الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. كانت

واحة الإبداع.. كانت
واحة الإبداع.. كانت




اللوحات للفنان: علاء أبو الحمد

■ من مواليد قنا عام 1979م.
■ بكالوريوس كلية الفنون الجميلة (قسم تصوير) الأقصر جامعة جنوب الوادى2003م.
■ مدرس بقسم التصوير كلية الفنون بالأقصر.
■ أقام عدة معارض خاصة.
■ شارك فى العديد من المعارض الجماعية داخل مصر وخارجها.
■  حصل على جائزة مهرجان الإبداع التشكيلى الثانى (صالون الشباب التاسع عشر 2008).
■  حصل على جائزة صالون الشباب الرابع والعشرين (تصوير) ديسمبر 2013 .

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 


 

كانت

رشا فوزى

جاء صوته من بين سحب الدخان متباطئا، وكأنه قادم من واد سحيق، قائلا: لقد كان كل نساء الأرض فى امرأة  واحدة!
- ها قد عدنا لنفس الحديث.. تمتم بها الرجل الجالس إلى جواره متذمراً، إلا أنه تابع حديثه الذاهل غير مبالٍ: هل تعرف أكثر ما كان يميزها عن الأخريات؟!
سكت لبرهة، ثم أكمل غير منتظر لتعقيب: إنها لمعة عينيها؛ وكأنما جمعت شغف الدنيا كله بهما.
تململ الجالس إلى جواره دون أن يتفوه بكلمة، جذابا إليه النرجيل يسحب منها الأنفاس، بينما استمر الرجل فى حديثه لا يعيقه تجاهل الآخر له: كانت حلما رائعا لا تضاهيه أساطير الألف ليلة، كانت بهجة تغمر القلب بدفء عجيب فى أقسى ليالى الشتاء، كانت سيمفونية من النشوى الطاغية ذات أريج مقبل من الجنة، كانت عشقا وولهًا يمشى على قدمين حتى ....
- هجرتك؟!
-  بل هربت مع آخر؟!
أفاق من ذهوله، طاردا لسحب الدخان من عقله، ومن أمام عينيه، ينظر بشيء من الاستغراب للجمع الذى أحاط به من شباب حديثى السن تصادف وجودهم فى المكان، وقد استهواهم حديثه؛ فالتفوا حوله فى حماسة مفترشين الأرض متابعين له بينما يستحثه  أحدهم على المتابعة قائلا : حتى ماذا؟! أكمل بالله عليك!
فأجابه آخر: لا تحرجوه يا جماعة، الأمر واضح  لقد فرقتهم الظروف، وجدت من هو أفضل منه!
بينما عقب آخر: أو لعله حبا من طرف واحد، وقد صار هو مجنون ليلى!
فى حين خرج عليه آخر كشارلوك هولمز، وهو يقول: علها خانتك؟ وقد قمت بقتلها!
وكان هو يتابع استنتاجاتهم بجزع حتى إنه قاطعهم متداركا قبل تفاقم الأمور: لا هذا ولا ذاك يا أخي، أنا فقط.. تزوجتها!
ومع لفظته الأخيرة، اهتز أرجاء المكان على أثر ضحكات صديقه الجالس إلى جواره، وهو ينظر إلى وجوه الشباب التى فغرت فاها ببلاهة؛ مصدومة من نهاية لم يتوقعوها.