الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«شىء ما يحدث».. مجموعة قصصية تحتفى بمسارات الحياة

«شىء ما يحدث».. مجموعة قصصية تحتفى بمسارات الحياة
«شىء ما يحدث».. مجموعة قصصية تحتفى بمسارات الحياة




صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن إصدارات الفائزين بالمسابقة الأدبية المركزية للنشر بالهيئة، المجموعة القصصية الأولى للكاتب الشاب إسلام عشرى بعنوان «شىء ما يحدث فى هذه المدينة»، وتصميم الغلاف أحمد شوقى حسن.
تحتوى المجموعة على خمسة عشر قصة من أبرز عناوينها: أهداف سهلة لطيور مهاجرة، وثلاث حكايات يسردها طفل كبير، وزائر المقهى، وشاهد القبر الأخير، وعجوز وصبى وفتاة، وشىء ما يحدث فى هذه المدينة، ومقوم أسنان لشخصين، ويوم وليلة قاربا على الانتهاء، وعمى الشيخ فؤاد».

تدور أحداث معظم قصص المجموعة فى أجواء من الفنتازيا والغرائبية، وتطرح العديد حول المعرفة والعلم، والمشاعر والإيمان،الموت والحياة، ومرحلة الطفولة وآثارها على مسارات حياتنا.
«اختر هذه، تبدو لائقة عليك» وافقتها وقلت  «المهم، أن تكونى سعيدة» لمحت عينها تبرق بالسعادة اللحظية، كنت أريد من الأساس شراء ببيون بدلا من ربطة عنق خانقة، سابقا كنت قد أخترت أيضا بين ثلاث صور لعرائس انتقتهن لى كما تقول على الفرازة  أغمضت عينى بيدى واخترت وقلت لها جملتى وقتها  المهم، أن تكونى سعيدة، بدا الأمر مألوفا، تتصدر هى حين لحظات الاختيار ومفترقات الطرق وأنا أكتفى بالفعل والإيماء، الأمر بسيط للغاية  أظل أقول لنفسى أنا سعيد سعيد، سعيدا جدا..سع.. أنا لا أستطيع التوقف، أنا أتذمر فى أى شيء تافه آخر لا لشيء أنا أريده، تدريبات لى لما لا هو قادم. ادعوا لى من فضلكم.. أمى مريضة للغاية، تعتقد أنها ستهتم بى إلى أن تموت.
 تشتبك قصص المجموعة كذلك مع ممارسة الكتابة ذاتها، وما تنطوى عليه من هواجس وأسئلة مستمرة تطارد الأدباء حول الذات والوجود، وجدوى الكتابة، ومدى جودتها، كما تطرح العديد من الأسئلة حول الذاكرة والكيفية التى تعمل بها، وآثرها على حياة الإنسان.
«يجر نفسه من الحمام جراً، يستدعى كل الذكريات الصغيرة المتبقية من عهد صغره. يتذكر والده يصحبه إلى البحر فى أيام أجازاته القلال وأنه كان يغرقه به، يرى لون بشرته اللامعة التى لوحتها الشمس كونه ظلا يلهو فى الماء بالساعات قُبيل الغروب وجلوسه على الرمل على مقرَبة من الشاطئ حينما يتعب من شرب الماء المالح.  جَمْعِه للأصداف التى لم تكسرها أو تطحنها أمواج البحر أو أرْجل أناس لا تعرف الألفَ من كوز الذرة.. أصوات الحوريات فى أذنه تبدو كراديو خَربْ يحتاج لإصلاح. ريْده لنفسه أن يفهم لغتهم إذا ما كبر، ظل يتذكر ذاك اليوم كأنه حياة بأكملها. تذكر نفسه وهو يجلس بالساعات بصومعته يزيل أثار الطين العالقة بها بواسطة قطعة من القماش ويبذل فى ذلك كثير من العناية حتى تبرق. يحاول تذكر مصير الأصداف. هل تُركت فى شقتهم القديمة، هل كُسِّرت، وألقيت فى القمامة. لا يتذكر ما آل إليه ما جمعه منها وكأن هذا الحادث انمحى من ذاكرته أو غادر منها بدون استئذان فلم يتذكر لمصيرها شيئا».