الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توظيف التاريخ فى الرواية المعاصرة

توظيف التاريخ فى الرواية المعاصرة
توظيف التاريخ فى الرواية المعاصرة




ناقشت كلية الآداب بجامعة عين شمس رسالة دكتوراه بعنوان «التوظيف الفني للعناصر التاريخية في الرواية المعاصرة « مقدمة من الباحث أحمد عزيز محمود أبو زريعة والتي حصل من خلالها الباحث على درجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى بإجماع أعضاء اللجنة جميعًا؛ وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور عبد الناصر حسن أستاذ النقد والأدب العربي ووكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث مناقشا ورئيسًا، والدكتور طارق شلبي أستاذ النقد الأدبي والبلاغة بالكلية مشرفًا ومناقشًا، والدكتور سعيد الوكيل أستاذ النقد والأدب العربي الحديث بالكلية مشرفًا ومناقشًا، والدكتور عبد الناصر هلال أستاذ النقد الأدبي الحديث ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان مناقشًا.. وخرجت الدراسة بنتائج وتوصيات منها أن سعد مكاوي في ــــ السائرون نيامًا ــــ استطاع تقديم شخصيات تاريخية ومواقف حبلى بالمعاناة والصراع، شحنت النص بجماليات فنية وأكسبته مذاقًا سرديًّا وتأويليًّا مميزًا، فهي ـــ أي الرواية ـــ اتخذت من التاريخ خطوطًا عريضة، ومعالم تضيء بها مساحات اجتماعية كانت موجودة منذ وقت مضى، والحقيقة أنها تلفتنا إلى وقائع وأشخاص وحيوات، مقدمة تأويلات ودلالات، وراسمة صورًا مشابهة لأخرى تحيا في وقعنا المعاصر، بالاختباء وراء قناع التاريخ، بطريقة تساير العصر، استثمارًا لما حفل به العصر المملوكي من تناقضات هائلة، خصوصًا الغنى الفاحش، والفقر المدقع وغلبة القمع والقهر؛ والصدام الحتمي بين الحاكم الجائر والمحكوم المغلوب على أمره. جسد سعد مكاوي الــصورة التاريخية التي اشتهرت في العصر المملوكي من استباحة أموال الشعب ونهب أراضيه وخيراته وقتل الأبرياء، دون الإشارة لأبرز ملامحها التفصيلية المملة، حيث عبر عن تلك الأحداث بصورة قصصية جذابة، فجعل حدث خطف عزة على يد المماليك، بداية الأحداث الرئيسة في الرواية التي سعى الكاتب إلى الإشارة إليها وربطها بالواقع. ، أما رواية ثلاثية غرناطة تحمل في طياتها جميع مقومات الرواية التاريخية، فهي تفوح بعبق التاريخ الوثائقي، استندت رضوى عاشور إلى المصادر التاريخية وما دونته كتب التاريخ بكل دقة، فما إن يبدأ القارئ في قراءة سطورها الأولى حتى يجد نفسه بدأ يتحرك في غرناطة ويتجول في طرقاتها من خلال الوصف الدقيق البارع الذي قدمته الكاتبة، فهذه الرواية تسجل التاريخ أو تستلهم التاريخ وترصد أحداثه؛ لكي تسجل وتحذر من واقع أليم ومؤلم يتكرر، ونداء لأمة صامتة مستغرقة في سباتها، لا تعي تاريخها، ولا تأخذ منه العظة والعبرة، نجد أن رضوى عاشور استحضرت أحزانًا قديمة، وأثارت أوجاعًا حاضرة في الواقع، فأرادت الكتابة عن الماضي والحاضر، أو الكتابة عن الحاضر والواقع من خلال نبش أحداث الماضي واسترجاع أحداث التاريخ؛ لكي تثبت استمرارية الحدث، وتقدم لنا الوسيلة لمحاولة فهم واقعنا الذي نعيشه. جاءت رواية ثلاثية غرناطة؛ لتحمل رؤية فنية انصهرت في بوتقتها حقائق التاريخ بعناصر المتخيل الموضوعي؛ لتحكي مأساة العرب الموريسكيين «الذين فرضت عليهم الظروف أن يبقوا في الأندلس بعد أن عاشوا السقوط العربي فيها، وذلك منذ عام 1492 م، فترصد أحوالهم وحياتهم، وحياة أحفادهم من بعدهم، تلك التي امتدت حتى عام 1609 م، وهو العام الذي شهد طرد العرب منها بعد صدور قرار الأسبان بهذا الشأن.