الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المواقف العشوائية.. بلطجة وإتاوات وترويع المواطنين

المواقف العشوائية.. بلطجة وإتاوات وترويع المواطنين
المواقف العشوائية.. بلطجة وإتاوات وترويع المواطنين




كتب: سمر حسن وخالد كرم


المواقف العشوائية صداع ينخر فى رأس شوارع العاصمة، وأصبح المشروع الاستثمارى الأول والأنجح للبلطجية، وخريجى السجون، يضعون أيديهم فى أيدى عدد من السائقين لفرض السيطرة على منطقة ما وتحويلها لموقف خاص بهم، ومن ثم يأتى إليهم كل من أراد التهرب من خط السير، والالتزام بقوانين الدولة، ليس فقط بل تتحول المنطقة لقنبلة موقوتة تثير خوف وهلع الأهالي، خاصًة على أولادهم، المخدرات سواء بالتعاطى أوالتجارة سمة المكان، ورغم الحملات الأمنية والمداهمات التى تشنها ضدهم الداخلية سريعًا ما يجدون مكانا جديدا ليقيموا عاصمة البلطجة.
داخل قلب القاهرة، وتحديدًا منطقة رمسيس جوار محطة قطار مصر، عندما تضع قدمك تجد نفسك داخل موقف عشوائى «سيارات إسكندرية، السويس، بنها»، بخلاف عربيات ال «مينى باص» المتهالكة التى تحمل الركاب بالمخالفة للقانون، وعندما تخطو عدة خطوات أخرى تجد «جراج» تحمل الركاب لمدينة المنصورة والمحلة، على مسمع ومرأى الجميع دون خوف من أى شىء، يتزعم المكان رجل فى الستين من عمره تبدو عليه علامات الشر والبلطجة يدعى «عم مجدي»، يخشاه الجميع هناك سواء كان سائقا أوراكبا.
«ركاب فى أزمة»
التقت «روزاليوسف» عددا من الركاب والسائقين بالمنطقة، قال «مصطفى عبدالرحمن، ٣٠سنة»: اضطر للركوب من هذا المكان لأنه قريب من شغلي، بالإضافة إلى توافر السيارات به طوال الوقت، وتابعت «نورهان محفوظ، ٢٨سنة»: أتعرض لكم مضايقات داخل الجراج، واضطر لسماع أبشع الألفاظ، واستكملت: إضافة إلى رفع الأجرة حوالى ٥% عن الرسمية، ليست فقط بل فى معظم الأحيان يرفعون قيمتها مرة أخرى وخاصة فى الأيام المزدحمة من الأسبوع، وأوضح «أحمد حسين، ٥٥سنة» أنه لم ير ذات مرة أى رقابة على هذه المنطقة، أو تفتيشا فالبلطجة والإتاوة هى من تحكم المنطقة.
«السائقون»
 أوضحوا أنهم مجبورون على القيام بذلك من أجل لقمة العيش، قال «كريم. م»: «مش عارف أدخل فى الموقف الرسمى عشان كدة اشتغلت هنا» وطالب بأن يتم وضع رقابة من قبل الحى على الموقف، ليصبح رسميا، ويتيح فرصة العمل لهم، ويحمى الراكب أيضًا من بطش البلطجية، واستكمل «محمود. ن»: نضطر لرفع الأجرة كى نستطيع دفع الإتاوة للقومسيونجى الموجود بالموقف «مش بمزاجنا»، وواصل: بعض السائقين هنا «فارس بلا جواد»، أى أنه يعمل على سيارة تابعة لملاك الجراج ويأخذ يوميته فقط.
«بلطجة فى الحى الراقى»
ميدان روكسى بمصر الجديدة من الأماكن الراقية والمعروف عنها الهدوء، إلى أن قرر عدد من البلطجية احتلال قلب الميدان، ونصب موقف عشوائى لتحميل السرفيس الداخلى فى الوقت من الساعة الثالثة عصرًا وحتى الساعة السادسة فى صباح اليوم التالى كى يتمكنوا من الهرب من رجال الأحياء والأمن.
قال «فادى. ف»، أحد أهالى المنطقة: منذ أن وضعوا أقدامهم بالمنطقة وهى تشهد مشادات بالأسلحة يوميًا، ناهيك عن شرب المخدرات بالمكان «عينى عينك»، واستكمل «جورج. ن، صايغ»، اضطر للمبيت داخل مكان عملى خوفًا من سرقته من قبل هؤلاء البلطجية، وطالب بسرعة تدخل رجال الأمن والأحياء حفاظًا على أهالى المنطقة وممتلكاتهم، أما «ليلى. ع»، أوضحت أنها ترافق بناتها فى كل الخروجات خوفًا عليهن خاصًة بعد أن تعرضن للمضايقات أكثر من مرة من قبل محتلى الميدان.
«شارع روض الفرج»
 على بعد أمتار من دوران شبرا ينتشر تحميل الركاب  بشكل كبير، تحدث «فوزى. على، صاحب محل ألبان» عايشين فى كارثة بسبب السائقين، ونتعرض يوميًا للبلطجة والعنف وصولًا إلى تداول المواد المخدرة، واستكمل: أولادنا فى خطر، وأضاف «على عبده، صاحب محل أحذية»: «مش عارفين نمشى بسبب المواقف العشوائىة ومفيش بيع ولا شراء بسبب تكدس العربيات أمام محلاتنا» فضلًا عن  التطاول المستمر علينا من قبل السائقين بالقذف والشتائم إذا تحدث إليهم أحد أصحاب المحلات.