«أمهات السبت» تتحدى قمع أردوغان وتواصل المظاهرات للأسبوع 715

انطلقت بالأمس مظاهرات «أمهات السبت» للأسبوع الـ715، وسط تهديدات عناصر الأمن، رافعين شعار «لن نستسلم» مطالبين بكشف حقيقة اختفاء ابنائهن، ومحاسبة رموز حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا الذين تورطوا فى تلك القضية. واعتقلت شرطة مكافحة الشغب أكثر من 20 شخصاً بينهم عشر أمهات، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات آخرين تحدوا حظراً على وقفة احتجاجية كان مخططاً لها السبت الماضى.
وتتجمع أسر النشطاء السياسيين الذين اختفوا فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى فى تركيا، وتعرف باسم «أمهات السبت»، كل يوم سبت منذ مايو 1995، فى وقفة احتجاجية رمزية، بوسط إسطنبول.
ونظم المتظاهرون مسيرة فى وقت مبكر يوم أمس إلى ساحة جلطة سراى فى منطقة التسوق بحى بايوغلو، لكن الشرطة أغلقت المنطقة المؤدية إلى جلطة سراى بعربات مدرعة بها مدافع مياه ودفعت المتظاهرين إلى الشوارع الجانبية.
طوابير الاعتقالات فى تركيا لا تعرف التوقف، وهو ما يتعرض له أيضا متعاطفون مع الداعية فتح الله جولن ليتجاوز عدد المعتقلين 80 ألفا منهم 18000 امرأة، ربات بيوت ومدرسات وطبيبات وغيرهن، والتى تعد أكبر موجة اعتقالات فى تركيا بعد عهد أتاتورك تتعرض لها جماعة إسلامية على يد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
 وبالأمس اعتقلت قوات الأمن التابعة لمديرية أمن أديامان خمسة أشخاص بينهم طبيبان وأكاديميان، خلال استماعهم لدرس دينى للداعية فتح الله جولن، ملهم حركة الخدمة، التى يتهمها الرئيس التركى بالوقوف وراء محاولة انقلاب 15 يوليو 2016، إذ وجهت لهم النيابة العامة فى مدينة أديامان الواقعة جنوب شرق تركيا تهم «الانتماء وإدارة تنظيم إرهابى».
ومن جانبها أصدرت الدائرة الثانية من محكمة الجنايات بمدينة أديامان حكما فى القضية بإدانة المتهمين. وتراوحت العقوبات بالسجن بين 4 سنوات وشهرين و12 عامًا و9 أشهر.
 وفى إطار الحملة الأمنية الواسعة المستمرة منذ عامين فى تركيا ضد العسكريين المشتبه بصلتهم بالمفكر الإسلامى  فتح الله جولن، اعتقلت السلطات التركية، العشرات من العسكريين بزعم صلتهم بحركة الخدمة.
وأصدرت النيابة العامة فى أنقرة أصدرت مذكرات توقيف بحق 87 من الجنود السابقين فى قيادة سلاح الجو، مشيرة إلى إخضاع 41 منهم للاستجواب فى الفترة الصباحية.
كما صدرت مذكرات توقيف بحق 41 من رجال الشرطة، يشتبه فى أنهم على علاقة بحركة الخدمة.
وكانت السلطات التركية قد أصدرت بالأمس، مذكرات توقيف بحق نحو 300 شخص من المشتبه بكونهم من أنصار جولن الذى تتهمه أنقره بتدبير محاولة انقلاب 2016 بينما ينفى ويطالب بتحقيق دولى.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة شنت السلطات حملة أمنية واسعة أسفرت عن اعتقال ما يزيد على 55 ألف شخص، وإقالة نحو 140 ألفا من وظائفهم المدنية والعسكرية.
يذكر أن الرئيس التركى وحكومة حزب العدالة والتنمية سرعان ما أعلن اتهام حركة الخدمة بالوقوف وراء محاولة انقلاب 15 يوليو 2016، دون الاستناد إلى تحقيقات أو أدلة مادية ملموسة؛ وأعلن أردوغان الحركة تنظيما إرهابيا، وبدأ حملة قمع كبيرة اعتقل خلالها الآلاف من أنصار الحركة.
ويشار إلى أن الداعية التركى المعارض فتح الله جولن غادر تركيا عام 1999 ويعيش فى ولاية بنسلفانيا منذ ذلك الحين.