الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تجميد الخطاب الدينى

تجميد الخطاب الدينى
تجميد الخطاب الدينى




تجديد الخطاب الديني، قضية قديمة متجددة، يرددها الجميع طوال الوقت، بحثا عن خطاب يحاكى الواقع، ويعالج قضايا المواطن، ويفتح أبواب الاجتهاد، إلا أن التطبيق الفعلى لا يزال شعارا.. محاولات متعددة تبذلها المؤسسات الدينية، على رأسها وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر، لتجديد الخطاب الدعوى فى المساجد، فى أعقاب الدعوة المتكررة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ 3 سنوات، وطالب بها فى أكثر من مناسبةـ إلا أن هناك عثرات تحول دون تحقيق ذلك ليظل حبرا على ورق، رغم أهميته.

 وهو ما أكده شيخ الأزهر د. أحمد الطيب فى أحد لقاءاته على إحدى القنوات الفضائية قائلا: «كل العلماء يدركون أهمية التجديد ويعرفون خطره الشديد فى وجود الإسلام كدين حى ومتحرك فى حياة المسلم فى حياة المسلم لكن التخوفات من الخلط بين الثابت والمتغير تظل العائق».
وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة، يرى أن مفهوم التجديد التقط خطأ من بعض غير المتخصصين، ممن فهموا خطأ أن التجديد هو التفريط من الثوابت، مع أن ما ثبت فى يقين الأمة انه من الثوابت القطعية فلا مجال فيها فيه للتجديد.  «نحن لسنا منغلقين على انفسنا ونسعى للتجديد ولكننا للآسف بدل من التجديد المنضبط وجدنا من ينفلت ويدعو للاباحية والشذوذ والتجديد له حدود فلا يخرج علينا من يقول إن الزنى قبل الزواج مسألة شخصية» بحسب وزير الأوقاف.  وزارة الثقافة من جانبها حاولت المساهمة فى تجديد الخطاب الدينى  استنادا  لخطة بالتعاون مع الأزهر الشريف لكن لم يتحقق شيء.

تجديد يستند للواقع
الدكتور على جمعة – المفتى السابق وعضو هيئة كبار العلماء حاليا- يرى أن «الأمة بحاجة لمشروع التجديد يستند للواقع، ولتحرير معنى الإجماع، والاهتمام بالعلوم، ومراعاة اللغة والمصطلحات والدلالات المختلفة، وإدراك أن الخطاب الدينى هو جزء من كل، معتمدا على برامج فى التربية والتعليم والقضاء، وفى جميع المجالات».
مؤسسة «الأزهر» تردد دوما أن هناك عرقلة لجهودها فى قضية تجديد الخطاب، وتشير إلى أن هناك من استغل القضية لمهاجمة الأزهر باعتبارها حامى التراث الإسلامي.

ضرورة حتمية
«التجديد ضرورة حتمية تدركها مؤسسة الأزهر، جسدتها من خلال قوافل دعوية، أطلقتها بكافة أرجاء الجمهورية، بالإضافة للجان المصالحات التى تعمل على تغيير فكر وعادات ورثناها من الجاهلية كالثأر» وفقا لتصريحات سابقة للدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق وأمين عام هيئة كبار العلماء.

استنساخ للتجربة
د. إبراهيم نجم – مستشار مفتى الجمهورية- يؤكد أن دعوات التجديد للخطاب الدينى أمر مهم إلا أن  هناك بعض الأصوات المغرضة تريد استنساخ التجربة الأوروبية مع الخطاب الديني، والتجربة الاوروبية فى الخطاب الدينى لها أثر سيىء، أما حركة تجديد الخطاب الدينى فى الإسلام حركة متجددة، ونحن فى الأزهر نقوم بهذا الواجب
 مستشار مفتى الجمهورية يرى إن من بين التحديات التى تواجه تجديد الخطاب تتمثل فى فوضى الفتاوى وضرورة احترام قضية التخصص، بما يجعلنا نقطع نصف الشوط فى تجديد الخطاب الديني.
ولفت «نجم» إلى ان قيادة تجديد الخطاب الدينى هى للأزهر الشريف ولذلك حدد الرئيس ثلاث مؤسسات هى الأزهر والافتاء والأوقاف، ولا يجوز لأية جهة أو تيارات أخرى مؤكدا أن المؤسسة الدينية لم تتأخر إلا أن هناك إشكالية فى عملية التعاون  مطالبا بأن تكون هناك آليات.