الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليل خلرجى طبقات المجتمع فى «التاكسى»

ليل خلرجى طبقات المجتمع فى «التاكسى»
ليل خلرجى طبقات المجتمع فى «التاكسى»




رحلة قصيرة لمدة ليلة واحدة فقط.. يسير فيها 3 اشخاص لا يعرفون بعضهم البعض ولكل منهم قصة وتاريخ ومشاكل حياتية.. فمنهم المخرج «ابن الناس» خريج الجامعة الامريكية ومنهم سائق التاكسى الذى يفهم فى كل شيء ويعمل بأى شىء.. وآخر المنضمين تكون فتاة ليل من الطبقة الفقيرة والتى تحاول ان تعيش وسط المجتمع من خلال مهنتها التى يرفضونها ولكنها مصدر رزقها الوحيد. كل منهم له طريقه ومشاكله ويجتمعون معا فى رحلة لمحاولة المغامرة وتجربة الجديد ونسيان عالمهم لمدة ليلة واحدة..

 

منى هلا: «توتو» فتاة ليل تحترم نفسها رغم اضطهاد المجتمع


شخصية مختلفة وجديدة قدمتها الفنانة منى هلا ف«توتو» الفتاة الفقيرة التى تتحدى الظروف بالعمل بمهنة الدعارة. تعانى من المشاكل فى حياتها وتواجه المجتمع الذى تعيش بداخله بقوة وصلابة، فهى ترفض التحكم الذكورى وتتعرض إلى القسوة والقهر يوميا. ووسط هذه الاحاسيس المتباينة قالت منى ان اكثر ما اعجبها بشخصية توتو هو احترامها لنفسها رغم انها تعمل بمهنة لا احد يحترمها، بالاضافة إلى اعتزازها بنفسها وبكرامتها ووقوفها ضد المجتمع الذكورى وتحكماته. مؤكدة انها لم تجد شخصية مثلها فى السينما المصرية.
وتحدثت منى عن تحضيراتها للشخصية مؤكدة أنها تعمل على دراسة كل ما يتعلق بماضى الشخصية، قائلة: « انا لا اعترف بفكرة تقليد نموذج انسانى شفته من قبل فى حياتي، ولكنى اعتمد على تخيل تاريخ وبيئة الشخصية وظروفها والاشياء المحيطة بها والتى لا تكون مذكورة بالسيناريو او النص، ومن هنا تبدأ تنسج فى داخلى تفاصيلها لكى استطيع التعايش داخلها. فأنا اعمل على استذكار الشخصيات بشكل كبير حتى ان لدى «كراسة» باسم توتو تحمل كل تفاصيلها. آخر تلك التفاصيل يكون الشكل الذى ستظهر به.»
ونفت منى ان تكون الالفاظ والمصطلحات المستخدمة فى الفيلم تخدش الحياء أو خارجة حيث قالت ان الجمهور استقبلها كافيهات كوميدية، وانها لا يمكن حذفها حتى لو تم تصنيف العمل للكبار فقط فهذا لن يضره. مضيفة انها قامت بالتوحد مع شخصية توت والى الدرجة التى مكنتها من العودة لها بسرعة رغم ان تصوير العمل كان يتم بايام متفرقة.. ولكنها استطاعت ان تقوم بالتنسيق مع أعمالها الاخرى التى كانت تعرضها بسويسرا وقتذاك.
كريم قاسم: الارتجال تحد كبير وتلقيت ضربات حقيقية بالعمل

يعتبر الفنان كريم قاسم من أكثر فنانى جيله اهتماما بتطوير ادائه الفنى مع عدم الاهتمام بالظهور بأدوار كثيرة فى الكم ولكن بشرط أن تكون الأدوار تحمل اشياء جديدة وعوالم مختلفة بالنسبة له. ويقوم خلال الفيلم بدور محمد او «مو» مخرج شاب يبحث عن مغامرة جديدة يعيشها لتتعرض حياته لمنحنى تتغير بعدها افكاره التى كان يغلق عليها عقله دون التركيز فيها.
فى البداية تحدث قاسم عن مشاركته بالفيلم حيث قال إنه عندما قرأ سيناريو العمل لأول مرة شعر بان شخصية «مو» هى التى يبحث عنها وقرر الموافقة عليها. وأضاف قائلا:» الدور كان يحمل تحديا كبيرا بالنسبة لي، خاصة وأننى من محبى سينما المخرج أحمد عبدالله وكنت ابحث عن عمل مختلف بفكر جديد.. فوجدت أنه يجمع العديد من العناصر التى ابحث عنها.
وفى اعتماده على الارتجال فى حوار الفيلم قال قاسم: فكرة ان السينايو يحمل حرية الارتجال كانت من أولى تحدياتى بالعمل، فكان يجب ان نضع الحوار بشكل مناسب مع طبيعة الشخصية والموقف ودون الإكثار من الحديث. ولذلك تطلب منا الأمر القيام ببروفات مبدئية عديدة مع المخرج وكنا وقتها ندون الجمل الارتجالية، خاصة ان الشخصيات علاقتها تختلف وتطور طوال أحداث الفيلم. ولكن عبدالله رفض فكرة اننا نقوم بحفظ النص فكان يتصل بى يوميا وانا أحاول حفظ الحوار ويأمرنى بعدم مذاكرة نص، فهو كان يريد ان يظهر الحوار من خلال تحضيرنا للشخصية وبالفعل فنحن قمنا بتحضيرها بنسبة 200%.. لو معرفتش الشخصية جيدا كان الحوار سيقلب «افيهات» فقط.
ومن أصعب المشاهد التى قدمها بالارتجال هو مشهد الزواج حيث قاموا بتصويره 5 مرات مع الحفاظ على روح الحوار وذلك لرغبة المخرج فى عرضه بهذا الشكل ومن أكثر من زاوية، مؤكدا أنه كان متخوفا من أن يتغير الحوار المرتجل. وأصعب مشاهد الفيلم بشكل عام المشهد الخاص بالمطعم لأننا قمنا بتصويره مرتين احدهما بالحوار ولاخر كمشهد صامت لرصد تعبيرات الوجه.
وكشف قاسم عن صدمته فى صديقه الفنان عمرو عابد والذى ظهر كضيف شرف فى الفيلم بدور بلطجى يتعدى عليه بالضرب.. حيث قال انه تلقى ضربات حقيقية من عمرو ولا يعرف اذا كان المخرج هو الذى وجهه ام لا ولكنه كان مطمئنا لصديقه بان أداءه سيظهر عنيفا بينما فى الحقيقة لن يضربه. مؤكدا انه فوجئ بحدوث كدمات بضلوعه وظهره من اثر الضرب


شريف دسوقى: سائق التاكسى شخصية ثرية

رغم أنه لم يظهر فى أدوار كبيرة وكثيرة إلا أن الفنان شريف دسوقى ابن الاسكندرية والذى لفت انتباه الحاضرين لمساحة دوره وتميزه بشخصية السائق «مصطفى» وهو صاحب الرحلة التى يذهب اليها ابطال العمل، ويقوم بتوجيههم. فمصطفى شخص يحاول التعايش مع واقعه ويعمل فى اكثر من مهنة باليوم الواحد، وكذلك فهناك نماذج كثيرة فى مصر من هؤلاء الكادحين والذين يعملون بمختلف المجالات حتى يذهبوا لدارهم فى النهاية معهم النقود اللازمة.. هكذا وصف دسوقى مصطفى والذى اعجب به وبتخبطه منذ البداية.. حيث قال دسوقى إنه قابل أحمد عبد الله منذ ان كان هو يصور فيلم «الحاوى» مع المخرج ابراهيم البطوط.. ومنذ تلك الفترة وهو يتابعه لانه قدم عددا كبيرا من الافلام القصيرة وكان آخر مشاركته لـحار جاف صيفا.
وقال دسوقى إن عبدالله قام بالاستعانة به لانه خبير فى حكاء بالمسرح وانه يستطيع ان يقوم بارتجال الشخصية. وأضاف قائلا: «سائق التاكسى شخصية ثرية ونعايشها يوميا ونحن نراقب على مدار يومنا مجموعة من هذه النماذج المختلفة»


أحمد عبدالله: لم نعرض الفيلم على شركات إنتاج لرغبتنا فى تقديمه بتقنيات بسيطة

عادة ما يميل المخرج أحمد عبدالله إلى كتابة اعماله السينمائية بنفسه لأنه يحمل فى كل فيلم وجهة نظر ومجموعة من الحالات الاجتماعية التى يحب تسليط الضوء عليها، ولكن كان الأمر مختلفا بفيلم «ليل خارجي» حيث إنه من تأليف شريف الألفى والذى استطاع ان يقنع عبدالله بأن تتلاحم افكارهما فينتجان هذا العمل.. وعن قبوله للفكرة قال عبدالله: لقد كنت اعمل منذ فترة كبيرة على سيناريو خاص بى لم اكن قد انتهيت منه بشكل مرض.. فعندما قابلت شريف وعرض علىَّ الفيلم وجدته به عدة أفكار مختلفة كنت أريد أن أتناولها فى أعمالي، وأجرينا بعض التعديلات والتى تقبلها هو بصدر رحب. ثم بدأت فى الاتفاق مع المخرجة هالة لطفى على المشاركة بانتاج الفيلم. ومن هنا بدأنا الانتاج.
ونفى عبدالله فكرة ان يكون قد عرض الفيلم على مهرجانات أو مؤسسات لدعمه فى بداية العمل به أو رفض شركات لانتاج له، وعلق قائلا: خلال تعاملاتى مع السوق هناك شركتان انتاج عريقتان جدا كانتا تحتاجان الفيلم لدعمه، ولكننى احسست أن الأمر سيكون تقليدا واقتنعت بفكرة هالة بأن يكون لنا فيلم أو تكوين إنتاجى يعبر عنا. فأنا عادة أعمل بتقنيات وتكاليف قليلة. وكنت أريد أن يظهر الفيلم بهذا الشكل للجمهور بدون تقنيات عالية أو أدوات للتصوير مبهرة فيكون أقرب للشارع. فلماذا لا نقوم نحن بدعم أنفسنا وتقديم أعمالنا خاصة أنه لا يحتاج لميزانية ضخمة.. ولكننا استعنا بمنحتين إحداهما من مهرجان دبى لما بعد الإنتاج والأخرى تصحيح الألوان من مهرجان بيروت الدولي.»
وفوجئ جمهور الفيلم بإهداء المخرج العمل للناقد الكبير الراحل سمير فريد.. حيث قال إن فريد ساهم فى ظهور جيله كاملا وتيارا من الأفلام المختلفة التى انطلقت حديثا، ولولا دعمه الكامل لهذا الجيل بنصائحه ورؤيته وكتاباته وتشجيعه لما كانوا قد ظهروا أو أتيحت لهم فرصة. وأضاف قائلا: لم أكن أقدم عملا سينمائيا إلا بعد اطلاع سمير فريد على النسخة النهائية ومعرفة ملاحظاته.. وهذا هو أول فيلم أقدمه بعد وفاته وأول دورة أشارك بها بمهرجان القاهرة دون وجوده.. فكان اهداؤه العمل له اقل تقديرا منى لتاريخه ومكانته.»