الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الإنتاج الحربى.. صناعة وطنية لها تاريخ

الإنتاج الحربى.. صناعة وطنية لها تاريخ
الإنتاج الحربى.. صناعة وطنية لها تاريخ




بعد أن أطلقت وزارة الإنتاج الحربى مبادرة «اعرف وزارة بلدك» كان لـ «روز اليوسف» جولة ميدانية ومعايشة داخل ثلاثة شركات تابعة للهيئة القومية للإنتاج الحربى هى شركة حلوان لمحركات الديزل «مصنع 909 الحربى»، شركة أبو زعبل للصناعات الهندسية «مصنع 100 الحربى»، شركة حلوان للصناعات الهندسية «مصنع 99 الحربى» للتعرف على منتجات المصانع المصرية وجودتها ومدى التطور التكنولوجى والتوسع الذى وصلت إليه تلك المصانع والمشروعات الوطنية التى تشارك فيها لتساعد فى بناء الوطن، وكان من أهم هذه المشروعات إقامة محطات تنقية وتحلية مياه الشرب، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، وإنتاج ألواح الطاقة الشمسية، وأيضا تصنيع البطاريات لتشغيل المركبات وصناعة الآلات الزراعية ومصانع تدوير المخلفات وكثير من المنتجات والمشروعات التى ستُذكر داخل التحقيق.            
تقدم مصانع وشركات الإنتاج الحربى كل الدعم والمعونة لجيش مصر وشعبها العظيم وتعد فخرا لكل مصرى لما تقدمه من تضحيات فى العمل وهذا ما وجدناه أثناء الجولة بشركة حلوان للصناعات الهندسية (مصنع 99 الحربى). فى البداية التقينا مع المهندس فوزى عبدالعال فرحات  رئيس مجلس إدارة الشركة والذى أكد لنا أن المصنع أنشأ عام 1954 وله دور كبير فى تصنيع الذخائر بمختلف أعيرتها للقوات المسلحة بالإضافة إلى نشاط مدنى كبير، ويبلغ عدد العاملين فى الشركة 4200 عامل ومهندس ذوى خبرة فنية متميزة، وتستفيد الشركة من استغلال فائض القدرة الإنتاجية لها فى تصنيع أسطوانات البوتاجاز وأدوات المطبخ وطفايات الحريق بكل أنواعها وطلمبات الرفع وجنوط السيارات والمساعدين وأجزاء المحركات ومشروعات مختلفة كثيرة.

أوضح المهندس فوزى عبدالعال أن الشركة تضم مجموعة من المصانع يتنوع إنتاجها، ومن أهم المنتجات التى تخدم قطاع عريض من المصريين أسطوانات البوتاجاز سعة 30 لترا ، 60 لترا بالإضافة الى المحابس والمنظمات الخاصة بالأسطوانات والموجودة بالسوق المصرى حيث إن مصنع أسطوانات البوتجاز هو أول مصنع مصرى ينتج هذه الأسطوانات بطاقة 750 ألف أسطوانة فى العام ويورد لشركة بتروجاز دون منافس فى البداية حتى فترة قريبة، مضيفا أنه سد احتياجات السوق المصرى والقوات المسلحة من الأسطوانات حتى شاركت الهيئة العربية للتصنيع بسد جزء من حصة الإنتاج لأسطوانة البوتاجاز إلى جانب بعض الشركات الخاصة كما أن المصنع ينتج المحابس الخاصة بالأسطوانة ومنظم البوتاجاز ومعظم الأجزاء المعدنية مصنعة من سبيكة زنك 4 صلب لا يصدأ وذلك بطريقة السباكة بالضغط طبقاً للمواصفات القياسية وأيضا يتم تصنيع وصلة الدخول وصامولة الرباط مع المحبس من النحاس الأصفر.

تابع رئيس مجلس الإدارة حديثه بأن هناك قطاعا للبحوث والتطوير وقطاعا آخر للمراقبة والجودة بالشركة يتابع الإنتاج ومسئول عن حل المشاكل الفنية التى تقابل المنتج كما أن هناك تفتيشا من إدارة الجودة على نهاية كل منتج كامل ويوجد مجموعة عمل من شركة بتروجاز تتابع وتفتش على إنتاج الاسطوانة فى جميع مراحل الإنتاج قبل تداول المنتجات فى السوق المصري.

قال المهندس فوزى عبدالعال إن الشركة تقوم بإنتاج كل ما يلزم المطبخ المصرى الحديث من أدوات المائدة من الستانلس ستيل عالى الجودة لا يصدأ والذى أثبتت الأبحاث أنه الخامة الوحيدة غير الضارة بالصحة. ويمتاز بجمال الشكل وله قبول عال لدى المستهلك المصري، وأشار إلى أن المنتج مرخص من شركة «أميفا الهولندية» على أطقم مجمعة داخل علب أنيقة مختلفة الأحجام حسب احتياج العميل ويمكن الشراء كقطعة منفردة. وأضاف عبدالعال أن هذه الأطقم متاحة من الصلب اللامع الذى لا يصدأ ويحتفظ برونقه مع مرور السنين، وتنتج الشركة العديد من الموديلات والطرازات المختلفة وتنقسم إلى ثلاث عائلات (1000،200،100).
وأكد عبدالعال أن الشركة تقدم أوعية الطهى فى ظل تحديات الأسعار ومنافسة السوق بأسعار منافسة وفى متناول الأسرة المصرية، ومن أهم العملاء لهذه المنتجات القوات المسلحة والشرطة والفنادق السياحية ومعظم بيوت الأسرة المصرية حيث إن الشركة تنتج أوعية الطهى بالضغط وهو الوعاء المثالى الذى يوفر الوقت والوقود فى أمان تام وأثبتت التجارب والأبحاث أنه يحافظ على الفيتامينات حيث يتم النضج بمعزل عن الهواء وقاعدة داخلية من الصلب وينتج المصنع كل عام منتجات بما يعادل 50 مليون جنيه.
وأضاف عبدالعال أن الشركة تعد مشروعا لتطوير أدوات المائدة وصناعة أحواض الستانلس ستيل للمطابخ وتم إنتاج عينة للقوات المسلحة والفنادق السياحية وتم رصد ميزانية مناسبة لها حتى تتوسع فى صناعة كل ما يحتاجه المطبخ المصرى الحديث.

«روز اليوسف» أجرت جولة ميدانية تفقدية داخل عدد من مصانع الشركة، صاحبنا خلالها اللواء زكريا عبدالحكيم مستشار رئيس مجلس الإدارة للفنيات وعدد من قيادات الشركة بدأنا الجولة بمصنع صناديق الذبح الآلى حيث أكد لنا اللواء زكريا أن الشركة تبنت فكرة بحثية مشتركة بين وزارة الإنتاج الحربى ومركز البحوث التابع لجامعة أسيوط وهى تصنيع صندوق للذبح الآلى الخاص بالمجازر الآلية، وعلى الفور تم تشكيل لجنة لاستلام الرسومات الهندسية من شركة حلوان للصناعات الهندسية وتم التنفيذ على أرض الواقع ليصبح المنتج محلى الصنع 100% بدلاً من المستورد.
وتابع المستشار الفنى أن هذا الصندوق يتم تنفيذه تحت إشراف الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة وذلك باستخدام طريقة الذبح العادى على الطريقة الإسلامية والأهداف المحققة لهذا المشروع هى سرعة عملية الذبح فى المجازر الآلية والحفاظ على الوقت وكذلك ضمان الأمان والسلامة أثناء الذبح بالإضافة إلى خاصية الطب الوقائى وذلك لفصله للرواسب والفضلات بعد الذبح بعيدا عن اللحوم تماما  للحفاظ عليها من التعرض للميكروبات فضلا عن أن مادة الدهان لجوانب الصندوق عازلة تماما للميكروبات والفطريات ويسهل تنظيفه بسرعة فائقة بعد كل عملية ذبح كما أن هذا المنتج يعد اول صندوق ذبح بسعر لا يعادل 1% من الأسعار التى يستورد بها كما أنه يوفر عملة صعبة للوطن بعد تصنيعه بمصر .

أكد اللواء زكريا أن الشركة تنتج ممتصات الصدمات للسيارات «المساعدين» لكثير من الطرازات «الفيات، دوجان، شاهين»، كما أنه مخطط إنتاج مساعدين سيارات الركوب أيسوزو بالتعاون مع شركة جنرال موتورز ، وسوزوكى سويفت بالتعاون مع شركة سوزوكى.
مضيفا أن الشركة تنتج الكثير من أنواع الجنوط لعربات الركوب والنقل الخفيف وكذا الجرارات الزراعية مقاسات 12 إلى 20 بوصة. كما أنه مخطط إنتاج الجنوط لعربات النقل الثقيل وأوتوبيسات الركوب.

قال زكريا إن الشركة أضافت إلى مصانعها أفكارا بحثية جديدة مثل تجهيز سيارات الإطفاء للنقل الخفيف والثقيل وأيضا تم الانتهاء من تصنيع صندوق جمع القمامة الأوتوماتيك لصالح محافظة البحر الأحمر والفكرة تصنع لأول مرة فى مصر وهى عبارة عن 2 صندوق محملة على عدد 2 أسطوانة تعمل هيدروليكياً موصلة بوحدة تحكم توضع فى غرفة تحت الأرض يحددها العميل حسب موقع التشغيل وتم تركيب أول صندوق فى حى العاشر من رمضان ويصلح هذا الصندوق للأحياء والمصانع والشركات.

تحدثنا مع اللواء زكريا حيث أكد أن الشركة أضافت إلى مصانعها نشاط صناعة الطلمبات سعة نصف متر إلى متر ونصف المتر فى الثانية ومنها رأسية وأفقية يتم توريدها إلى وزارة الرى والموارد المائية «طلمبات، قطع غيار» بما يقدر بـ (40) مليون جنيه فى البداية ثم ارتفع التعاقد الحالى إلى 100 مليون جنيه لزيادة ومضاعفة حجم الإنتاج، والهدف من إنتاجها هو رفع المياه من منسوب إلى آخر حتى يسهل وصول مياه الرى للفلاحين من الترع الرئيسية إلى الترع الفرعية.
أما المهندس أشرف محمود رئيس مصنع إنتاج الطلمبات لينزا ايجيبت وقطع الغيار قال إن المصنع عمره 4 سنوات يصنع الطلمبة محلية الصنع 100% وتبدأ طاقة الطلمبات المصنعة من رفع ربع متر حتى 6 متر مياه فى الثانية، وهذا المنتج مسجل صناعيا باسم مصنع 99 الحربى بأسعار تنافسية جيدة كما أن الإقبال عليه كبير وتصل زيادة التعاقدات عليه بشكل مضاعف، ويتم الإنتاج حسب البروتوكول الموقع مع وزارة الرى والموارد المائية.
وتابع المهندس أشرف أن المصنع ينقسم إلى قسمين الأول: النماذج الخشبية للفرم بكل المقاسات لصب المسابك حسب الرسم الهندسى لكل نموذج والذى يتم صبه فى مصنع 9 الحربى للمسابك حسب البروتوكول المبرم بين المصنعين وبعد استلام النموذج كجسم مصبوب يتم البدء فى التعامل معه على المخرطة لتصنيع قطع الغيار مثل الكوبلن أو جلب استانلس والصواميل وطلمبات التحضير التى تعمل على تحضير الطلمبات الكبيرة. كما أن المصنع به خط تجميع لقطع الغيار التى يتم إنتاجها قبل تسليم الطلمبة للعميل ويتم التعاقد على صيانتها وإعادة تعميرها كل ثلاث سنوات. وقال المهندس أشرف أن هذه الطلمبات موجودة بالفعل فى محطات الصرف ومحطات تحلية المياه  بالفيوم والمنيا وبنى سويف ومحافظات الوجه البحرى بالكامل.
أما محمد إمام مسئول إدارة الجودة قال إن المصنع يجرى اختبار كفاءة واختبار قدرة لجميع المنتجات ومحطة الرفع المختبرة الآن قدرة نصف متر فى الثانية بارتفاع 10 أمتار للتأكيد والمراجعة على المواصفات الفنية القياسية والمطابقة عليها واختبار قوة دفع المياه وتجهيزها للعميل.

انتقلنا إلى مصنع أجهزة الإطفاء والتقينا مع المهندس صالح عادل رئيس القطاع ومدير مصنع طفايات الحريق والذى قال أن المصنع به ثلاث مجموعات «طفاية تعمل بالبودرة – طفاية تعمل بالسائل – طفاية تعمل بغاز ثانى أكسيد الكربون»، مشيرا إلى أن شركة حلوان للصناعات الهندسية هى الوحيدة الحاصة على شهادة الجودة فى طفاية ثانى أكسيد الكربون مقارنة بكل المنافسين من القطاع الخاص والعام بجمهورية مصر العربية.
وتابع المهندس صالح الحديث عن فكرة مثلث إطفاء الحريق وفكرة عزل الهواء عن الشمعة حتى يتم إطفاؤها، مضيفا أن الشركة توفر كل أنواع الوحدات والتى تصل إلى 32 نوعا من الطفايات من حيث الحجم والنوع.
وأثناء الجولة بالمصنع التقينا مع المهندس يوسف الأعصر مدير عام الجودة بوحدة إطفاء الحريق وقال أن المصنع حاصل على ترخيص واعتماد 17 منتجا  من الهيئة العامة للتوحيد القياسى، كما أن القدرة الإنتاجية للمصنع تصل إلى 200 ألف طفاية سنويا وتنتشر فى المصالح الحكومية وشركات البترول ومحطات المترو والسكة الحديد.

انتقلنا مرة أخرى إلى مصنع أجزاء المحركات وكان اللقاء مع المهندس شريف رفعت مدير المصنع والذى حدثنا عن المصنع قائلا أنه ينتج كل أنواع قطع الغيار الداخلية للمحرك من «الشيميزات، والبساتم، والشنابر»  لمعظم أنواع السيارات النقل والملاكى والمركبات، ويتخصص 70% من إنتاج المصنع لمركبات ومدرعات القوات المسلحة و30% للسوق المدني، وتبلغ قيمة الإنتاج 18 مليون جنيه سنويا، والعمل بالمصنع ورديتين. وأضاف رفعت أن المصنع يشارك فى التدريب ونقل الخبرة إلى طلاب كليات الهندسة والمدارس الفنية للإنتاج الحربى.