الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ«روزاليوسف»: تنقية الأحاديث المروية تبدأ من «أبى هريرة»

عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ«روزاليوسف»: تنقية الأحاديث المروية تبدأ من «أبى هريرة»
عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ«روزاليوسف»: تنقية الأحاديث المروية تبدأ من «أبى هريرة»




تنقية الأحاديث النبوية المروية ضرورة.. وتبدأ من عند «أبى هريرة» هذا ما أكده د.عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية فى حواره لـ«روزاليوسف» مشددًا على أنه لا يجوز إلقاء التراث الدينى بالنهر.. ولكن تصويبه وتصحيحه واجب بعد أن وضعت الكتب الغربية بصمات على أهوائها فى سيرة النبى.. وإلى نص الحوار..

■ من وجهة نظرك كيف يتم تجديد الخطاب الدينى؟
_ هذا الأمر له أكثر من شق الاول الاهتمام بالداعية وإعداده إعدادًا جيدًا وأن يتفرغ للدعوة والبحث والاجتهاد فى النص، وان يقيم توازن بين الدين ومتطلبات الحياة فلا يعزلهم عن بعض ولا يعتبر الدين عدوًا للحياة  فلا ينكر مباهج الحياة ويحرمها ولا يبيح جميع الأشياء حتى المحرمة، وأن يقترن القول بالعمل ومن يتأمل فى منظومة الخطاب الدينى يجد انه يبدأ بالكلام وينتهى بالكلام ولا يوجد لهذا الكلام أى أثر فى عالم الواقع وربما كان من يتكلمون فى موضوع هم أول من يخالفونه ولهذا اشتهرنا بأننا نقول ولا نعمل والخطاب الدينى الصحيح لابد أن يتضمن عمل الداعية وأفعاله وليس كلامه فقط.. كفانا كلاما، لا نريد دعاة يتكلمون، نريد دعاة يعملون ويفعلون. وفيما يتعلق بالمضمون الذى يجب أن يحتويه الخطاب الدينى لابد أن يكون مضمونا متوازنا ومجردا لوجه الله ولا يرمى لنصرة فريق على فريق.. والخطاب الدينى متجدد بنفسه اى ان لكن زمان له مستجداته التى تستدعى الاجتهاد من طلاب العلم المختصين فقديما لم يكن هناك «شات» عبر مواقع التواصل الاجتماعى لنجد فتوراً بإباحته او تحريمه بينما مع مستجدات العصر واختراع «الشات» اجتهد الباحثون فى إصدار فتاوى تتوافق مع واقع الحياة ولكن بشروط أن تراعى الأحكام الشرعية.
الامر الثانى وهو تحديد الفئة المستهدفة من الخطاب  فنجد الشباب والاجيال المتوسطة  «المراهقة» والاطفال وبناءً عليه يتم تحديد الرسالة التى يتم توجيهها لكل فئة والتى لا تختلف فى مضمونها ولكنها تختلف فى الشكل فيمكن ان يتم توجيه الرسالة للاطفال من خلال أفلام الكرتون والقصص الدينية بطريقة شيقة التى يستخلص منها الطفل العبرة وتفنيد المفاهيم الدينية المغلوطة لديه وبالفعل تم تغيير المناهج فى المدارس الأزهرية، وتم تأليف كتب جديدة للأطفال على نحو ينشر الوسطية والتسامح وينتشل الأطفال من الفكر الإخواني, بينما المراهقون فى المدارس فيمكن عمل زيارات من الدعاة الشباب الى المدارس الثانوية وتنظيم ندوات بالاتفاق بين الازهر ووزارة التعليم من شأنها تعريف الطلاب بالدين الاسلامى الصحيح بدون تحريف ولا مزايدات ويتم نفس الامر لشباب الجامعات على ان يكون هؤلاء الدعاة من الشباب يتم إعداده فى الازهر الشريف.
■  وكيف يتم تجديد وتوضيح التفسيرات لبعض آيات القرآن الكريم والاحاديث النبوية التى يقوم الجماعات الارهابية بتأويلها وتحريفها لتخدم مصالحهم وتحرض على العنف؟
_ فى البداية لا يجوز التغيير او المساس بالنص فهو ثابت ولا يجوز إلقاء التراث الدينى فى النهر فكرة إعدامه ليست واردة لأنه منهج تأليف يجمع ما بين ما هو مسلم به وما يحتاج إلى مناقشة وتصحيح المفهوم، وفى مسألة «تصحيح المفاهيم» يأتى دور الاجتهاد يجب تصحيحه وتصويبه وبيان ما فيه من خطأ، فالباحث فى النهاية بشر وتفسيره يحتمل الصواب والخطأ فى التفسير.. ولكن لا يجب فتح الابواب على مصراعيها للتغير والتجديد ولكن لابد ان تكون هناك ضوابط تحكم تلك العملية ، وبالنسبة لاعادة فحص وتنقية الاحاديث النبوية ان هناك رواه لا يختلف على روايتهم عن النبى «صلى الله عليه وسلم» فى صحتها وهم «البخارى» ومسلم «بينما يمكن البحث وتنقية الاحاديث المروية مثل ابى هريرة وغيره، فنحن بحاجة لاجتهاد من المخلصين الذين منحهم الله القدرة على التدبر فى مآلات الأموربصدق وموضوعية.
■  ما الفرق بين القرآن والسنة والتراث الاسلامى؟
_ القرآن والسنة الصحيحة ثوابت وهى نصوص لا يمكن تغيراها بينما التراث فهى سيرة النبى «صلى الله عليه وسلم» والصحابه اى منهاج حياتهم والاحداث والمواقف التى مروا بها مثل الحروب والغزوات ومن بعدهم الخلفاء الراشدون والاحداث وقتها من فتوحات تلك هى التراث وهناك العديد من الكتب الغربية التى أدلت بدلوها عن ذلك التراث سواء بالايجاب او السلب وهى التى تقوم بنشره فى الغرب ومنهم من قام بنشر ذلك التراث بحرفية وموضوعية ومنهم من طغت عليه أهوائه وقام بتحريفه وهو ما يحب مراجعته والرد عليه.. كل الكتب العلمية تحتاج إلى تنقية حتى يتبين قصد المؤلف مما قاله.
■  ما رأيك فى الدعاه الجدد أمثال مصطفى حسنى ومعز مسعود وغيرهم؟
_ هؤلاء وغيرهم يستعرضون عضلاتهم على منابر الإعلام المرئية والمسموعة، ولا يسعون الى  قاعات الدرس والمناظرة ولكن هدفهم  قنوات الإعلام ووسائل الاعلام الحديثة مثل الفيس بوك لانهم فى المقام الاول باحثين عن شهر، فلا نجد أحدهم يقوم بدراسة علمية ومحاولة للاجتهاد فى النص الدينى فهم يقومون بمجرد عقد حلقات «وعظ» تليفزيونية ولا يجب ان نطلق عليهم دعاه الا اذا كانوا « دعاه تيك اواى».
■  ما رأيك فى أتخاذ جماعة الاخوان الارهابية الاسلام شعارًا لهم؟
_ هؤلاء لا يمثلون الإسلام، ولا يعترف بهم الإسلام. فلا يستطيع أحد أو جماعة على وجه الأرض أن تدعى أنها تمثل الإسلام. لأن الإسلام منهج من يعتقده يصبح مسلمًا. والمسلم يخطئ ويصيب لأنه بشر.. المنهج الإلهى ليس فيه خطأ. لأنه عمل إلهي. فإذا ما ادعى شخص أنه يمثل الإسلام، ثم يظهر منه ما يخالف الشرع فهل يحسب هذا الفعل على الإسلام؟ فلا يمكن أن يدعى أحد أنه يمثل الإسلام إلا إذا بلغ حد الكمال، والكمال للبشر محال.
■  وكيف ترى دخول الجماعات الدعوية مجال السياسية أمثال الدعوة السلفية وحزب النور؟
_ الجماعات الدعوية دخلت مجال السياسية لتحقيق مصالح شخصية وهذا لا يجوز لانه لا يجوز خلط السياسة بالدين الإسلام لا يعترف بأى جماعة إسلامية ولا الفرق. وإنما يعترف بأن الأمة الإسلامية أمة واحدة موحدة الهدف والغاية ويجمعهما القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة وأقوال الصحابة، ولذلك أمرنا الإسلام بالتمسك بالوحدة فى أكثر من موضع من القرآن الكريم «واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا» قيام مثل هذه الجماعات.. هى دعوة للفرقة والتشرذم وتقسيم الأمة.
■ هل تؤيد ام ترفض فصل العلوم الشرعية عن العلوم العلمية فى جامعة الازهر؟
_ من دعوا لذلك كان عن عدم دراسة جدية للمناهج الشرعية التى يتم تدريسها بكليات جامعة الازهر فظنوا مخطئين ان تلك العلوم الشرعية تساهم فى زيادة الفكر المتطرف بين شباب الازهر، وبالفعل تم تعديل  المناهج الشرعية  فى المرحلة الجامعية اصبحت منضبطة ومنتقاة من أى فكرة يمكن أن يفهم منها وتؤدى إلى التطرف والإرهاب.
وهناك صياغة جديدة لمناهج تتعلق بطلاب كليات الطب والهندسية لأنهم أكثر حاجة للثقافية الدينية لأنهم كانوا مستهدفين من الفكر الإرهابى باعتبار عدم وجود خلفية دينية وعلمية لرد هذه الأفكار البليدة.