الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أفلام الكارتون × مواجهة الإرهاب

أفلام الكارتون × مواجهة الإرهاب
أفلام الكارتون × مواجهة الإرهاب




فى تجربة جديدة  لدار الإفتاء المصرية فى محاولة من أجل مواجهة الفكر المتطرف والأفكار المتشددة بطرق مبتكرة وجذابة أصدرت دار الافتاء بعض الفتاوى بالرسوم المتحركة

وكانت أولها تتعلق بالمولد النبوى الجديد ضمن سلسلة من الفتاوى التى سيتم تقديمها بنفس الطريقة من أجل وصول وانتشار أكبر لتلك الفتاوى، فى محاولة للوصول لشرائح عمرية واجتماعية جديدة، وبشكل يسعى لمحاربة التطرف الدينى وأفكاره كما نشرت مقطعا آخر ردًا على من يدعون إلى التستر وإيواء المتطرفين والإرهابيين الذين يخططون للأعمال الإرهابية أو الهاربين الذى نفذوا عمليات قتل للأبرياء.
حيث أوضحت الدار فى الفيديو أن النفس الإنسانية لها حرمة كبيرة فى دين الله والمساس بها يمثل عدوانا على الناس جميعا؛ لأن دين الله وأحكام الشريعة الإسلامية جاءت لإقرار ورعاية الأموال والأنفس والأعراض.
إلا أن هذه التجربة لاقت نقدا شديدا من قبل برلمانيين وأزهريين، مؤكدين أنها فكرة غير مجدية ونوع من السذاجة، وقالت الدكتورة امنة نصير عضو مجلس النواب إن الخطوة التى أقدمت عليها دار الافتاء بإنتاج سلسلة فيديوهات من الرسوم المتحركة من أجل مواجهة الفكر المتطرف والأفكار المتشددة بطرق مبتكرة وجذابة فكرة غير مجدية، متسائلة هل تجديد الخطاب الدينى يقتصر فى إنتاج أفلام ورسوم متحركة.
وأشارت إلى أن أى ابتكار شيء جيد لكن لا أرحب أن هذا المظهر هو الذى سيقضى على الجمود أو يقضى على الإرهاب، وهذا فيه نوع من السذاجة فى القول، وأعتقد أنه ليس هو العلاج لمكافحة التطرف .
وأضافت: هذا الكلام فيه نوع من التبسيط المهين ولا أرحب به مضيفة من وجهة نظرى الروشتة الحقيقية لمكافحة الإرهاب ومحاصرته هى أننا نعكف على نصوصنا التى جاء بها فقهائنا، وكان لها زمانها وكان لها ظروفها السياسية والثقافية والتاريخية، ونعيد قراءتها على ضوء مستجدات العصر.
من جانبه أكد أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أنه من وجهة نظره الشخصية أن هذا الأمر يصلح كمادة تعليمية فى المدارس والحضانات إنما لا يصلح أن يكون فى أجهزة ذات صلة بدار الافتاء المصرية؛ لأن الرسم المتحرك ينفع الأطفال أو المراهقين لكن بطبيعة الحال لا يصلح كمادة دعوية ولكنها مادة تعليمية.
وأضاف: القضاء على الإرهاب يحتاج إلى إرادة سياسية وهمة علمية واستنفار مجتمعى مع وضع خطة ذات سقف زمنى بواسطة أهل الكفاءة، وليس أهل الثقة وناس يعملون بروح الرسالة لا بثقافة الوظيفة ثم نقد ونقض شبهات العنفين الفكرى والسلوكى.
وتابع: مع تحرير الخطاب الدعوى من أى مؤثرات مع الاستفادة من تجار الآخرين لأنه عندما ظهر الخوارج فى عهد الإمام على رضى الله عنه أرسل عبدالله بن عباس وناظرهم ونفض شبهاتهم، ولابد أن تكون هناك مناظرات مع قادة الفكر المتطرف.
وقال ابراهيم ربيع الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن كل هذه الوسائل والآليات لن تغير من الأمر شيء سواء أنتجوا رسوما متحركة أو أفلاما وثائقية أو أفلاما تسجيلية .
وأضاف المهم الرؤية المتجددة والشاملة لعلاقة الدين بالحياة، وطالما هذه الرؤية مجمدة عند ما أنتجه فقهاء الأمويين وفقهاء العباسيين فلن يجدى نفعا التجديد فى الوسائل والآليات.
وأشار إلى أن المطلوب هو تجديد الفكر وتجديد الرؤية ومنهج التعامل مع النصوص الدينية وإنهاء الوصاية فى العلاقة بين الفرد وربه، وأن الإنسان له كامل الحرية فى طريقة تدينه.