التوصيات أيضا تكليف الرئيس لوزارات الثقافة والآثار والتعليم العالى والبحث العلمى والتخطيط باتخاذ ما يلزم لإنشاء مركز للتكامل الحضارى والثقافى يهدف إلى تفعيل آليات التعارف والتقارب الثقافى بين شباب العالم من أجل تكامل الحضارات والثقافات. . كما كلف الرئيس اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم بالتنسيق مع جميع أجهزة ومؤسسات الدولة لإنشاء «المركز المصرى الإفريقى للشباب» الذى يهدف إلى توفير الرعاية للطاقات الشبابية من أبناء القارة السمراء فى جميع المجالات.


6- تنمية الصعيد: إنشاء هيئة عليا لتنمية جنوب مصر

خلال انعقاد المؤتمر الدورى الثانى فى محافظة أسوان يناير 2017، بمشاركة شباب من معظم محافظات الصعيد، كانت قد خرجت معظم التوصيات لتعبر عن شواغل واهتمامات محافظات الصعيد والتنمية بها.
ومن أبرز النتائج التى تحققت خلال هذا المؤتمر كانت استجابة الرئيس عبد الفتاح السيسى لطلب أحد شباب أسوان الذى اشتكى من محطة صرف كيما أسوان، ليفاجئ الرئيس الجميع بالاتجاه مباشرة لموقع محطة صرف كيما أسوان بصحبة الشباب وطالب وقتها الحكومة ووزارة الإسكان بسرعة تطويرها وهو ما تم بالفعل.
- ومن توصيات المؤتمر قرار الرئيس بإنشاء الهيئـة العليـا لتنمية جنوب مصر، والتى تهدف إلى الارتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى 5 مليارات جنيه خلال الخمس سنوات القادمة.
- تخصيص 320 مليون جنيه للانتهاء من جميع المشروعات التنموية بمنطقة نصر النوبة ووادى كركر قبل نهاية يونيو 2018.
- زيادة الجهود الموجهة لتحسين مستوى جودة الحياة بالصعيد من خلال العمل على استمرار تكثيف الجهود فى مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان.
- الإسراع فــى تنفيذ مشروع المثلث الذهبى قنا - سفاجا - القصير على خمس مراحل متتالية، والذى يهدف إلى إنشاء مناطق للصناعات التعدينية ومناطق سياحية عالمية بحيث يصبح هذا المثلث منطقة عالمية جاذبة للاستثمار.
- تحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الإفريقية والاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحى لمصر.
- استبعاد منطقة «خور قندى» والمقدرة بمساحة تبلغ 12 ألف فدان والمطروحــة بشركـــة الريـف المصــرى، مع وضع تصور متكامل بشأن هذه المنطقة خلال فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر.