الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«القاهرة برلين».. انطلاقـــــــــــــــــــــــــة اقتصادية وتجارية نحو مستقبل مثمر

«القاهرة برلين».. انطلاقـــــــــــــــــــــــــة اقتصادية وتجارية نحو مستقبل مثمر
«القاهرة برلين».. انطلاقـــــــــــــــــــــــــة اقتصادية وتجارية نحو مستقبل مثمر




تختلف زيارة الرئيس السيسى إلى ألمانيا عن الزيارات السابقة، حيث يحمل الرئيس السيسى آمال شعوب قارة بأكملها، إذ استعرض الرئيس مع كبار المسئولين الألمان العديد من الملفات الخاصة بتنمية القارة السمراء وتعزيز الشراكة بين إفريقيا وألمانيا، علاوة على بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وبرلين، بالإضافة إلى مناقشة العديد من الملفات كمكافحة الإرهاب وقضية اللاجئين.
الرئيس السيسى، هو الرئيس الوحيد الذى تلقى دعوة لمقابلة الرئيس الألمانى، علاوة على أنه الرئيس الوحيد الذى سيلتقى رئيس البرلمان الألمانى «البوندستاج».
كما شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات بين «القاهرة وبرلين» فى العديد من الملفات، كالتعليم والاستثمار.

السيسى وميركل يتفقان على تطوير التعاون الأمنى والعسكرى

شهدت العلاقات المصرية الألمانية خلال السنوات الماضية، طفرة كبيرة على جميع الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، حيث تعتبر مصر ألمانيا أحد حلفائها فى القارة الأوروبية، وهو ما ظهر جليًا فى المواقف المشتركة للبلدين تجاه العديد من القضايا، وعقب القمة المصرية الألمانية، عقد مؤتمر صحفى مشترك للرئيس عبدالفتاح السيسى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث أكد الرئيس أنه اتفق والمستشارة الألمانية على تطوير التعاون الأمنى والعسكرى المشترك، بما يمكن من التعامل مع مختلف التهديدات، وأهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لخطر الإرهاب وما يمثله من تهديد لشعوب العالم.

وأضاف السيسى فى كلمته، أنه استعرض خلال القمة العبء الكبير الذى تتحمله مصر فى هذا المجال انطلاقًا من دورها وموقعها ورسالتها عبر استضافتها لملايين اللاجئين، مشيرًا إلى أن القمة تناولت كذلك النجاحات الفائقة التى حققتها مصر فى وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا منذ سبتمبر عام 2016 وحتى الآن.
وأشار إلى أن القمة المصرية الألمانية تطرقت كذلك إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة وتبادل الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، قائلاً: «أكدنا عزمنا على تعميق وتطوير آفاق الشراكة بين البلدين فى ضوء المكانة المهمة التى تحتلها ألمانيا دوليًا وداخل الاتحاد الأوروبى والدور المحورى الذى تقوم به مصر لتحقيق الاستقرار الإقليمى، ومواجهة التحديات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط».
ونوه بأن العلاقات بين البلدين تمثل شراكة متنوعة فى مختلف المجالات ويدل على ذلك اللقاءات المتعددة التى جمعته والمستشارة ميركل خلال الأعوام الثلاثة الماضية, والزيارات المتبادلة بين مسئولى البلدين وكذلك المستوى المتميز من التعاون الثنائى والتنسيق المستمر بشأن العديد من الملفات الإقليمية والدولية.
ولفت إلى ما تشهده العلاقات الثنائية من تطور فى شتى المجالات خاصةً الاقتصادية والتجارية والتنموية، معربًا عن تقديره لمواقف ألمانيا المساندة لمصر فى حربها على الإرهاب وقوى التطرف والعنف.
وعبر السيسى عن تقديره واحترامه للمستشارة الألمانية وإعجابه بما اتخذته من مجهودات من أجل اللاجئين الذين تم استقبالهم فى ألمانيا، حيث قال: «نقدر ميركل تقديرًا خاصًا، ومعجبون جدًا بعطائك خلال فترة قيادتك، ونحن فى مصر ننظر بكل احترام لكل ما قدمته ميركل لكل اللاجئين الذين قدموا لألمانيا».
وأوضح الرئيس، أن القمة المصرية الألمانية تركزت حول آخر تطورات الأزمات والصراعات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط والمساعى القائمة لإيجاد حلول سلمية لها, حيث تم الاتفاق على ضرورة بذل المجتمع الدولى لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات مما يحفظ مفهوم الدولة الوطنية ويحقق الاستقرار لشعوب المنطقة.
واستطرد: «تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مستندًا إلى قرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة»، مضيفًا أن المباحثات تناولت سبل تعزيز التبادل التجارى وزيادة تدفق الاستثمارات الألمانية إلى مصر مما يعكس التطور الملحوظ الذى يشهده التعاون الاقتصادى بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.
وأعرب السيسى، عن تقديره للدعم الألمانى لبرنامج الإصلاح الاقتصادى الطموح الذى تنتهجه مصر وكذا برنامج التعاون الإنمائى بين البلدين الذى يسهم فى تدعيم الاقتصاد المصرى خاصةً فى مجالات البنية التحتية والتعليم الفنى والتدريب المهنى، قائلاً: «ناقشنا سبل تكثيف وتنويع هذا التعاون بما يحقق الآمال المرجوة منه».
كما أعرب عن سعادته لاستعادة السياحة الألمانية لمصر لمستواها المعهود، مشيرًا إلى أنه يحمل رسالة مودة وصداقة من الشعب المصرى إلى نظيره الألمانى الذى يكن له المصريون كل تقدير واحترام، مشددًا على أمله فى استمرار توجه السياح الألمان إلى المقاصد المصرية التى يكون فيها كل المودة والترحاب والأمان.
وشدد على قوة علاقات الصداقة الخاصة التى تربط بين البلدين وأهمية مواصلة الحوار والتنسيق على جميع المستويات من أجل بلوغ مستويات أعلى من التعاون الثنائى وتكثيف التشاور الهادف لمواجهة التحديات المشتركة وترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية فى العالم.
من جانبها، رحبت المستشارة أنجيلا ميركل، بالرئيس السيسى، مؤكدة أن مصر شريك مهم، وهناك مشاريع متميزة للتعاون الاقتصادى، مشيرةً إلى أنها تباحثت مع الرئيس بشأن حدود مصر البحرية وكيف تقوم بتأمينها، موجهة الشكر للدولة المصرية ورئيسها، بشأن عدم مرور اللاجئين إلى ألمانيا من مصر برغم من أن الكثيرين منهم يعيشون فى مصر.
وقالت ميركل خلال كلمتها فى المؤتمر الصحفى: «هناك علاقات متجددة ومتنوعة على الصعيد الثقافى والاجتماعى والإنمائى، وهناك مباحثات فيما يخص المجتمع المدنى، وحققنا تقدما وإنجازات فيها».
وأضافت: «ناقشنا التحديات التى تواجه مصر، وألمانيا حريصة على دعم مصر واستقرارها»، موضحة أنه تم التطرق إلى الوضع فى ليبيا وسوريا، مؤكدة دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة فى سوريا، مشيدة بدور مصر فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، مضيفة: «ومن جانبنا كل التقدير لذلك وندعم كل جهود مصر فى إجراءات الإصلاحات الاقتصادية».
وردًا على سؤال حول الأوضاع فى ليبيا، أكد الرئيس السيسى، أن مصر تعمل بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين، بما فيها ألمانيا، ومبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، من أجل التوصل إلى حل سياسى للأزمة فى ليبيا، مضيفًا أن الأعمال الإرهابية التى وقعت فى ليبيا خلال الفترة القليلة الماضية زادت الأمور تعقيدًا.
وحول العمل المشترك مع ألمانيا بعد تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى مطلع العام المقبل، وتولى ألمانيا العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن، قال السيسى: «سنعمل مع الجانب الألمانى لتطوير اقتصاديات الدول الإفريقية وجذب الاستثمارات إليها وتحسين فرص التعلم والعمل والأحوال المعيشية لمواطنيها».
بينما قالت ميركل إنها ستعمل من خلال عضوية بلادها غير الدائمة بمجلس الأمن، على الوقاية من اندلاع النزاعات، وتحقيق الحلول السلمية فى منطقة الشرق الأوسط، من بينها ليبيا، وإيجاد حل سلمى للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن المباحثات مع السيسى تناولت الوضع فى قطاع غزة والسعى لحل الدولتين، كما قالت إنها ستسعى إلى دعم وضع المرأة وتحسين فرص التعليم للنساء والشباب.