الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«نبت بر».. ست الدار وفية لزوجها وصالحة لأبنائها

«نبت بر».. ست الدار وفية لزوجها وصالحة لأبنائها
«نبت بر».. ست الدار وفية لزوجها وصالحة لأبنائها




 كان المصريون القدماء أحرص الناس على إقامة علاقات زوجية ناجحة وموفقة، وحرص كل مصرى على إسعاد زوجته ومعاملتها بالحسنى ورعايتها والمحافظة عليها، وهو ما جاء فى كتاب «حضارة مصر القديمة – منذ أقدم العصور حتى نهاية عصور الأسرات الوطنية» للدكتور رمضان عبده على، الصادر عن المجلس الأعلى للآثار ضمن «مشروع المائة كتاب».
وكما جاء بالكتاب، أغلب المصريات كن زوجات مثاليات صالحات وأمهات طيبات، وعرفت الزوجة المصرية بالطاعة وحسن المعاشرة والوفاء والسيرة الطيبة الحسنة، فهى تبذل ما فى وسعها لرعاية زوجها وتدبير شئون حياته، وأكثر المصريين كانوا أزواجًا أوفياء ذوى طبيعة خيرة، وكان الزوج يبذل كل ما يستطيع لإسعاد قلب زوجته وإدخال السرور عليها.
والمصرى القديم لم يكن فى حاجة إلى حكيم يوصيه بحب زوجته، إذ كان هذا الحب فى طبعه والعطف شريعته، وكى يعبر الزوج عن تقديره لزوجته كان يطلق عليها لقب «نبت بر» أى سيدة المنزل أو ست الدار، وهذه اللقب نجده تقريبًا فى جميع النصوص فى كل العصور، ويفهم منه أنها كانت تقوم برعاية المنزل وتدبير شئونه وكل ما يخص زوجها وأولادها، وكان الملك إخناتون يقسم بحبه لزوجته وبناته.
واهتم المصريون بعملية الولادة التى كانت تباركها معبودة الحمل والولادة «مسخنت»، واستعان المصريون بكرسى الولادة، وكانت كثرة إنجاب الأطفال معروفة فى العائلات المصرية القديمة عكس ما اعتاد عليه الإغريق، نتيجة لخصوبة الأرض واعتدال المناخ، وكان إنجاب الذكور هو المفضل، حيث تملك المصريون شغف بمعرفة المستقبل بالنسبة للمولود، وبعد أن يطلق الوالدان اسمًا على مولودهما لم يكن عليهما إلا أن يسجلاه فى بيت الحياة، وكان يعمل به صغار الكتبة لتسجيل عقود الزواج والمواليد والوفيات.
وكان المصريون مهتمين بالتربية الأولى للطفل وتهذيبه، وكانت رعاية الأطفال والأعمال المنزلية ومساعدة الزوج من أهم أعمال المرأة فى الأسرة، وكانت الأم تهتم بأطفالها فى سنواتهم الأولى وتقوم بإرضاعهم ورعايتهم، وكانت تقوم بإرضاع طفلها نحو ثلاثة أعوام، وإذا كانت الأسرة غنية تستأجر مرضعة أو مربية لتربية أطفالها ورعايتهم.
ويكشف الكتاب أن الزوجة كانت تشارك أحيانًا زوجها مسئولية العمل خارج المنزل، وفى بردية محفوظة بمتحف جنيف نجد نصًا يرينا أن بعض النسوة الموظفات كن مسئولات عن مستحقات أزواجهم.