الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس: الحفاظ على الدول حق من حقوق الإنسان

الرئيس: الحفاظ على الدول حق من حقوق الإنسان
الرئيس: الحفاظ على الدول حق من حقوق الإنسان




شرم الشيخ - أحمد إمبابى وأحمد قنديل


 قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: إن التكلفة الإنسانية والمالية والأخلاقية التى دفعتها دول المنطقة التى شهدت صراعات وأزمات، أكبر بكثير مما لو كان استمر الوضع فيها دون تغيير.
وأضاف السيسى، خلال كلمته فى فعاليات جلسة «ما بعد الحروب والنزاعات.. آليات بناء المجتمعات والدول»: «مش هتكلم عن التكلفة المالية، لكن عاوز أقول يا ترى الطفل اللى قعد فى معسكر لاجئين هتطلع شخصيته عاملة إيه؟».
وتابع: «بالتحرك غير المدروس فى بلادنا اللى مش هقول عنه إنه مؤامرة، بالتحرك ده فتحنا أبواب الجحيم على بلادنا، وكنا مرشحين لده، وقولت من سنتين تلاتة خلى بالكم من الانتحار القومى».
وأشار إلى أن التغيير بالقوة يخرج عن السيطرة فى غالب الأحيان، ما ينتج عنه عواقب وخيمة، مضيفًا: «عندما تخرج الأمور عن السيطرة مثلما حصل فى دول المنطقة التى شهدت الصراعات، ينتج فراغا هائلا، ما يؤدى إلى تدافع القوى المحلية والأجنبية والخارجية من أجل التدخل فى شئون هذه الدول، وتتداعى مؤسسات الدولة، فى مقدمتها المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة، ثم تتبعها بقية المؤسسات».
وشدد، على أن دول المنطقة فى حاجة إلى الحوار مع النفس، لكبح جماح التغيير غير المدروس، والذى يسفر عنه انهيار الدول ومؤسساتها، لافتًا إلى أن التغيير غير المدروس يسبب تدمير الأوطان تدميرًا كاملًا «حتى وإن كان بحسن نية».
واستكمل: «مع كل الجهد اللى بنعمله، كل اللى بنتمناه إننا نصل للحالة اللى كنا موجودين عليها قبل 2011 فى مصر، وكل الناس الموجودة فى الدولة، تقول إن الجهد المبذول غير مسبوق».
وتابع: «لما فتحنا الباب للفوضى من غير ما نقصد، نتج عنها استخدام السلاح من الجماعات اللى كانت عايشة معانا فى مصر وموجودة، بقى فى ناس عندها استعداد للقفز على السلطة حتى لو استخدمت السلاح».
وتطرق الرئيس السيسى إلى الأوضاع فى سوريا قائلًا: «أقل التقديرات بشأن إعادة الإعمار فى سوريا تبلغ 300 مليار دولار، وأقصى تقدير تريليون دولار».
وأضاف: «عاوز حد يقولى أى حكومة فى سوريا هتقدر تعمل إيه مع التحدى ده؟ أنتم فاكرين إن حد فى العالم هيمد إيده عشان يدفع 300 مليار؟، دول بيتخانقوا على 10 مليار».
وأضاف: «كل يوم بنعيش فى مرار ومعاناة لأجل ما نحافظ على بلدنا وعلى مصير 100 مليون مصرى».
وتابع: «دكتور غسان سلامة بيقول إن ليبيا بتقدر تاخد دولارات من مصادرها البترولية، إحنا فى مصر معندناش يا دكتور، كانت هتخرب وتضيع ومترجعش تاني، وملايين المصريين كانوا هيهاجروا فى أوروبا أو يضيعوا فى البحار والصحراء».
وشدد الرئيس السيسي، على أن الفراغ الذى يسببه التغيير غير المدروس مثلما حدث فى دول المنطقة، لا يملؤه إلا «الأشرار».
وحذر السيسى الشعوب قائلًا: «حتى لو الحكام اللى قبل كده مش جيدين، أوعوا من الشعارات والكلام المعسول الذى يؤدى بكم إلى الضياع، اشتغلوا، اصبروا، تحملوا، قاسوا، عانوا، بس متعانوش من الخراب». وأكمل حديثه: «لو دمرتم بلادكم لن تعود، أفغانستان بقالها 50 سنة لم تعد، كم مليون ماتوا فى سوريا والعراق؟، إحنا بنتكلم على إنقاذ أوطان وملايين، إذا كنا بنحترم الإنسانية بجد، وبنقول إننا بشر حقيقيين، قولوا للناس الحقيقة، علشان يبقى عندنا إنسانية بجد مش بندعى الإنسانية».
وتحدث السيسى عن معسكرات اللاجئين قائلًا: «قولى مين يرجع القيم الأخلاقية والإنسانية اللى كانت موجودة فى مجتمع بعد ما يدخل فى معسكرات اللاجئين 10 سنين؟»، مؤكدًا إنه فى فترة ما بعد الأزمات يبدأ الكلام، والقيم الإنسانية التى ستهدر.
وتابع: «أنا عاوز أقول للناس، أنتم لا تقاومون الإرهاب فقط، هذا الأمر تغذية للإرهاب، لأن البشر فى الغالب برامج إعادة إعمارهم نفسيًا وإنسانيًا ضخمة جدًا، هيصلحوا الطرق ولا نوفر فرص عمل ولا هنجهز مستشفيات؟ لا ده ولا ده ولا ده».
وقال الرئيس السيسي، إن البنية التحتية التى تحطمت فى دول المنطقة التى شهدت الصراعات والنزاعات، هى أصعب إشكالية تواجهها هذه الدول.
وتساءل: «فى مصر بنستهلك 3.5 مليار دولار شهريًا، مين يجيبهم لمصر لما تحصل فوضى وخراب، الناس هتعيش إزاى؟».
وأضاف: «أنا هنا لكى أسجل أمام الله وأمام الجميع، أن الحفاظ على الدول هو حق من حقوق الإنسان»، متابعًا: «جميع الشباب هنا وفى العالم فى حاجة إلى معرفة كيفية الحفاظ على مقدرات الدول».
وواصل: «عندما تخرج الأمور عن السيطرة مثلما حصل فى دول المنطقة التى شهدت الصراعات، ينتج فراغا هائلا، يؤدى إلى تدافع القوى المحلية والأجنبية والخارجية من أجل التدخل فى شئون هذه الدول، وتتداعى مؤسسات الدولة، فى مقدمتها المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة، ثم تتبعها بقية المؤسسات». وأكد أن الشعب المصرى انتبه للدرس الذى حدث فى دول المنطقة بسرعة، بفضل وعيه، قائلًا: «الدليل على وعى المصريين هو إجراءات الإصلاحات الاقتصادية، التى كانت من أقسى الإجراءات فى تاريخ مصر الحديث، لو مكنش المصريين استوعبوا وحريصين على بلدهم، كانوا اتحركوا عشان يغيروا».