الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

408 ملايين جنيه نقطة الانطلاق للقضاء على وباء «كتشنر»

408 ملايين جنيه نقطة الانطلاق للقضاء على وباء «كتشنر»
408 ملايين جنيه نقطة الانطلاق للقضاء على وباء «كتشنر»




بامتداده البالغ 45 كيلو مترا على زمام محافظة كفرالشيخ، يقع مصرف «كتشنر»، أو المعرف بمصرف «الغربية الرئيسى»، الذى جعل أجساد أبناء كفرالشيخ مأوى للأمراض القاتلة والفيروسات الفتاكة التى حتما تؤدى بهم إلى الموت المحقق فى كل الأحيان، خاصة الفلاحين الذين يتعاملون بشكل مباشر مع مياه «كتشنر» بسبب رى الأرض الزراعية الخاصة بهم الموجودة على ضفافه، وليس لهم بديل آخر سوى ذلك المصرف.
ولم يقتصر فى انتشار وبائه على هؤلاء الفلاحين فحسب، بل ويمتد إلى جميع محافظات الجمهورية من خلال تصدير الزروع والثمار إليهم من كفر الشيخ، ناهيك عن إتلاف المحاصيل الزراعية بشكل كبير، وزيادة انتشار العديد من الأمراض الوبائية فى مختلف نطاق المحافظة التى تصيب الإنسان، والحيوان، والنبات، حتى التربة الزراعية لم تسلم منه هى الأخرى.
«روزاليوسف» رصدت «كتشنر»، وأضراره الواقعة على كفرالشيخ وباقى المحافظات، والأمراض التى انتشرت بسبب هذا المصرف، والخطوات التى اتخذتها الدولة لتفادى تلك الكارثة..
يبدأ مصرف «كتشنر» من قرية سنتاى التابعة لمحافظة الغربية التى تحتوى على صرف مخلفات ما يقرب من 20 مصنعا بمحافظتى كفرالشيخ والغربية، حيث يبلغ طوله ما يقرب من 85 كيلو مترا، ويمتد على زمام محافظة كفر الشيخ بطول 45 كيلو، وهو مصدر رى لا بديل غيره لما يقرب من 137 ألف فدان فى عدد من مراكز كفرالشيخ المختلفة، خاصة «بيلا ـ الحامول ـ بلطيم»، بالإضافة إلى أنه يصب فى البحر الأبيض المتوسط.
ويعد مصرف «كتشنر» المصدر الرئيسى للتلوث وانتشار الأمراض والأوبئة بالمحافظة، وتم إنشاؤه فى عام 1907 على يد اللورد «كتشنر» قائد الغزو الثنائى على مصر والسودان، بهدف الصرف الزراعي، لكن للأسف مع مرور الوقت تحول من صرف زراعى إلى صرف مخلفات المصانع، وصرف صحي، وهذا مخالف تماما لقانون البيئة، لأن مصرف «كتشنر» يعتمد عليه فى رى الأرض الزراعية عدد من مراكز ومدن المحافظة وعلى رأسها مركز الحامول بالكامل.
قال اللواء إبراهيم القصاص، عضو مجلس النواب بمحافظة كفرالشيخ، فى تصريحات خاصة لـ  «روزاليوسف»: إن دول شرق آسيا قامت بتحليل المياه الموجودة عندهم فوجدت نسبة تلوث، فقاموا بالبحث عن مصدر هذا التلوث، فاكتشفوا أن مصرف «كتشنر» أحد أسباب تلوث مياه دول شرق آسيا، لأنه يصب فى البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أنه طالب أكثر من مرة فى مجلس النواب بضرورة عمل محطات التحلية لإنهاء أزمة «كتشنر».
ولم تقف الدولة مكتوفة الأيدى تجاه هذا الوباء القاتل، بل اتخذت كل السبل الممكنة للقضاء على تلوث مصرف كتشنر، بالإضافة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مهتم شخصيا اهتماما بالغا بحل مشكلة مصرف «كتشنر»، ويتابع عن كثب الخطوات التى يتم اتخاذها لمعالجة مياه هذا المصرف حتى تكون صالحة لرى الأرض الزراعية، وتسخر الدولة كل الجهود للتخلص من مشكلة «كتشنر» حتى تتم الاستفادة منه بشكل أكبر وفعال.
وقال الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه، محافظ كفرالشيخ: إنه سيتم توقيع اتفاقية مالية بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وبنك الاستثمار الأوروبى بشأن مشروع لخفض نسبة التلوث بمصرف كتشنر بتكلفة 408.05 مليون جنيه، منوها إلى أنه سيتم التوقيع عليها بين بنك الاستثمار الأوروبى، ووزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بكفر الشيخ، وشركة مياه الشرب الصحى بالغربية، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة الدقهلية، وتنص الاتفاقية على تجميع مياه الصرف الصحى ومحطات معالجة الصرف الصحى، وإدارة المخلفات الصلبة بمنطقة المشروع وأعمال إحلال وتجديد لمنشآت مجرى مصرف كتشنر.
وأكد محافظ كفر الشيخ أنه يتابع إجراءات إتمام هذا التعاقد مع الجهات المعنية الذى يتم بتوجيهات وتحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لتحسين جودة المياه بمصرف كتشنر والحد من الملوثات للحفاظ على البيئة والصحة العامة للمواطنين، وتعظيم الاستفادة من المياه العذبة بمصرف كتشنر.