الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس يوصى بتشكيل لجنة لمناقشة قضية وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت

الرئيس يوصى بتشكيل لجنة لمناقشة قضية وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت
الرئيس يوصى بتشكيل لجنة لمناقشة قضية وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت




شرم الشيخ - فريدة محمد وأحمد إمبابى وأحمد قنديل

شهدت جلسة «مواقع التواصل الاجتماعي.. تنقذ أم تستعبد مستخدميها» أمس، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضمن فعاليات ثانى أيام منتدى شباب العالم، عرض فيلم تسجيلى عن مواقع التواصل الاجتماعى خلال وقائع الجلسة، واستعرض الفيلم استخدامات السوشيال ميديا وسلبيات وإيجابيات استخدامات مواقع التواصل الاجتماعية.
من جانبه، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه سيتم تشكيل لجنة بحثية قومية لمناقشة قضية وسائل التواصل الاجتماعى والإنترنت من كل الجوانب، لتعظيم نقاط الاستفادة من شبكات التواصل، موضحًا فى كلمته أن أى محاولة لمنع وسائل التواصل الاجتماعى لن تنجح ولابد من التعامل مع الواقع والنجاح فى الاستفادة منها.
وأضاف الرئيس، أن أى اختراع يمكن أن يكون أداة للبناء والتدمير فى نفس الوقت ولابد من الوعى بكيفية تحويله إلى أداة للتعليم والبناء والتعمير، مستطردا: «الأولاد يتعلمون بالمشاهدة والأمهات بيبقوا قاعدين ماسكين الموبايل والأطفال بيتعلموا منهم».

وشدد على ضرورة الاستعداد والعمل على مواكبة التطور الحادث فى وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبا بضرورة التعامل مع التطور الحادث فى عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل بشكل متوازن وأن نعمل على إثراء الشخصية الإنسانية.
وتابع: «يجب أن نثرى شخصيتنا الإنسانية قبل المصرية»، مؤكدا أن تطور وسائل التواصل الاجتماعى شكل خطرًا على المنطقة العربية منذ عام 2010، خاصة أن هناك فريقين منهم مؤيد للإيجابيات ومنهم مؤيد لسلبيات مواقع التواصل الاجتماعى، موضحا أنه يجب تعظيم إيجابيات تلك المواقع والحرص من السلبيات.
وقال الرئيس: «شبكات التواصل التى ولدت من 12 سنة تعتبر تطورًا إنسانيًا قائمًا، وسيتم التعامل معه وهضمه من جانب البشر، والتطور اللى بيحصل ده جزء من صناعة ربنا للوجود بتاعه، وهو سياق ماشى بيه الوجود وهنقدر نتفاعل معاه، وعلشان كدا قاعدين نناقش إزاى نعظم الإيجابيات ونعالج السلبيات».
 واستطرد: «أنا كنت من الجيل الذى عاش بدون تليفزيون حتى جاء كوسيلة اتصال وإعلام وتغيرت الحياة حتى خاف الشعب المصرى من التقارب الذى بدأ يتحلى به المجتمع المصرى فى هذا التوقيت» مؤكدا أن أسلوب نقل الشائعات تطور بشكل كبير.

حالة من الوهم

فيما قالت كريستين أديرا، الخبيرة فى الأمن الرقمى، والمسئولة عن برامج الشباب فى أوغندا، أنها لاحظت أن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الانسان والمنظمات تركز على الأطفال ودعمهم، لافتة إلى أنها بدأت فى تدريس الحماية من الإنترنت للأطفال حتى توفر لهم الحماية الملائمة من الإنترنت ومخاطره.
وأضافت، أنه يجب التركيز على المراهقين والفتيات الصغيرات لأنهن يعشن فى الوهم والصور غير الحقيقية التى توفرها لهن البرامج الإليكترونية عبر الهاتف وتخلق لديهن حالة من العالم الافتراضى الجميل، مشيرة إلى أنها تعمل على إنقاذ الأطفال من التنمر ومخاطبتهم لدفع الكراهية.. وتابعت: «أود أن أرى المجتمعات والآباء يوفرون الحماية لأطفالهم والمراهقين كجزء من المناهج الدراسية»، مؤكدة أنه علينا أن نوفر برامج رفيقة بالأطفال تعينهم وتساعدهم وتحميهم من الإنترنت، لافتًا إلى أن الإنترنت مفيد جدًا ولكن عند استخدامه بشكل صحيح.

مدمنو الإنترنت

وقال د.بادريك ويلسون، الخبير فى مجال السوشيال ميديا وإدمان الإنترنت: » لقد أجرينا أكثر من 300 دراسة عن الأثر السيئ لمواقع التواصل الاجتماعى على الإنسان خلال الـ 30 عاما الماضية، واكتشفنا أثرا كبيرا لها فى الإدمان»، مضيفا: أن هذه الوسائل لها تأثير سلبي، على مراكز بعينها فى المخ وتأثير تلك الوسائل على المخ تجعل الإنسان مدمنًا استخدامها طوال الوقت.
 ووجه رسالة هامة للرئيس عبدالفتاح السيسى قائلًا: «إن استدراج الفيديوهات المعروضة على مواقع التواصل الاجتماعى يجعل الشخص لا يشعر بأهمية الوقت، ما يجعل الانجذاب لتلك المواقع لمدة ساعتين فقط كافيًا، مما يجعلنا لا نعطى اهتماما كافيا للأمور الأخرى».
وتابع: أنه اخترع هاتفا محمولا وهميا، يشبه الموبايل الحقيقي، ليريح مدمنى الموبايل، ويجعلهم يخدعون عقولهم بأنهم يحملون الهاتف وهو فى حقيقة الأمر يحملون قطعة من الكرتون المقوى.

فقدنا قدرتنا على التواصل

وأضاف جاكسون هادس مخرج أفلام وثائقية، أنه ابتكر قناة خاصة به عام 2011 لعرض أعماله، كما أنه يعد من هؤلاء المتفاعلين عبر شبكة الإنترنت، موضحًا أن مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى يخلقون صورًا غير الصور الحقيقية لهم كما نخلقها لبعضنا البعض دون العلم بالشخصيات التى تكون وراء تلك الصور.
وأشار إلى أننا أكثر الأجيال البشرية تواصلًا فيما بيننا بسبب الاستخدام الكثير لمواقع التواصل الاجتماعى، لكن هذه المواقع تحتوى على الكثير من الأضرار، ورغم أن شبكات التواصل الاجتماعى تتيح تبادل المعلومات والخبرات وتخلق حوارات بين الشعوب المختلفة، لكن بالنهاية فقدنا قدرتنا على التواصل مع بعضنا البعض بصورة حقيقية.

فقدان الثقة

وقالت فيليب بوتر خبيرة فى التواصل الاجتماعى: » الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى تقدم فوائد كثيرة، لكن إدمان الإنترنت عند المراهقين والشباب يعتبر مرضا لذلك يجب أن نعى أن المراهقين يمرون بتغيرات هرمونية وجسدية؛ لأن العقل لم يصل لمرحلة النضج الكافى ويتأثر سلبيًا بوسائل التواصل الاجتماعى بسهولة، ومع هذه العقول غير الناضجة قد يصاب المراهق بفقدان الثقة ما يؤثر على تصرفات وقد يلجأ للمخدرات والمشروبات الكحولية»، مؤكدة أننا فى مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الإنسانى .
وتابع: » معظم وسائل الاتصال وتلقى المعلومات يتم عبر الإنترنت، لكن ينبغى أن يكون هناك دور محدد للتواصل والاستفادة منها بشكل أمثل، مضيفة أن الإكثار من وسائل التواصل الاجتماعى يسحب الإنسان إلى طريق طويل وغامض.

تحديات وآثار سلبية

كما قال ماركو جاليك، مدير معمل الجرائم الإلكترونية، إن هناك تحديات وآثارا سلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، لكن نظرًا لوجود العديد من المزايا لهذه الوسائل علينا التفكير فى كون هذه الوسائل أتاحت فرصة للتواصل مع الآخرين، فهى وسيلة للتعامل والتواصل بين البشر، وعلينا تنقية المعروض عليها ومتابعته».

الإرهاب والإنترنت

ومن جانبه قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، إن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعى أكبر بكثير من فوائدها، خاصة أن الإرهاب يحقق استفادة كبيرة من وسائل التواصل وتساعده فى الانتشار بشكل خفي، علاوة على أن الإرهاب نقل حجما كبيرا من نشاطه من أرض الواقع المحدود جغرافيا إلى ساحة كبيرة وفرتها له وسائل التواصل الاجتماعي.

الحرب الثقافية ونشر الشائعات

وقالت فاطمة الزهراء عبدالفتاح، خبيرة فى الأمن المعلوماتى، إن وسائل التواصل الاجتماعى وسيلة لنشر الأخبار المزيفة، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام المؤسسية تعتمد عليه أحيانا، وتعيد ترديد الأخبار المزيفة والشائعات، وهذا يظهر بشكل كبير فى الدول التى تعانى من ظروف عصيبة.
ومن جانبها قالت د. مها محمد علام، باحثة ومفكرة بالمركز المصرى للدراسات الاستراتيجية، إن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت قادرة على التحكم بعقول مستخدميها، حيث إن الاستخدام المفرط للصور والفيديوهات يكون تأثيره أقوى من الكلمات المباشرة.
وأوضحت أن هناك حربا ثقافية تساق إلينا من خلال تلك المواقع، فى محاولة منها لسحق القيم والأفكار التى نشأت عليها المجتمعات، خاصة أن الإرهاب يوظف وسائل التواصل لصالحة، ويخلق حالة من التعاطف مع القيم والعمليات الإرهابية، مشيرة إلى أن عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود تستخدم وسائل التواصل لتسهيل القيام بعملياتها.

خطورة السوشيال ميديا

وقالت خولة سالم من الإمارات وخبيرة فى التكنولوجيا الرقمية، إن كل الأعمار والجنسيات فى العصر الحالى تقبل على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أنها بدأت تؤثر فى تشكيل الرأى العام، مشيرة إلى أن هناك شبابًا يتخوفون من طرح أفكارهم فى الواقع ويطرحونها فى وسائل التواصل الاجتماعى دون التخوف من النتائج التى قد تترتب عليها.
وقال محمد خيرت، مؤسس منظمة شوارع مصرية، إنه قد أنشًأ تلك المنظمة من غرفته فى أستراليا، وبدأها على الفيس بوك بهدف تقاسم القصص المفيدة مع الآخرين وتابع أنه يجب على المجتمعات عدم الانتظار حتى يقع عليها الخطر الناجم من مواقع التواصل الاجتماعي، بل من الممكن أن تقوم الحكومات بالرد والتعامل الحكيم أولا بأول لتلك المخاطر.
وأردف «خيرت» أن وسائل التواصل الاجتماعى هى التى أتت بهم اليوم لهذا المنتدى العظيم، مشيرا إلى أن تلك الوسائل قد أعطت فرصة للجميع أن يكون لهم صوت مسموع.