الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لهذا لا يمكن عزل روسيا

لهذا لا يمكن عزل روسيا
لهذا لا يمكن عزل روسيا




بقلم هنرى فوى

نقلًا عن الفاينانشال تايمز

رغم المحاولات الحثيثة، والجهود المتضافرة، التى تبذلها الولايات المتحدة لعزل روسيا عن بقية العالم، عبر فرضها عقوبات كاسحة ضد موسكو، إلا أنه على ما يبدو أن هذه العقوبات تأتى بنتائج عكسية.
ويقول الكاتب المختص فى الشؤون الخارجية والدبلوماسية لموسكو، هنرى فوي، فى مقاله بصحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن فرض واشنطن عقوبات على صناعة أنظمة الدفاع الروسية بهدف إغلاق صادراتها المربحة، وحظر الدول الأخرى التى تشترى S-400 على وجه التحديد، جاء بنتائج عسكرية، إذ جعلت نظام الدفاع الجوى الروسى الأكثر تقدمًا ونموًا فى العالم، حسب خبراء عديدين.
ويتابع «فى العام الماضي، وقعت تركيا والهند اتفاقيات لشراء S-400s، وتلقت الصين أول شحناتها، وبدأت السعودية، وقطر، والعراق مفاوضات على صفقات للحصول على هذه الأنظمة الدفاعية».
فشل ذريع
ويضيف فوى «إذا كان برنامج عقوبات الغرب، الذى فرض أول مرة فى مارس  2014، صُمم لإبعاد موسكو عن بقية العالم، وعزل صناعاتها الحيوية، فإن قاذفات صواريخ قدمتها موسكو بكلفة 400 مليون دولار، دليل على فشل هذا الجهد».
منذ 2014 وما حمل من تطورات، وضم روسيا إلى شبه جزيرة القرم، سعى نظام العقوبات الذى تقوده الولايات المتحدة وبدعم من بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وحلفاء غربيين آخرين، إلى عزل موسكو، بالحد من وصولها إلى التمويل الخارجى والتجاري، والدعم الدبلوماسي، لمحاولة فرض التغيير فى النهج السياسى الذى تتخذه إدارة الرئيس فلاديمير بوتين».
صممت العقوبات لاستهداف السياسيين الروس، وقطاع الطاقة الضخم فى البلاد، والمجمع الصناعى العسكري، إلا أنها أصبحت الآن تستهدف بشكل أكبر الأفراد والشركات.
وأدت الادعاءات ضد موسكو بالتدخل فى الانتخابات الأمريكية فى 2016، واستخدام الأسلحة الكيماوية فى سوريا، ومحاولة تسميم الجاسوس السابق سيرغى سكريبال فى بريطانيا، إلى قيود أشد وأكبر.
إذا كانت التدابير مصممة لجعل موسكو منبوذة دولياً، فإنها لن تصل إلى تحقيق هدفها.
ثقل دبلوماسى لموسكو
وفرت الصداقة الوثيقة بين الصين وروسيا، التمويل الدولي، والفرص التجارية الجديدة، والثقل الدبلوماسى لموسكو، وعملت روسيا على تعميق علاقاتها مع مجموعة من الدول فى الشرق الأوسط، من تركيا إلى إسرائيل، ومن السعودية إلى إيران، ناهيك عن وجود قواتها فى سوريا.
كما أن قادة من الاتحاد الأوروبى يزورون الكرملين بشكل متكرر ومتزايد، ما يزيد فرص الاستثمار الأجنبى المباشر من الشركات الأوروبية، والطلب المستمر على صادرات روسيا من النفط والغاز، وكلها إشارات تُكذب لغة العنف من بروكسل.