الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

آخر كلمات إبراهيم عبد الملاك فى ذكرى رحيله الثانية الشباب هم الأمل... وسأرحل مطمئنا على مصر وحضاراتها





دعا للثورة كثيرا فى أعماله، ورحل عن عالمنا قبل قيامها بيومين، إنه الفنان ابن مدرسة «روزاليوسف» الفنية والثقافية إبراهيم عبد الملاك، الذى تمر هذه الأيام ذكرى رحيله الثانية تزامنا مع الذكرى الثانية للثورة، ثار على القيود الفكرية ورفض تزييف التاريخ، ثار على الفنانين حين رآهم تركوا مصريتهم وحضاراتهم الثرية واتجهوا إلى الفنون الغربية، ثار بمفرداته النقدية التى جمعت بين الشاعرية والجدية والحماسية.

رحلة الفنان إبراهيم عبد الملاك هى رحلة التنوع الفنى بين الديكور والرسم الصحفى والجداريات، والنحت، والشعر والكتابة النقدية والأدبية، كان يحمل بوجدانه هموم الشعب،
فقدم من خلال أعماله رسائل للمجتمع المصرى وطرح قضايا إنسانية، شغلته قضية حقوق المرأة وتراجع دورها وإقصاء وجودها وكيانها فى المجتمع، تبنى طرح قضية تحرير المرأة المصرية المعاصرة، من خلال إقامته تسع معارض متتابعة بدأها من عام 2000 وحتى 2009 تحت عنوان «سنوات من الحب»، و«الكون امرأة، و«الحرية امرأة»، كانت المرأة عنصرا رئيسيا فى أعماله، واستخدمها رمز الأم والزوجة والحبيبة والأخت والابنة والصديقة، رمزا للأرض والعرض والوطن والبهجة والحب والجمال.

المرأة عنده غالبا ما نجدها سجينة القيود التى يفرضها المجتمع والتقاليد ويحاول التأكيد على هذا السجن من خلال الخطوط والمستطيلات المتقاطعة التى يرسمها على وجه المرأة، ملامحها جميلة تحمل مشاعر حزينة ودافئة، وقليلا من الأمل وكثيرا من الغضب، وله مجموعة لونية ودرجات خاصة لا تخلو من اللون الأزرق الفرعونى الفيروزي، إلى جانب حالة الشجن والدراما الإنسانية التى تتضمن الأعمال بصفة عامة سواء نحتية أو تصويرية وكثيرا ما كان يكتب عن إحساسه بحالة تراجع فكرى وترد حضارى سوف تتعرض له المرأة وقد كتب عبد الملاك: احترسوا من زحف الخيمة السوداء أؤمن أن كلما نالت المرأة حريتها، كان ذلك دليل تقدم وطنها، حرية المرأة من حرية الإنسان»، كان لديه بصيرة  مكنته أن يقرأ ما يحدث فى مصر الآن من صراعات وهجوم على المرأة وحقوقها ودورها الإنسانى والاجتماعى والسياسى.


أما أعماله النحتية فقد اعتمد فيها على استلهام التراث والحضارة المصرية الفرعوينة ولكن برؤية معاصرة خاصة بموهبة ذات ملكة إبداعية واسعة، تعدد الأسطح فى تماثيله بين الخشن والناعم واللامع والمطفى، كما أظهر قدرات مميزة فى التعامل مع البرونز.

وفى رسالة أخرى من خلال مقالاته النقدية كان يناشد الفنانين التشكيليين المصريين التمسك بالهوية المصرية والتراث، وان يحمل العمل الفنى الأصالة الفكرية فقال عبد الملاك: لماذا اتجهوا الى الفنون الغربية، هل انتهت حضارة مصر من المعالجات الفنية حتى ننظر الى الغرب.
 وكان يصف إيمانه بشباب الفنانين بعباراته: لو قلمى له قلب سوف أنبض بقيمة الشباب ومواهبهم، ولو قلمى له عين فسوف أرى من خلالهم مستقبل الفن المصري، أنا على يقين أن الشباب هم الغد، فربما يأتى يوم وأرحل وأنا مطمئن على مصر وحضاراتها.