الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أردوغان «خدام الغرب»

أردوغان «خدام الغرب»
أردوغان «خدام الغرب»




مجنون من يظن أنه قادر على تضليل الأمة الإسلامية للأبد وخاسر من اصطف وسط المنافقين، وخائن من سكت على دماء المسلمين وتآمر على ثورتهم ..هكذا نتحدث عن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى ذهب كعبد ذليل يتزلف للغرب بدماء أهله وإخوانه، وذهب ليحتفل بهزيمة أجداده العثمانيين فى احتفال فرنسا بالذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى، والتى تكبدت فيها الدولة العثمانية خسائر مهولة وهزيمة منكرة.

وفى ضوء إصراره على المضى فى طريق التبعية للغرب وإرضاء أسياده الأمريكان والألمان والفرنسيين، خلع أردوغان عباءة البطل المغوار الذى ينتحب لنصرة المسلمين فى شتى بقاع العالم بينما يسعى فى الخفاء لتسخير جيوش من المرتزقة والبلطجية والجهاديين تحت إمرته ليوجه أسلحته الفتاكة صوب المسلمين تحقيقًا لأطماعه تحت غطاء مطاردة الإرهابيين الذين زرعهم لتدمير تلك الدول وتطويعها لخدمته كما حدث فى سوريا والعراق.
من أجل الترويج لمكانة تركيا بين دول العالم، يحاول أردوغان من خلال الاحتفالية إقحام صورة تركيا فى المشهد الأوروبى على أمل إحياء حلمه القديم بالحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، الذى بددته ألمانيا وفرنسا بل وهولندا التى رفضت طلبات الاستجداء التركى بفتح أبواب بروكسل أمام أنقرة.
أردوغان خادم للغرب، لا شك أن السلطان العثمانى العاشق لحلم أجداده، يعى جيدا أنه فى حال تمكنه من تنصيب عرشه على دولة الخلافة العثمانية لن يكون إلا وفقا لحدود بعينها وخطوط حمراء ستضعها دول الغرب، أى أنه على يقين من أنه لن يكون سوى خادم لهم ولرغباتهم، ولن يزيد عن كونه الوسيلة التى ستساعد على تحقيق أغراضهم، على أن يكون الثمن هو تركه ولو بصورة شرفية السلطان الذى حقق ما لم يحققه أحد قبله من رؤساء تركيا.
ويقول المحلل السياسى التركى جودت كامل، إن أردوغان تجاهل هزيمة أجداده العثمانيين ولبى دعوة ماكرون للمشاركة فى تلك الاحتفالية ارضاء لقادة الغرب، بعد أن فشل فى استغلال قضية مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى للتستر على الأزمة الاقتصادية الموجودة فى تركيا، مشيرا إلى أن هناك إعلان إفلاس شركات كل يوم وتنتشر فيديوهات تظهر ردود الفعل للشعب التركى ضد الحالة الاقتصادية سيئة يشعرون بها وتقترب انتخابات محلية.
وأفاد «كامل» لـ«روزاليوسف» أن أردوغان يحاول خلال تلك الزيارة أن يتفق مع أمريكا للحصول على دعمها له فى إدلب، حتى يتمكن من القضاء على نفوذ الأكراد فى سوريا وبسط نفوذه فى تلك البقاع، بالإضافة إلى التوصل لحل لتطبيق خارطة طريق حول منبج المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن.
وتحتفل باريس بالذكرى المئوية لاتفاقية وقف إطلاق النار بين ألمانيا وقوات الحلفاء فى نوفمبر من عام 1918، والتى أنهت رسميا الحرب العالمية الأولى بين الأطراف المتصارعة، معلنة انتصار باريس ولندن وواشنطن على برلين وفيينا وإسطنبول، قضت الحرب على الإمبراطورية العثمانية التى اختفت سريعا عام 1922 لتنمو على أنقاضها تركيا الحديثة التى يتنكر لها أردوغان وهو يدعو إلى إحياء الإرث العثمانى بنعرات قومية، فى حين لا يخجل من مشاركة أحفاد من هزموا أجداده الاحتفال بنصرهم.