الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. أتمدد طواعية لإغماءة طويلة

واحة الإبداع.. أتمدد طواعية لإغماءة طويلة
واحة الإبداع.. أتمدد طواعية لإغماءة طويلة




اللوحات للفنانة:  مروة عادل

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]


 

أتمدد طواعية لإغماءة طويلة

 

كتب: محمد عبدالله صالح

وحى الله لم يك كاذبا
بل نحن من كنا أدعياء
ندعو الله مخافة.... ثم نبكى
تلفظنا السماء تارة
وتارة تلقانا على استحياء
اعرف انى لم اك صالحا
ولم اقم الفروض فى مواقيتها
ولم تنادينى امى قبل رحيلها
انى راضية عنك
ولم يترك لى ابي
شيئا من ميراث دعائه
ولم .....ولم....
جرمى كبير جدا
والمجرمون امثالى يتكاثرون
حدثنى عن الفضيلة وعن اربابها
من اى باب يلقفون الصبح بالتبسم والصلاة
أعرف ان الخالدين فى الارض ثلاثة
وان الناجين من الموت
ليسوا بأنبياء
وليسوا قادمين من عالم أخر
لست منشغلا يارفقتى بأموركم
ربما أكون انانيا
وربما أكون اكثر
مايشغلنى الان
من يستبيح عقلي
ويجرنى نحو أسئلة تنافى المنطق
وتركل نحو الخيال أينما ذهب
لا تشغلنى أمرأة
تدق الحانات ليلا
وتمطى ضَعف ارجلها
وتبكى مرتين
ولا يشغلنى حديث المارة
عن ما أصبحوا وما أمسوا
هناك دائما ضيف ثقيل
يحتل خزائني
يفتش عن اسرارى الغرقي
وعن اسباب عشقى للبرتقال
منهم من يرانى غريبا
ومنهم من يرانى بلا فائدة
ومنهم من يعنفني
يرانى البعض اننى مجرد شاعر
يكتب قصيدة فى الصباح
ليزعج بها اذان المستمعين فى الليل
حدثت الله كثيرا
عن أخطائى المتتالية
وعن جنونى حينما يمتد
تسائلت الى متى تفوح من فمى رائحة كريهه
حدثنى احد الاصدقاء لا تكن قلوقا
هى رائحة التبغ الذى تدسه
 فى احشائك ليل نهار
ربما يكون محقا
وربما غير ذلك
ولكن كيف لى ان ألقى الله بلا معصية
وبلا دم يخالط الخطيئة
حاولت يوما ان أكون مجذوبا
ادق الشوارع بلا هوية
وبلا اطماع تروح وتغدو
ثمة شيخ يستبيح تجولي
ويسكب فوق رأسى
بعض نداءاته
فأتمدد طواعية  لاغماءة طويلة