الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الخريف الغربى يعصف بـ«القارة العجوز»

الخريف الغربى يعصف بـ«القارة العجوز»
الخريف الغربى يعصف بـ«القارة العجوز»




فى الوقت الذى بدأت تتعافى فيه منطقة الشرق الأوسط من الأزمات التى حلّت بها خلال ما سُمى بثورات الربيع العربى، اندلعت موجة جديدة من العنف والاضطرابات والانقسامات فى عدد من بلدان أوروبا أطلق عليها البعض «الخريف الغربى»، وتجلّت مظاهر الصراعات الغربية فى الاحتجاجات وأعمال العنف والشغب التى اندلعت فى فرنسا اعتراضًا على قرار الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بزيادة ضرائب السولار وارتفاع تكاليف المعيشة، حيث أغلق محتجو «السترات الصفراء» جميع الطرق فى فرنسا وحولوا شارع الشانزليزيه إلى ساحة حرب كبرى تتصدر أخبارها وسائل الإعلام العالمية، ثم تزايدت الاحتجاجات وتحولت إلى أحد أكبر وأعتى التحديات التى واجهها الرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه السلطة قبل 18 شهرًا.

فرنسا  - تنشر 10 آلاف من رجال الشرطة لمواجهة المتظاهرين

بدأت أزمة فرنسا قبل أسبوع عندما تجمع آلاف المحتجين،الذين ليس لهم قائد وينظمون أنفسهم إلى حد بعيد عبر الإنترنت، فى باريس لأول مرة وحولوا شارع الشانزليزيه إلى ساحة قتال بعد اشتباكهم مع الشرطة التى استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وقال دينس جاكوب وهو مسئول باتحاد الشرطة «نشعر بقلق من تسلل مجموعات صغيرة من مثيرى الشغب الذين ليسوا من جماعة السترات الصفراء (إلى المظاهرة) للاشتباك مع قوات الأمن وتحدى سلطة الدولة.. «هناك مخاوف من توجه البلطجية إلى أماكن أخرى فى ضوء التواجد الأمنى المكثف حول الشانزليزيه»، وقال مسئولون إنهم يتوقعون انتشار نحو خمسة آلاف من أفراد الشرطة والدرك فى باريس مقابل نحو ثلاثة آلاف فى الأسبوع الماضى، كما سيتم نشر خمسة آلاف شرطى آخرين عبر البلاد تحسبا لاحتجاجات أخرى من متظاهرى السترات الصفراء.
وقام عمال بوضع حواجز معدنية ولوحات خشبية أمام الواجهات الزجاجية للمطاعم والمتاجر الموجودة فى أشهر شوارع باريس يوم الجمعة. وسيُغلق شارع الشانزليزيه أمام حركة المرور وسيدخله المشاة عبر نقاط تفتيش.
وقال مسئول اتحاد آخر للشرطة لرويترز «هناك قدر كبير من التحريض على وسائل التواصل الاجتماعى ونتوقع تجاوزًا وعنفًا».
ومع تزايد حدة الاضطرابات والمظاهرات التى باتت تهدد شعبية ماكرون فى الشارع الفرنسى، من المقرر تنظيم ثلاثة احتجاجات عبر باريس، تشمل احتجاج أصحاب السترات الصفراء واحتجاجًا نقابيًا على البطالة ومظاهرة منفصلة ضد العنصرية.
وفى مؤتمر صحفى لوزير الداخلية الفرنسى اوضح انه من الممكن فرض حالة الطوارىء إذا استدعى الوضع لذلك.

إسبانيا - الآلاف يتظاهرون فى مدريد رفضًا لانفصال «كتالونيا» عن إسبانيا

الحال لم تختلف كثيرًا فى إسبانبا حيث تظاهر الآلاف فى العاصمة الإسبانية مدريد وهم يلوحون بعلم البلاد دعما لوحدتها ورفضا لحملة فى إقليم كتالونيا تدعو للانفصال عن إسبانيا.
وتسببت مساعى إقليم كتالونيا للانفصال وقرار رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانتشيث اتباع نهج أكثر تصالحا مع أحزاب موالية للاستقلال تعتبر أصواتها ضرورية لأجندة تشريعية تحاول حكومة الأقلية التى يترأسها الدفع بها فى إثارة غضب الكثير من المحافظين فى إسبانيا.
ورفع محتجون لافتات كتب عليها «قف سانتشيث انتخابات الآن» خلال المظاهرة التى أقيمت فى وسط العاصمة.
وتولى سانتشيث السلطة هذا العام بدعم من أحزاب قومية فى كتالونيا صوتت معه لسحب الثقة من رئيس الوزراء السابق ماريانو راخوى بعد أن لحقت فضيحة فساد بالحزب الشعبى الذى ينتمى إليه.

بلجيكا - الاحتجاجات فى بلجيكا تهدد حكومة «شارل ميشال»

عدوى «السترات الصفراء» انتقلت من العاصمة الفرنسية باريس إلى بلجيكا، حيث تظاهر المئات من البلجيكيين مرتدين سترات صفراء فى العاصمة بروكسيل مطالبين باستقالة الحكومة.
وقام المتظاهرون بقطع الطريق أمام مفترق طرق رئيسى فى المدينة، مما اضطر الشرطة لإغلاق مداخل بعض الأنفاق الرئيسية فى المدينة، وهو ما تسبب فى ازدحام مرورى، فيما أشارت الشرطة أن المحتجين لم يقدموا أى طلب رسمى لتنظيم المظاهرة.
شرطة مكافحة الشغب استخدمت مدافع المياه لتفريق المحتجين وإرغامهم على التراجع تفاديا لاقترابهم من مكتب رئيس الوزراء وسط المدينة..  ورفع المتظاهرون شعارات منددة بارتفاع أسعار البنزين وبسياسات التحالف الحكومى التى زادت من أعباء العائلات المحدودة الدخل.. وذكرت الشرطة أنها اعتقلت 60 شخصا بتهمة قطع الطرق، قبل اندلاع المواجهات. وهتف بعض المحتجين: «ميشال، قدم استقالتك»
وكان رئيس الوزراء شارل ميشال قد عبر عن تفهمه لظروف الناس الصعبة، لكنه أضاف أن «السماء لا تمطر أموالا».

أيرلندا - دعوات للتظاهر فى أيرلندا اعتراضًا على «التشرد»

وفى أيرلندا تصاعدت الدعوات للخروج بتظاهرات عارمة فى دبلن للاحتجاج على تفاقم مشكلة التشرد، حيث دعا منظمو المسيرة، التحالف الوطنى للمشردين والإسكان، الجمهور العام  إلى الاحتجاج ضد ما يسمونه «الفشل الذريع» من جانب الحكومة فى التصدى لمشكلة الإسكان.
ورغم تعافى الاقتصاد الأيرلندى، مازالت أزمة الإسكان تتعمق، حيث جرى تسجيل رقم قياس للمشردين بلغ 9724 فى أكتوبر، بحسب البيانات الصادرة من هيئة الإسكان، الأسبوع الماضى.. وسار نحو 1200 شخص إلى البرلمان الأيرلندى للاحتجاج على التشرد فى الثالث من أكتوبر الماضى، فى مظاهرة بتنظيم من التحالف الوطنى للمشردين والإسكان، وهى مجموعة جامعة يقع تحت مظلتها منظمات تعمل لمكافحة التشرد.
ويدعو التحالف إلى برنامج سريع للإسكان الحكومى على الأراضى الحكومية  وإضافة مليار يورو (1٫13 مليار دولار) لتمويل الإسكان.
كما أنه يريد من الحكومة أن تجرم طردالأشخاص ليصيروا مشردين.

بريطانيا - الانقسامات تضرب بريطانيا اعتراضًا على الخروج من الاتحاد الأوروبى

 أما بريطانيا فتواجه انقسامات حادة بشأن «بريكست» حيث كشفت صحيفة الديلى تليجراف أن كبار أعضاء البرلمان البريطانى يستعدون للتصويت بالرفض على أتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى الذى عقدته رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى مع قادة الاتحاد الأسبوع الماضى.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن أعضاء البرلمان من الأحزاب المختلفة بمن فيهم الجناح الرافض للبريكست داخل حزب المحافظين الحاكم، يعتقدون أن أوروبا سوف تعيد التفاوض بشأن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى إذا واجه الاتفاق هزيمة كبيرة فى البرلمان.
ويحذر مسئولون كبار فى دواننج ستريت أن مخطط النواب البريطانيون، خلال التصويت المقرر فى 11 ديسمبر، يخاطر برد فعل سياسى عنيف عندما يرفض الاتحاد الأوروبى تقديم تنازلات.
ولا يعد البرلمان هو التحدى الوحيد أمام «ماى»، التى تواجه ضربات متتالية من حكومتها فى ظل استقالة سبعة وزراء كان آخرها وزير العلوم، سام جيما، الذى استقال أمس الجمعة، احتجاجا على اتفاق الخروج الذى يراه مقوضا لمصالح المملكة المتحدة.