وسام الاحترام محمد إيهاب وزنه ذهب

رغم تعدد وتنوع قصص النجاح التى تصل فى أغلب الأحيان إلى مستوى الإدهاش، إلا أنها تشترك فى عنصر الإرادة، تلك الصفة التى تحتاج من صاحبها أن يبذل الكثير من الجهد والعرق ليكتب اسمه فى كتاب الأساطير بحروف من ذهب، من بين هؤلاء ربّاع مصر وفخرها محمد إيهاب الذى اعاد إلى الأذهان سيرة البطل خضر التونى بعد أن حقق انجازات غير مسبوقة لأى بطل عربى أو إفريقى فى رياضة رفع الأثقال.
■ ■

إيهاب الذى أتم عامه الـ 29 قبل أسبوعين قدم أروع نماذج الكفاح الرياضى على أرض المحروسة، إذ عانى كثيرا فى طريقه نحو العالمية بداية من وفاة والده وهو فى سن الـ 18 عاما وهو نفس العام الذى شارك خلاله فى البطولة العربية التى احتضنتها «أم الدنيا» بمنافسات رفع الأثقال لوزن 56 كـجم واستطاع إبهار الجميع بانتزاع ثلاث ذهبيات، فكانت بداية طريق المجد التى أكدت على ميلاد بطل كبير، مرورا بصعوبات مادية لم يجعلها عائقا أمام حلمه.. وصولا إلى تفوقه على أبطال عظماء ما كان أحد يظن أن يتفوق عليهم شاب مصرى من أبناء الفيوم لم يكمل عقده الثالث.
■ ■

سجل الانجازات مليء وحافل، ففى بطولة العالم للناشئين بالتشيك حقق البطل المركز الخامس لوزن 56 كـجم بمجموع «خطف ونتر» 238 كـجم وهو رقم قياسى لم يسبقه إليه أى ناشئ مصرى، ومع مطلع عام 2008 انتقل إلى اللعب فى وزن 62 كـجم ليحقق ذهبية البحر الأبيض المتوسط بقبرص، تليها فضية العالم للناشئين بكولومبيا وبعدها ذهبيتى إفريقيا للشباب والكبار بأوغندا، وفى بطولة العالم للشباب برومانيا كان «إيهاب» عند حسن الظن واقتنص البرونزية.
■ ■

المحطة الأبرز لإيهاب كانت فى بطولة العالم للكبار بمدينة ألماتى الكازاخستانية عام 2014، وهى البطولة التى نجح خلالها فى الفوز بثلاث ميداليات بعدما شارك فى وزن 69 كـجم، إذ حقق برونزية الخطف وفضية «النطر» وفضية المجموع.
■ ■

بعدها ارتفع سقف الطموحات والأحلام لبطلنا، ليذهب بكل ثقة إلى أوليمبياد ريو دى جانيرو عام 2016 بالبرازيل ويحصد البرونزية، وفى العام التالى يحصل على ذهبية العالم بأمريكا، ثم يتوج بذهبية المتوسط عام  2018 بإسبانيا وأخيرا ذهبية العالم بتركمانستان.
■ ■

ولا يتبقى أمام إيهاب غير ذهبية الأوليمبياد المقبل ليصبح أعظم لاعبى الأثقال فى تاريخ العرب وإفريقيا، هذا بخلاف كونه بالفعل أول عربى و إفريقى يصعد على منصة بطولات العالم للكبار 4 مرات متتالية، وأول عربى وإفريقى يصعد على المنصة الثلاثية لبطولات عالم ناشئين وشباب وكبار ودورة اوليمبية، وأول ربّاع يتصدر التصنيف العالمى لعامين متتاليين 2017 و 2018 وزن 77 كجم.
■ ■

«ربّاع مصر» حمل العرفان لكل من وقف بجانبه.. وعلى رأسهم والدته التى يقول فيها «شكرا لأمى التى تدعو لى فى كل آذان».. هو بطل قهر المعاناة وقسوة الظروف وتحدى المستحيل فاستحق البطولات.. لأجل ذلك وأكثر يستحق «وسام الاحترام».