الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الحبيب على الجفرى فى حوار لـ«روزاليوسف»: الفتاوى «الناضجة» طريقنا للتجديد

الحبيب على الجفرى فى حوار لـ«روزاليوسف»: الفتاوى «الناضجة» طريقنا للتجديد
الحبيب على الجفرى فى حوار لـ«روزاليوسف»: الفتاوى «الناضجة» طريقنا للتجديد




اعتبر الشيخ - الحبيب على الجفرى - الداعية الإسلامى، أن مصر هى المرجعية الدينية، مشددًا على أن تجديد الخطاب الدينى يحتاج لجهد متواصل وخطة ممتدة، قد تستغرق بعضًا من الوقت.
«الجفرى» يوضح خلال حواره مع «روزاليوسف» أن التجديد مسئولية المجتمع والدولة كلها، ولكن من يقم به ويتصدى له ليس الجميع، بل لا بد من متخصصين فى كل عِلم وشأن، وعلى من يتصدى للتجديد، أن تكون لديه أدواته ووسائله وملكاته وعقليته، وإلى نص الحوار..

 ■ لماذا لم ننجح بعد فى عملية تجديد الخطاب الدينى؟
 - إصلاح وتجديد الخطاب الديني، عملية تحتاج لوقت طويل، وآثارها لن تظهرعلى الفور، ولكنه عملية مستمرة تحتاج لإرادة وصبر، فالتجديد ليس شيئًا ماديًا يمكن جلبه فى أى وقت، من أى مكان، ولكنه عملية مستمرة وتحتاج لخطة طويلة وممتدة.
 ■ من المسئول عن تجديد الخطاب؟ وكيف يمكننا تحقيقه؟
- تجديد الخطاب الديني، أمر لا بد وأن يتصدى له المتخصصون فى كل علم وشأن، خاصة أن عملية التجديد مسئولية المجتمع والدولة كلها، إلا أن من يتصدى.
للتجديد لا بد وأن يملك الأدوات والوسائل والملكات والأركان، التى يمكن بناء الخطاب التجديدي، من حيث معرفته بأحوال ومعلومات وطبائع ولغة المجتمع المستهدف، كما أن الشخص الذى سيتصدى للتجديد، لابد وأن تتوفر فيه عدة شروط منها أن يمتلك اللغة العربية والفقه وطرق الاستنباط، وأن يكون عالمًا بكتاب الله وسُنّة رسوله، ومُلمًّا بتاريخ وأحوال الأمم، ويتسلح كذلك بالعلم والمعرفة فى علوم النفس والاجتماع، وأن يكون هناك مقتضى وباعث لذلك، حتى ولو كان سياسيًا.
■ كيف يمكن أن يساهم المواطن العادى فى تجديد الخطاب الدينى؟
 - المطلوب منهم هو الالتزام بفقه العمل، فذلك فى حد ذاته تجديد للخطاب الديني، إذ حان الوقت للتخلص من ثقافة العمل القديمة التى يركن بسببها الموظف إلى الخمول أثناء فترات العمل، فأنت حينما تعرف أن معدل ساعات الإنتاج للموظف المصرى هى 11 دقيقة!، فينبغى أن يعمل المواطن العادى أن ذلك مخالف للشرع جملة وتفصيلًا، ومجافيًا لما جاء به رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - فالعمل عبادة، والالتزام بفقه العمل واجب.
■ وما أبرز القضايا التى تحتاج للتصدى لها فى عملية تجديد الخطاب الدينى؟
- القضايا المتعلقة ببناء الإنسان، إذ يعد ذلك التحدى الأكبر بالنسبة لنا فى الوقت الحالي، فإذا لم تحسن شئون بناء الإنسان الدينية والتعليمية والعقلية سيصبح فريسة للفكر المتطرف، فالأساس هي الفتاوى الناضجة المستوعبة للإنسان، والمتعلقة باستنهاض همته نحو البناء والتنمية، بجانب الفتاوى التى توضح للناس السبيل للفهم الصحيح للدين الراقى كما أنزله الله ليس كما يطرح اليوم، فالذى يذبح ويفجر اليوم إنما فعل ذلك استنادا لفتوى أخبرته أنه لو فعل ذلك سيقابل 70 حورية من الجنة، وأنه سينصر الإسلام، وثالثًا القضايا المتعلقة بالنوازل كما يسميها العلماء، أو التى تحتاج إلى فتوى مثل ما يطلق عليها العامة، وهذه لا ينبغى أن يتصدر لها أفراد العلماء، وإنما يجب أن تكون نتاج اجتهاد جماعى.
 ■ وما أهمية دعوات مصر المستمرة لتحقيق التجديد الدينى؟
 - نحن نقر فى العالم الإسلامى أن مصر هى مرجعيتنا الدينية متمثلة فى الأزهر الشريف، والكعبة هى قبلتنا، ومن لا يدرك قيمة مصر ويتوهم أنه قد يلعب دورها بالمال والقوة هو الخاسر، لأنه سيكتشف أنه أضاع وقته وماله وجهده، ومصر ستبقى عمود الخيمة مهما مرت بظروف صعبة، والأزهر هو محط الأنظار ومكمن الأمل، وإذا مرت عليه فترة كان بعافية، لكنه يوشك أن ينتهض الانتهاضة الكبرى وبدون ذلك يصعب حل أى مشكلات فى العالم الإسلامى.
 ■ إلى أى مدى تتأثر مصر بمنظومة الفتوى فى العالم الإسلامى؟
 - نحن فى عصر القرية الصغيرة، ومن المتعذر جعل الحدود السياسية حدودًا فكرية، لكن هناك أواصر تربط بين الدول وبعضها وفق الزمان أو المكان أو التخصص أو الفئة العمرية، وفى المقابل توجد خصوصية متعلقة بأولويات كل بلد، والفوارق الموجودة فى البلدان تبقى دائمًا محل استفادة، فما هو أولوية فى مصر قد لا يكون أولوية عند أى دولة أخرى.
■ كيف يمكن استقطاب الشباب للفكر الدينى الوسطى فى عصر السوشيال ميديا؟
- المشكلة ليست فى مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما فى مستوى الإعداد الفكرى لشبابنا، والنمط التعليمى المعاصر الآن يتجه نحو إعطاء الشباب الكفاءة التخصصية بحيث يتقنها فيعمل من خلالها، لكن لا تعطيه الرؤية التثقيفية الأوسع، فيصبح الشباب بحاجة إلى أرضية تثقيفية، ومعرفة واسعة باللغة وفهم صحيح الدين، وهذا كله يتعلق بالإعداد الجيد، فمن يمتلك هذه الأرضية يصعب الضحك عليه، وأعنى بالفهم القوى التأسيس الصحيح وليست الشهادات الموجودة، والجزئية الثانية متعلقة بفهم التعامل مع هذه الوسائل وعقليات الشباب التى تتعامل معها ومخاطبتهم للإجابة عن تساؤلاتهم.
■ برأيك هل هناك فائدة من المؤتمرات الدينية فى تحقيق أهدافها المرجوة؟
- تعميم الحكم على المؤتمرات لا يجوز، فهناك المؤتمرات التى تستهدف العامة، وهناك تلك التى تعقدها دار الإفتاء المصرية للتأثير على المتخصصين، وأنا وجدت بنفسى أن ذلك النوع من المؤتمرات يؤتى ثماره، وينجح فى أن يكون له نتاج وتفعيل على أرض الواقع، لكن تأثيره تراكمي، فالمصائب لا تأتى دفعة واحدة وكذلك الحلول.
■ هل ساهمت الأنظمة الغربية فى تغذية ما يعرف بـ «الإسلاموفوبيا»؟
- نعم فالأحزاب المتنافسة سياسيًا فى دول الغرب تسعى لاجتذاب الأصوات عبر التخويف من الإسلام والذى يسمى «إسلاموفوبيا»، مثلما سعى البعض فى مصر لاجتذاب الناخبين بالزيت والسكر خلال فترة من الفترات السابقة، كما أن أصحاب الفكر المتطرف من اليمين الأوروبى كان لهم دور فى ذلك، إلا إننا لا نبرأ أنفسنا من تلك التهمة، فوجود أناس منا ارتكبوا جرائم أعطت مبررا لمن يريد تخويف العالم منا ليوجد الإسلاموفوبيا.
■ هل هناك دول حدث تخريب لمؤسساتها الدينية؟
- بالفعل النموذج الماثل أمامنا لتخريب المؤسسات الدينية هو دولة اليمن، حيث تم تخريب المؤسسات الدينية الكبرى لصالح المؤسسات الإسلامية الحركية التى ازدهرت خلال فترة محاولة الدولة لمحاربة الشيوعية فى الجنوب، ومكنتها الدولة من قيادة الخطاب الشرعى فى اليمن على حساب المؤسسات الأصيلة التى فى البلد، فنتج عن ذلك تغول لهذه المؤسسات الإٍسلامية الحركية ومحاولة هدم المؤسسات الأصيلة، ونتج عن ذلك انفلات الخطاب الدينى.