الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى: الإسلام أرسى مبادئ التعايش السلمى بين البشر

السيسى: الإسلام أرسى مبادئ التعايش السلمى بين البشر
السيسى: الإسلام أرسى مبادئ التعايش السلمى بين البشر




كتب - أحمد إمبابى وأحمد قنديل


شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس، احتفال مصر بذكرى المولد النبوى الشريف، والذى نظمته وزارة الأوقاف، بحضور المهندس مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ود. شوقى علام مفتى الجمهورية ود. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بالإضافة إلى الوزراء وسفراء الدول الإسلامية والعربية ولفيف من الشخصيات الوطنية والدينية.
وفى بداية كلمته خلال الاحتفال، هنأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الشعب المصرى، بذكرى المولد النبوى الشريف، مضيفًا: «إننا وإذ نحتفى بذكرى مولد نبى الرحمة والإنسانية، نسأل الله العلى القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الشعب المصرى والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات».
وأشار الرئيس، إلى أن رسالة الإسلام التى تلقاها، سيد الخلق وأشرفهم صلى الله عليه وسلم، صاحب هذه الذكرى العطرة، والذى بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمى بين البشر وحق الناس جميعًا فى الحياة الكريمة، دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، فقد خلقنا المولى شعوبًا وقبائل، متنوعين ثقافيًا ودينيًا وعرقيًا، لكى نتعارف.
وتابع: «فما أحوجنا اليوم إلى ترجمة معانى تلك الرسالة السامية إلى سلوك عملى وواقع ملموس فى حياتنا ودنيانا، ولقد علمنا ديننا الحنيف، أنه لا إكراه فى الدين، ليرسخ بذلك قيم التسامح وقبول الآخر، إلا أنه من دواعى الأسف، أن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال، منحرفًا عن تعاليم الشريعة السمحة ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة، متجاوزًا بذلك ما جاء فى القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من حرمة النفس، وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء».
واستطرد: «لمواجهة تلك الظاهرة، فعلى كل فرد منا أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، وتأتى فى مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة، وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان حقيقة ديننا السمح، وتفنيد مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل، بالحجة والبرهان».
وأضاف الرئيس، إن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة، يعد المحور الأساسى فى أية جهود للتقدم وتنمية المجتمعات، وهو ما وضعته الدولة هدفًا استراتيجيًا لها خلال الفترة الحالية، متابعًا: «لذا فإننى أدعو علماءنا وأئمتنا ومثقفينا إلى بذل المزيد من الجهد فى دورهم التنويرى، دعونا نستدعى القيم الفاضلة التى حث عليها الإسلام ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والتى تنادى بالعمل والبناء والإتقان، لنواجه بها أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب».
وتابع: «رغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحورى فى هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكرى، قراءة واقعية مستنيرة، نقتبس من ذلك التراث الثرى ما ينفعنا فى زماننا، ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجداته، ويسهم فى إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى لوطننا وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا».
وقال الرئيس: «دعونا ننقذ العقول من حيرتها، وننبه النفوس عن غفلتها، وننشر المفاهيم الحقيقية السمحة للإسلام،  احرصوا على غرس القيم الإنسانية السامية فى القلوب والأذهان، لننبذ العنف والكراهية والبغضاء».
 وفى ختام كلمته أكد الرئيس: «رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم كان ولا يزال قدوة للناس جميعًا، فلقد كان على خلق عظيم، فدعونا نقتدى بنبى الرحمة، الذى بعث ليتمم مكارم الأخلاق، لنجعل من وطننا الحبيب مصر منارة للسلام والرقى، ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والعلم والثقافة للإنسانية جمعاء».
رسالة الرئيس
وبعد ختام كلمته ارتجل الرئيس السيسى، حيث قال: إن مشكلتنا فى العالم الإسلامى ليست فى أننا نتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن المشكلة فى القراءة الخاطئة لأصول الدين، مضيفًا إنه يتحدث كإنسان مسلم وليس كحاكم، وتساءل الرئيس: يا ترى سمعة المسلمين إيه فى العالم؟، مشددًا على ضرورة تصدى العلماء لتغيير سمعة المسلمين التى تضررت جراء تصرف البعض.
وحول مبررات البعض بوجود مؤامرة، قال:«بغض النظر عن الأسباب، المؤامرة موجودة وكذلك الاختلاف والتدافع بين الناس على مر العصور».
وتابع الرئيس: المهم كيف نتصدى لهذا الأمر؟، وكيف يخرج من مصر مسار عملى حقيقى للإسلام الصحيح،  وممارسة عملية وليست نصوصًا نكررها فى المناسبات؟.
وأشار إلى أن سلوكياتنا بعيدة عن صحيح الدين فى الصدق والكذب والأمانة، لافتاً إلى أنه يرى العجب من سلوكيات الناس أثناء إدارة شئون الدولة.
وأضاف أن مشارب معرفة الإنسان تؤثر كثيرًا على فكره، فالعقلية الدينية غير السياسية والاقتصادية والقانونية والعلمية، ورجل الدين الذى يتصدى لأمور دينه، يجب أن تكون عقليته جامعة لكل هذه العلوم، ليتصدى كمفكر لمعالجة قضايا عصره، وهذا أمر صعب أن يقرأ فى كل المعارف.
ودعا الرئيس السيسى لاختيار مجموعة من شباب الدعاة لتدريبهم بالأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب للقيادة ليستفيدوا مما يقدم بها من علوم.