الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

زواج وتكافل

زواج وتكافل
زواج وتكافل




يقولون إن «السمار نصف الجمال»، ولكن النوبيات هن الجمال كله.. بأقصى جنوب مصر جوهرة تجمع 45 قرية على لغة وعادات وتقاليد تميزهم عن العالم بأسره، وأبرز ما يميزهم هو التكاتف الاجتماعى فى المناسبات وإقامة جمعيات أهلية باسم كل قرية بالقاهرة والإسكندرية ودول الخليج للالتقاء ومساعدة المحتاجين.

«النوبى لا يتزوج إلا نوبية»، العرف المقدس لأرض الذهب، حيث عاقبت القبائل من يخالفه قديمًا بامتناع الأقارب من الزواج بإخوته البنات، ولكن تغيرت العادات واندثرت التقاليد القديمة، مع اختلاط أهالى النوبة بسبب الهجرات الأربعة من ضفاف النيل بأسوان إلى كوم أمبو ونصر النوبة.
الزواج فى النوبة له طابع خاص، فمهر العروس يتراوح ما بين الـجنيه ويصل إلى5 آلاف جنيه بحسب طبيعة كل قرية، ويقيم العريس «فى بعض القرى» فى منزل والد العروس لفترة محددة بينهما بهدف التأقلم والاعتياد على التغيير الجديد، وتلتزم أم العروس خلال تلك الفترة بتوفير الطعام الدسم كالحمام والعصائر للعروسين، ولا تشترط أسرة العروس على العريس كتابة «قائمة» بالمنقولات، كما يحدث فى باقى محافظات مصر.
السيد معروف حسين محمد 75 سنة عضو الجمعية الأهلية بقرية الدكة، يوضح أن الفرح النوبى يقام على ثلاثة أيام، الأول وهو «الشيلة» وفيه تحمل أم وأهل العريس ملابس وهدايا العروس فى شنط سفر كبيرة لنقلها إلى بيت العروس فى مشهد يتابعه الكبار والصغار ثم تقدم الحلوى والعصائر لجميع الحاضرين.
اليوم الثاني، كما يروى «حسين»، يتزين فيه العريس والعروس بالحناء ويحتفل الجميع بالأغانى النوبية، بينما يستقبل العريس يوم الدخلة، أهل القرية والقرى المجاورة الذين يحرصون على حضور حفل الزواج وتقديم الدعم المالى لوالد العريس، كما تهدى النساء العروس خواتم وسلاسل ذهبية، ثم يرقص ويغنى شباب القرية مع العريس حتى ساعات الفجر الأولى.
يوم السبوع تستعد الأم لتتوجه برضيعها على ضفاف النيل مع أطفال القرية لرش اللبن فى المياه وتغسل وجه رضيعها بماء النهر، إلا أن ذلك التقليد القبطى الموروث، استُبدل بالعادات الإسلامية بذبح شاه واحدة إذا كانت المولودة أنثى واثنتين إذا كان المولود ذكرًا.