الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«السلفية» فى أمريكا من أين وإلى أين؟

«السلفية» فى أمريكا من أين وإلى أين؟
«السلفية» فى أمريكا من أين وإلى أين؟




نقلا عن الايكونوميست

لاتزال أحداث الحادى عشر من سبتمبر وتداعياتها تلقى بظلالها على أوروبا بشكل عام والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص، فمنذ حدوث الهجوم قبل أكثر من 18 عاما ولاتزال الصحف الأجنبية تتناول قضية الإسلام وتلقى الضوء على مفهومه وتوجهاته ومذاهبه، وكانت آخرها مجلة «الإيكونوميست» البريطانية التى تناولت أحد الاتجاهات الإسلامية  فيما يعرف بـ«السلفية» والتى غالباً ما يتم استخدامها كمفهوم فضفاض، وركزت على تنامى تمددها فى أوروبا عامة وأمريكا بشكل خاص وعلاقتها بالهجمات الإرهابية وحقيقة تورطها من عدمه.
والملفت فى التقرير أن المجلة دافعت عن السلفية، رافضة لتصور البعض أن تلك الهجمات الإرهابية تبدأ وتنتهى عند السلفيين، مضيفة أنه تم استخدام السلفيين فى بعض الأحيان للعب دور فى مكافحة الإرهاب أوروبيا.
ولم تكتف بذلك لكنها اقتربت كثيرا من منهج السلفية موضحة أن لهم ثلاثة أنواع أولها النوع غير السياسى الأكثر هدوءاً، والذى يؤيد النزعة المحافظة فى اللباس والحياة الشخصية، ويتجنب الانخراط مع العالم الحديث، ثم هناك السلفيون الأكثر نشاطاً، الذين يتقاسمون مع الإخوان المسلمين نفاد صبرهم ولهفتهم لرؤية الحكومات العلمانية وهى تُستبدل بأنظمة دينية، وعلى الرغم من أن هؤلاء السلفيين ليسوا نشطاء أو براجماتيين مثل الإخوان، لكنهم متأثرون بفكرهم، وثالثاً، هناك السلفيون الجهاديون الذين يعتقدون أن الرد الوحيد المناسب على انهيار العصر الحديث، وتراجع الحكم الإسلامى تاريخياً، هو العنف. وتتقاسم جميع هذه السلالات الثلاث الشك فى المؤسسات الديمقراطية التى تمنح سلطة للبشر المعرضين للخطأ، فى الوقت الذى لا يجب أن تعطى فيه إلا لله.
وتناولت المجلة تقريرا صادرا عن برنامج دراسة التطرف فى جامعة جورج واشنطن، أظهر خلاله أن الأشكال الثلاثة للسلفية قد ازدهرت فى أمريكا فى العقود الأخيرة، موصية بوجوب التمييز بينهم وحذرت من أنها ليست فئات محكمة الإغلاق.
وبحسب التقرير فإن «السلفية الهادئة» لا تقود دائما للتطرف والعنف ، مستشهدا بأحد هؤلاء الأشخاص هو محمد سيد عدلي، الإمام المؤثر فى ولاية كارولينا الجنوبية، والذى يحث المسلمين على التركيز على التعليم الإسلامى وتجنب التعليم العلمانى والسياسة الدنيوية.
وعلى النقيض وكمثال على كيفية توليد السلفية الجهادية، استشهد التقرير ببعض الأفراد سيئى السمعة، مثل على التميمي، الذى تم سجنه لاتهامه بتجنيد الناس لشن الحرب ومساعدة حركة طالبان.
لكن التقرير توصل فى النهاية إلى أن السلفية الصوفية لا تذهب دائماً فى اتجاه متطرف، وكمثال على هذه النقطة، استشهد بمدرسة «ما بعد السلفيين» الذين «أسهموا فى تطوير النسخة الأمريكية من السلفية» التى تجمع بين علم الدين المحافظ وبين المشاركة البناءة فى القضايا الوطنية والدولية.
وفى النهاية أيضا لم تستطع المجلة الإلمام بشكل كاف بالسلفية وفهم تعقيداها، ودعت إلى مزيد من التعمق والتحليل والمشاركة فى محاولة فهمها.