الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصين تبدأ تطبيق «نظام الرصيد الاجتماعى» المرعب

الصين تبدأ تطبيق «نظام الرصيد الاجتماعى» المرعب
الصين تبدأ تطبيق «نظام الرصيد الاجتماعى» المرعب




منذ أكثر من عشر سنوات تخطط الحكومة الصينية إلى تطبيق نظام مراقبة واسع جدا ومبنى على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لم يسبق للعالم أن شهد له مثيلاً، وهو ما دخل حيّز التنفيذ الجزئى بالفعل منذ مدة الآن.
تُعرف شبكة المراقبة هذه باسم «نظام الرصيد الاجتماعى» فى الصين، والذى من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بشكل كامل بحلول سنة 2020، وهو لا يقتصر فقط على إدارة ومراقبة سكان الصين البالغ تعدادهم الـ1.4 مليار نسمة فقط، بل إنه صمم كذلك للتحكم فيهم وكذا حملهم على الطاعة قسراً، وذلك فى تجربة اجتماعية عملاقة أطلق عليها الكثيرون اسم «تلعيب الثقة» The Gamification of Trust.
وذلك لأن هذا المشروع الهائل، الذى أخذ ينمو ويتجمع ببطء منذ عقد من الزمن، يتعلق بجعل رصيد «ثقة» لكل فرد ومواطن وشركة فى الدولة، ووفقا للحزب الشيوعى الصينى فإن هذا النظام سوف: «يخول الأشخاص الجديرين بالثقة من التجوال والترحال بحرية تحت سماء البلد، بينما سيصعب على كل من لا يحوز على رصيد كافٍ على سلّم الثقة فى أن يخطو خطوة واحدة».
من أجل تحقيق هذه الغايات، سيتعين على هذا المخطط غير المسبوق أن يسخّر البنى القاعدية التكنولوجية الهائلة التى تحوز عليها الصين، وهى التى تتضمن حوالى مائتى مليون كاميرا مراقبة مثبتة فى الشوارع فى جميع أنحاء البلد، وهذا وفقاً لتقرير أعده البرنامج الوثائقى الأسترالى Foreign Correspondent.
وتتمحور الفكرة الرئيسية فى ربط هذه الكاميرات، التى تعد بمثابة أعين رقيبة لا يغمض لها جفن، بأنظمة التعرف على الوجوه، والتى تتداخل فى رقابتها مع السجلات المالية والطبية والقضائية للمواطنين، ثم قيام شبكات ذكاء اصطناعى عملاقة بمعالجة وترجمة هذا الكم الهائل من المعلومات المتداخلة.
وتبقى النقطة الأساسية فى فكرة الرصيد الاجتماعى بسيطة، فى برامج تجريبية جرى تفعيلها مسبقًا فى العديد من المدن الصينية، تم منح رصيد رقمى لكل مواطن يقطن فيها، فيرتفع رصيد المواطن ويزدهر عن كل عمل فردى أو اجتماعى إيجابى يقوم به.