الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

هل تتجنب أمريكا حربًا وشيكة مع الصين؟

هل تتجنب أمريكا حربًا وشيكة مع الصين؟
هل تتجنب أمريكا حربًا وشيكة مع الصين؟




بقلم كيفن رود - رئيس وزراء أستراليا الأسبق - نقلا عن فورين افيرز


سوف نحتفل هذا الشهر بالذكرى المئوية لنهاية الحرب العالمية الاولى والتى أطلق عليها «حرب إنهاء جميع الحروب» بين القوى العظمى فى أوائل القرن العشرين، وللأسف  فقد انهت الحرب أى شىء إلا الحروب، وتوالت سلسلة كارثية من النزاعات والحروب أعادت رسم الخريطة الجيوسياسية للعالم ثلاث مرات.
تناول كيفن رود، رئيس وزراء استراليا الأسبق ورئيس معهد سياسات المجتمع الأسيوى فى نيويورك، فى مقاله له بمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية العلاقة بين القوتين العظميين فى القرن الحادى والعشرين «الولايات المتحدة والصين» وكيفية تحولها من التعايش السلمى إلى شكل جديد من أشكال المواجهة، فالعلاقة الأمريكية – الصينية تتحول من شراكة وتنافس ناعم إلى منافسة حادة، وصاغ أفكاره فى شكل أسئلة تحتاج إلى إجابة من الإدارة الأمريكية.
فقد اتهم نائب الرئيس الأمريكى الصين علنا بممارسات تجارية غير عادلة، وسرقة الملكية الفكرية، وزيادة العدوان العسكري، والتدخل فى السياسة الداخلية للولايات المتحدة، ويعتبر خطاب نائب الرئيس هو الأحدث فى سلسلة طويلة من البيانات من إدارة ترامب تعيد تحديد إستراتيجية الولايات المتحدة المستقبلية تجاه الصين، وبالتالى فقد أعلنت هذه التصريحات رسميا نهاية فترة 40 عاما من المشاركة الإستراتيجية بين واشنطن وبكين، واستبدالها بفترة جديدة من المنافسة الإستراتيجية لم تحدد معالمها بعد.
إن قرار واشنطن بمعارضة سياسة الصين الخارجية واستراتيجيتها الاقتصادية هو استجابة هيكلية حتمية لحقيقة أن القوة العسكرية والاقتصادية الإجمالية للصين بدأت تتحدى الآن الهيمنة الأمريكية على العالم، ويبدو أن هذا النهج الجديد تجاه الصين قد حظى بتأييد واسع النطاق عبر الوكالات الحكومية الأمريكية، من الكونجرس الأمريكى، ومن قطاع واسع من الشركات الأمريكية، نقلا عن ماكتبه رود.
ولكن عليهم توقع ومعالجة عدد من النتائج المحتملة غير المقصودة - بما فى ذلك إمكانية حدوث تصعيد سريع من المنافسة الاستراتيجية إلى الانفصال والمواجهة، وربما، فى نهاية المطاف، إلى نزاع  مسلح، فبدون إطار مشترك لما تدور حوله العلاقة فى النهاية فسيحدث، بوعى أو دون وعى، انزلاق فى حرب باردة جديدة؟
وانهال وود بعدد من الأسئلة التى تحتاج إلى جواب من الولايات المتحدة وشركائها وحلفائها فى جميع أنحاء العالم، أولاً، ما النهاية المرغوبة للولايات المتحدة؟ ماذا تفعل أمريكا إذا لم ترضخ الصين للمطالب.
الواردة فى خطاب نائب الرئيس؟، ولكن بدلا من ذلك الرفض الصريح ؟ ما الذى يحدث إذا لم تفلح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة فى تحقيق الهدف المنشود؟
وأكمل وود أسئلته، ما القواعد الجديدة للعبة الشراكة الإستراتيجية؟ كيف يمكن لواشنطن التوصل إلى تفاهم مشترك مع بكين حول ماهية هذه القواعد الجديدة، فحجم الاقتصاد المحلى للصين، ومدى تواصلها الاقتصادى المستمر مع بقية العالم غير الأمريكى، يجبر أولئك الذين يعتقدون أن الصين ستنهار.
هل الولايات المتحدة مقتنعة بأن الرأسمالية الصينية تفرض تحديا أيديولوجيا فعلى  قوى للرأسمالية الديمقراطية، هل الولايات المتحدة على استعداد لتقديم تنافس استراتيجى للعالم، وكيف ستنافس أمريكا حجم التجارة والاستثمار الصينى فى كل من آسيا وأوروبا، مع التسليم الفعلى بأن بكين شريك اقتصادى أكبر مع آسيا وأفريقيا من واشنطن.
ما مدى ثقة الولايات المتحدة بأن أصدقاءها وحلفاءها حول العالم سيتبنون استراتيجيتها التنافسية الجديدة تجاه الصين؟، ما الحالة المثالية التى يمكن للولايات المتحدة أن تقدمها للعالم لدعم استراتيجيتها الجديدة كبديل للصين.
واختتم ورد مقاله الاستفهامى بأنه يتعين على الاستراتيجيين الأمريكيين أن يدرسوا كيف سيؤثر الانشقاق الكبير فى العلاقات الأمريكية الصينية على الاقتصاد العالمى وكيف أن الانفصال الجذرى بين الاقتصادين الأمريكى والصينى سيؤدى إلى انهيار التجارة الثنائية، ومن المحتمل أن تؤدى إلى حدوث ركود عال.