واحة الإبداع.. العالم مساحته ثلاثين مترا

الوحات للفنانة: أسماء مجدى خورى

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

العالم مساحته ثلاثين مترا

 

كلمات -  نجلاء مجدى

وداعا لبكاء تدفق على طول المسافة
 التى مشيتها فى الخارج
سأنتزع الذاكرة من عقلى
لأمحو الرواسب التى جعلتنى أصدأ فى عمر الثلاثين
أنا بلا تاريخ الآن
لكننى سأخطط تاريخا يليق بجواربى وتنوراتى الجدد
التنسك  الاخير بين أصابع مقتنياتى التالفة
سيذكرنى بالمسلات الفرعونية 
التى كنت فى الصغر  أدور  حلقات حولها
 الصحراء رأس أقرع تسعى فى الخصوبة فتفشل
الليل خارج المساحة  عبدا أسودَ
مرتديا وشاح لخفاء دمامته التى تشبه كهوف بداخلنا
لا يصلح إلا محرابا لتسبيح اليعاسيب والقنافذ والخفافيش
فنتخفى كبراعم لا ترغب  السعى فى الضوء
ولا تتردد عن مصافحة الحزن من أول مدة يد
الليل  هنا آمن تماما
ظلى على الحائط كافيا ليغذى المكان بالعمران
لا شك أنه اجمل من صورتى بالألوان
ومن مدن الخيال فى لوحات سلڤادور
الكراكيب هنا
أشياء مقدسة تصلح للعرض فى بازار سياحى
الادراج تختزن بعناقيد من الرمان
وخواتم من الماء ، وسبائك رضا
على الرفوف
 أيام من الحاضر والمستقبل تركد بسلام
وعلى الشماعات معلق  أجنحة طيران

حدائق من النور تنمو فى عينى
يعب وجهى من وصفة ماء ورد
وكأن كرمشته فردت بمكواه تجميل
ارتدى فستانى النايلون
 لأعجب شاب ثلاثينى يحمل فى شكله وسامة برادلى كوبر
فأجد مخزونا من خطوات العالم فى قدمى
وكأن كتفاى يحملان مدائن من الحب
أنا قادرة على الغناء لمائة عام قادمة
قد زرعت فى حنجرتى عشبة يانسون
وجوقات بلابل