الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قطر تعتزم الانسحاب من مجلس التعاون الخليجى

قطر تعتزم الانسحاب من مجلس التعاون الخليجى
قطر تعتزم الانسحاب من مجلس التعاون الخليجى




تنعقد قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجى فى دورتها الـ39 الأحد المقبل 9 ديسمبر فى العاصمة السعودية الرياض  فى ظل تكهنات بأن تقدم قطر على الانسحاب من مجلس التعاون الخليجى فى خطوة تالية لانسحابها من منظمة أوبك احتجاجا على الهيمنة السعودية على القرارات داخل المنظمة التى تحتكم على ما يقرب من 75% من احتياطى النفط حول العالم.
ولم تصدر حتى الآن  أى إشارات من الدوحة حول مشاركتها فى القمة من عدمها، إلا أن التصريحات خرجت من مصادر عربية مطلعة، أكدت أن القمة سوف تنعقد بحضور جميع قادة دول مجلس التعاون بما فيهم أمير قطر تميم بن حمد إلا أن مصادرنا شككت فى مشاركة أمير قطر فى القمة الخليجية بالرياض خصوصا بعد تصاعد الأزمة بين السعودية وقطر على خلفية التحريض المستمر الذى تمارسه قناة الجزيرة فى قضية مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجى، كما أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان  الذى يصعد ضد المملكة  قد نصح أمير قطر بعدم الذهاب إلى الرياض والانسحاب من مجلس التعاون  فى مسعى تركى لإضعاف  وتفكيك منظومة  مجلس التعاون الخليجى الذى كان يشكل إطار وحدوى تجتمع حوله دول المجلس قبل أن تتعمد الدوحة لإضعافه منذ استضافتها  للرئيس الايرانى أحمدى نجاد فى قمة الدوحة عام 2007م فى سابقة لم تحدث من قبل فاجأت بها دول مجلس التعاون.
ووجهت المملكة الدعوات الرسمية  التى حملها الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزيانى  إلى زعماء الدول  الست الأعضاء فى المجلس، للمشاركة فى أعمال القمة  التى سبق أن تمت الإعلان  أنها ستعقد فى الدمام «شرق السعودية» قبل أن تعود المملكة وتعلن عقد القمة فى الرياض.
رغم العقوبات الأمريكية على إيران، التى دفعت عددًا من شركات الطيران إلى تقليل رحلاتها عامة باتجاه الأراضى الإيرانية، أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها تعتزم تعزيز رحلاتها إلى عدد من المدن الإيرانية، إذ ستبدأ بتسيير رحلات جديدة إلى أصفهان فى فبراير، بالإضافة إلى زيادة عدد رحلاتها إلى شيراز وطهران فى يناير.
وأتت تلك المفارقة القطرية، بالتزامن مع توجه العديد من شركات الطيران العالمية الكبرى، بما فيها الخطوط الجوية الفرنسية وشركة الخطوط الجوية الكورية وشركة الخطوط الجوية البريطانية إلى وقف رحلاتها إلى إيران، استجابة للتحذيرات الأمريكية بضرورة وقف أى تبادل تجارى مع إيران.
وتؤكد تلك الخطوة القطرية، العلاقات الوثيقة مع إيران، بحسب ما كررت مراراً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين.
وما زاد من الأمر سوءًا، إعلان الدوحة الأسبوع الماضى إمكانية استضافة بعض المنتخبات والمباريات، فى بطولة كأس العالم المزمع عقدها فى قطر، فى إيران.
وتعتبر تلك الخطوة القطرية، جهدًا إضافياً يصب فى إطار مساعدة إيران على الخروج من عزلتها، التى فرضتها الولايات المتحدة.
وستزيد تلك الخطوة من حدة التوتر بين قطر والدول العربية الأربع، التى فرضت عقوبات دبلوماسية شاملة وحظر سفر، على قطر فى يونيو 2017.
ومن الواضح أن القيادة القطرية لا تدرك أن الارتماء فى أحضان إيران شديد الغرابة، لاسيما أنه أشبه بتلقى «قبلة موت».. ومازالت قطر تعمل على استفزاز الجيران بتحركاتها الأخيرة، لاسيما أن إيران لم تتراجع عن ممارساتها العدائية، سواء بنفسها أو عبر وكلائها الإقليميين.
ومن المتوقع أن يؤدى تحالف قطر الغريب مع إيران إلى المزيد من التوتر فى المنطقة، وسيثبت فى نهاية المطاف أنه كان مجرد استثمار قصير النظر فى خضم سياسات مضطربة، بينما كان الأجدى أن يتم الاستثمار فى أجواء أكثر وداً وصفاءً.