الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

وزير الأوقاف: من أفتى الناس بالمنقول من الكتب فقد ضل وأضل

وزير الأوقاف: من أفتى الناس  بالمنقول من الكتب فقد ضل وأضل
وزير الأوقاف: من أفتى الناس بالمنقول من الكتب فقد ضل وأضل




قال د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى كلمته، خلال الاحتفال بالمولد النبوى الشريف: «إننا لنذكر للرئيس عبد الفتاح السيسى من الفضل الكثير، وأخص بالذكر أمرين، الأول دعوتكم الشجاعة إلى تجديد الخطاب الدينى الأمر الذى أصبح واجب الوقت ومن أولى أولوياته فى حق العلماء والمثقفين والمفكرين، فهو عملية ديناميكية لا تتوقف ولا ينبغى أن تتوقف أو تحد بحد، مع الحفاظ على الثوابت والتفرقة الدقيقة بين الثابت والمتغير، فإلباس الثابت المقدس ثوب المتغير هدم للثوابت، وإلباس المتغير من الفكر البشرى الناتج عن قراءة النص المقدس ثوب الثابت هو عين الجمود والتحجر والانغلاق والتخلف عن ركب الحضارة، بل عن ركب الحياة كلها، والخروجِ عن أسباب التقدم بالكلية».
 وتابع: «مراعاة مقتضيات الزمان والمكان والأحوال والعرف والعادة أحد أهم شروط الفتوى والخطاب الدينى الرشيد معا، وعلماؤنا الأوائل اجتهدوا لعصرهم فى ضوء ظروفهم وأحوالهم، والواجب  علينا فيما يتصل بالمتغيرات والمستجدات أن نراعى ظروف عصرنا وأحواله، وألا نوصد أبواب الاجتهاد».
واستطرد: «إن من أفتى الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم وأعرافهم وقرائن أحوالهم فقد ضل وأضل، وقد عدوا ذلك خلاف الإجماع وجهالة فى الدين، بل إن أبا يوسف صاحب الإمام أبى حنيفة وغيره من كبار الفقهاء والعلماء ذهبوا إلى أن الأحاديث المبنية على العادة يختلف استنباط الحكم منها باختلاف العادة، بل ذهب أبو يوسف (رحمه الله) إلى أبعد من ذلك فقال: «إذ لو كان صاحب النص (صلى الله عليه وسلم) بيننا عند تغير العادة لغير النص لتغير العادة» إنها شجاعة الوعى والفهم والتجديد المنضبط بضوابط الشرع.
وأضاف: «كما فرق العلماء بوضوح بين فقه الجماعة وفقه الدولة، وأفردوا لذلك مباحث وأبوابا، فمثلا عندما قال النبى (صلى الله عليه وسلم): «من أحيا أرضا مواتا فهى له»، مشجعا على استصلاح الأراضى تصرف فى ذلك بصفته رئيس دولة وفق مقتضيات عصره، فلا يأتى الآن من يضع يده على مئات أو آلاف الأفدنة، ويقول: أحييتها فهى لى وبينى وبينكم حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، نقول له إن النبى (صلى الله عليه وسلم) تصرف فى ذلك بصفته رئيس دولة، فهو من الشأن العام الذى لا يترك أمر التصرف فيه إلى الأفراد بعيدًا عن سلطة الدولة، وعليه فإن الخلط بين ما كان من شئون العقائد أو العبادات وما هو من شئون نظام الدولة وإنزال هذا منزلة ذلك خلل فى الفهم وضرب من الجهل».
وتابع: «إننا نعمل على تحويل تلك الرؤى المستنيرة إلى واقع تدريبى للأئمة والواعظات ليقوموا بدورهم بتعليمه للناس، ونحن بصدد افتتاح أكبر أكاديمية لتدريب الأئمة والواعظات، وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر، مجهزةٍ بأحدث التجهيزات العصرية، بها معمل لغات ومعمل حاسبات وقاعة ترجمة كبرى وقاعات تدريبية وغرف فندقية، على إجمالى مساحات تتجاوز بأدوارها المتكررة أحد عشر ألف متر مربعِ بتكلفة إجمالية تزيد على مائة مليون جنيه من الموارد الذاتية للوزارة، وذلك لتأهيل وتدريب الأئمة وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها، حيث تفتح أبوابها لتدريب الأئمة من مختلف دول العالم، وفقا لأحدث البرامج التدريبية.
كما قدّم الدكتور محمد مختار جمعة هدية علماء وأئمة الوزارة والعاملين بها للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهى عبارة عن كتابين من أحدث إصدارات الوزارة، وهما «الفهم المقاصدى للسنة النبوية» و«الفكر النقدى بين التراث والمعاصرة».