الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

موسكو تتهم واشنطن بمساعدة الأكراد للاستقلال عن دمشق

موسكو تتهم واشنطن بمساعدة الأكراد للاستقلال عن دمشق
موسكو تتهم واشنطن بمساعدة الأكراد للاستقلال عن دمشق




فى خطوة شد جديدة بين الجانب الأمريكى والروسى فى سوريا اتهم رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليرى جيراسيموف الأربعاء الماضي، الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كردى مستقل عن دمشق شمال سوريا.
وقال جيراسيموف للملحقين العسكريين الأجانب: «الوضع شرقى الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقلة عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى بفيدرالية شمال سوريا الديمقراطية»
وذكر أن «الأمريكيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية».
وقال جيراسيموف، إن مسلحى «داعش» متواجدون فى شرق الفرات فقط، فى المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، مضيفا: «فى ديسمبر من العام الماضى انتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات فى سوريا. وفى الوقت الحالى يتواجد مسلحو «داعش» فى شرق الفرات فقط، فى المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، فى حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة «جبهة النصرة» داخل منطقة وقف التصعيد فى إدلب».
مؤكدا أن الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» بدأت بالنشاط وتوسيع مناطق نفوذها شرق الفرات.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد جددت «تحالف واشنطن» مع قوات سوريا الديمقراطية لمدة عامين على الرغم من تأكيد الحكومة السورية بأن وجهتها ستكون شرق الفرات بعد السيطرة على محافظة إدلب.
وينص العقد على تأسيس برنامج كامل لـ«التحالف» ويوّصف آلية تطبيقه على أن يتم تجديده كل عامين.
يذكر أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أكد خلال مؤتمر صحفى مع نظيره العراقى إبراهيم الجعفرى فى 15 أكتوبر من العام الجارى أن شرق الفرات هى الوجهة التى سيتقدم إليها الجيش السورى وذلك بعد القضاء على الجماعات المسلحة المتواجدة فى محافظة إدلب وإعادتها لحضن الدولة تاركاً الأمر سواء للعشائر والأكراد أن يقرروا ماذا يريدون فى المستقبل.
ليس هذا فقط وإنما، قال الكولونيل شون رايان، المتحدث باسم التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة إن القوات الأمريكية تعتزم إقامة نقاط مراقبة فى شمال سوريا «لمنع مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية» داعش من الفرار من وسط وادى نهر الفرات إلى تركيا الواقعة شمال البلاد» وذلك بحسب ما ذكره الموقع الإلكترونى لوزارة الدفاع الأمريكية.
إلا أن تركيا أعلنت رفضها لذلك، حيث قال وزير الدفاع التركى خلوصى أكار، إنه يجب على واشنطن إنهاء علاقتها بوحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستانى، والتخلى عن نقاط المراقبة شمالى سوريا.
وحول الأهداف الأمريكية من محاولة إنشاء كيان كردى مستقل عن دمشق شمال سوريا، استبعد محللون سياسيون سوريون أن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق نموذج إقليم كردستان العراق فى المناطق التى يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطى الجناح السياسى لوحدات الحماية الكردية، فى شمال، وشمال شرق سوريا.
وكان المبعوث الأمريكى إلى سوريا جيمس جيفرى قد لمح بعد اجتماع لدول «المجموعة الصغيرة»، التى تضم ممثلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن ومصر، إلى احتمال تطبيق واشنطن «نموذج شمال العراق» فى إشارة إلى إقليم كردستان العراق، فى شمال شرق سوريا.
وفى هذا الصدد استبعد الناطق الرسمى باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، أن تسعى أمريكا فى الوقت الراهن لتطبيق إقليم كردستان العراق فى شمال سوريا، من خلال دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطى الكردستانى.
ووفق نظرية الأسعد فإن التحالف الأمريكى الكردى فى سوريا هو تحالف عسكرى خدماتى (بزنس) وليس سياسيا حيث تقوم بموجبه مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطى الكردستانى (الوحدات الكردية) بمحاربة الإرهاب على الأرض مقابل المال والدعم العسكرى والذخيرة وبعض الامتيازات الأخرى وليس بإعطائهم أرضا وجغرافيا ووطنا.
معتبرا أن «حلم قيام دولة كردية هى كذبة من قيادات تنظيم (بى كا كا) وحزب الاتحاد الديمقراطى لمناصريه من الأكراد لكى يلتفوا حوله ويقفوا معه، لأن عملهم الأساسى هو محاربة الثورة السورية والضغط على تركيا من خلال العمليات الإرهابية وتهريب الأسلحة لمناطق جنوب تركيا لإبقائها بحالة الدفاع عن النفس دون التدخل المباشر فى سوريا إرضاء لأمريكا وبعض الدول الأوربية والعربية، ممن يقدمون المساعدة لتنظيم (بى كا كا) للضغط على تركيا وليس حبا بهذا التنظيم».