الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مين اللى قتل ياسين؟!»

«مين اللى قتل ياسين؟!»
«مين اللى قتل ياسين؟!»




«بهية».. راقصة على سؤال الموال!

«يا بهية وخبرينا على اللى قتل ياسين ..فى الصحراء وفى المدينة..اليوم ده من سنين».. الموال الشعبى الأشهر للشاعر الراحل نجيب سرور الذى كتب «ياسين وبهية» فى عمل مسرحى شعرى قدم على خشبة المسرح المصرى منذ سنوات، اليوم تعيد المخرجة ومصممة الرقص كريمة بدير صياغة وترجمة هذا الموال الشعبى بأجساد فريق فرسان الشرق، وتعتبر هذه الإعادة الثانية للعرض على مسرح الجمهورية بعد أن سبق وقدمته بدير أثناء إدراتها للفريق.

البحث عن جواب
تدور أحداث «بهية» حول قصة بسيطة تطمح للإجابة عن سؤال الموال «مين اللى قتل  ياسين؟!»، عمل فنى راقص من الألف إلى الياء اتخذت كريمة من الموال خطها الدرامى الأصلى وليس العمل المسرحى بتفاصيله كاملة، وانطلقت معبرة عن صياغة فكرها ورؤيتها الإخراجية بتصميمات حركية متنوعة جاءت فى لوحات راقصة متتالية تخللتها بعض الكلمات والجمل الحوارية الناطقة، وإن كان هذا الشكل أو التناول غير محبب بالأعمال الراقصة لأنه عادة ما يخل بفلسفة العمل الراقص، سواء كان لفريق الرقص المعاصر، أو لفريق الفرسان للتراث كلاهما يدور فى فلك الآخر أو كلاهما يتخذ من الجسد وسيلة للنطق والتعبير عن افكار عرضه، تحل الأجساد محل الكلمات وبالتالى تقاس قوة المصمم بمدى قوة النطق بالتعبير الحركي، ففى الأعمال الراقصة خاصة التى تحمل قصة درامية تظهر وتتضح مهارة التصميم الحركى فى مدى دقته فى التعبير وإيصال المعنى الرمزى للجمهور أو «moral» العرض بلا كلمات فهو يحمل أمانة نقل فكر المؤلف ومعنى عمله الدرامى بأجساد راقصيه وتصميمه المبتكر.
الخروج عن التقليد
بالطبع لسنا هنا بصدد تقديم مسرحية «نجيب سرور» ياسين وبهية كما صنعها مؤلفها لأن الراقص مهنته الأولى واعتماده الكلى يظل منحصر فى الرمز حتى وإن خرج بعضهم عن هذا التقليد على استحياء فى مشاهد حوارية قصيرة وسريعة كى يقترب أكثر من الجمهور، إلا أن هذا النوع من الفن ستظل له خصوصتيه التى تحكمه فى الصياغة والإعداد الدرامى باللغة الحركية والإيماءة، فالعمل الفنى الراقص بالكامل أذكى وأمتع من الأعمال التى تتخللها بعض المشاهد الدرامية، وهنا فى «بهية» لا تزال للوحات الرقص قوامها الفنى وحضورها المميز والخاص محتفظة بتفوقها الدائم على المشاهد الدرامية، فهى الأعمق أثرا والأشد تعبيرا والأمتع بصريا على مستوى التشكيل واللغة الحركية المستخدمة ربما كان ابرزها واشدها تأثيرا مشهد الاغتصاب الذى قدمه الراقص ميدو آدم وياسمين سمير، اختزلت فيه المخرجة خلاصة القهر والظلم والقسوة التى تعرضت له «بهية» فى بحثها عن الحق وكان المشهد الأكثر قوة وانضباطا على مستوى التصميم الحركى وكذلك على مستوى التشكيل البصرى فى حركة الراقصين الثنائية والجماعية صنعته المصممة بحرفة فنية عالية، وكذلك كانت المشاهد الثنائية بين الراقصين ربما كانت أكثر إتقانا وجودة من بعض المشاهد الجماعية التى جاء معظمها غير منتظم أو منضبط بعكس مشهد الاغتصاب أو الثنائيات سواء بين الرجال والنساء أو الرجال بمفردهم.. شارك فى بطولة العرض هانى حسن فى دور ياسين، ياسمين سمير «بهية»، «شيرلى أحمد «بهية»، نوران محمد الغجرية، دنيا محمد الأم، ميدو آدم الباشا، «محمد عبد الصبور «الباشا»، رضا والد بهية، أشرف كوداك والد ياسين، تصميم ديكور وملابس أنيس إسماعيل.
فرسان الشرق
جدير بالذكر أن فرسان الشرق يعتبر الفريق الثانى بعد الرقص الحديث المتخصص فى تقديم أعمال التراث أسسته وزارة الثقافة على يد وليد عونى كى يكون المعادل المصرى لفريق «نيران الأناضول» التركى عام 2009، ويعد هدف الفريق الأول استلهام أعمال التراث على خشبة المسرح فى سياق فنى درامى راقص، وقدم الفريق فى بدايته مع مديره الأول وليد عونى عرض «الشارع الأعظم»، ثم ترك عونى الفريق بعد اندلاع ثورة  25 يناير، وتولته كريمة بدير قدمت معهم عرضى «ناعسة» و«بهية»، ثم تولى إدارة الفريق طارق حسن وقدم عروض «نساء من مصر»، «المولد»، «علاء الدين والمصباح السحرى»، وأخيرا تولى الدكتور عصام عزت وقدم عرض «الفلكلور»، «أبوزيد الهلالى» ويستعد حاليا لتقديم «شجرة الدر».