الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«طفلة على ناصية».. رحلة بين الواقع والحلم

«طفلة على ناصية».. رحلة بين الواقع والحلم
«طفلة على ناصية».. رحلة بين الواقع والحلم




بين الواقع والحُلُم تختار الروائية نورا عبد الغنى عيتانى، الكتابة عن طفلةٌ تقفُ على ناصيةِ حُلُم، ترقبُ عالماً اغتال الطفولة بالحرب، ولأن الضحايا ليس لهم حق الاختيار أو الرفض، تكون الكتابة عنهم هى الممر الوحيد للتعبير عن تجربة اللجوء والشتات والفقد والبعد عن الوطن وتصوير المشاعر والمواقف منها.
تطلّ الروائية نورا عبد الغنى عيتانى على هذه المسألة الشائكة من على شرفة المخيمات، فترصد بروايتها «طفلةٌ على ناصيةِ حُلُم»، القدرة على التحمل والصمود والتكيف مع الواقع القاسي، هذا الواقع سوف يتحول مع الوقت إلى نوع من ممارسة المأساة، هى قصة طفلة غزّاوية فارقت الطفولة بعمر الستّ سنوات، قُتل أبيها أمام عينيها، وماتت أمها مضرجة بدمائها.
كان ذلك فى غزة ومنذ تلك اللحظة تغيرت حياتها، كبرت وصارت تبحث عن طفولاتٍ أخرى ترثى حالها، عن أحلامٍ تُدثّرها لتحيا بها حياة أخرى، فاختارت العمل فى مخيمات اللجوء للنازحين السوريين، وهناك فى مخيم الشتات، أصبحت ترى وجهها فى وجوه كلّ الأطفال. عادت إليها ذكريات الحرب، تحفر عميقاً فى الذاكرة، حتى صار الألم حقيقةً لا يتم فصله عن الواقع والحكاية.. الحكاية التى سوف تبدأ بكتابتها من قلب خيمتها.. علّها تولد طفلةً تزهر الأحلام معها من جديد.
«طفلةٌ على ناصيةِ حُلُم» تجربة روائية فريدة أقل ما يقال عنها إنها محاكمة روائية لصنّاع الحروب والعقيدة المغلقة والثقافة العدوانية.. ومكاشفةٌ إنسانية عن أحلام الطفولة حتى وإن كانت بين أزقة المخيمات.. إنها رواية ترفع الصوت عالياً أن أنقذوا الطفولة... وحققوا السلام.
وتقول الروائية نورا عبد الغنى عيتانى فى روايتها: «حملتُ حقيبتى وجئتُ إلى سهل البقاع، حيثُ المخيّمُ أرض منفى.. لأنّهم قالوا لى أن ثمة أطفال يرتعون هناك، يحملون الألم على كفٍّ وعلى كفّهم الأخرى حلم الطفولة البارد.. ومع أننى أعرفُ أنّ فى بلدى ملايين من أحلام الطفولة الملتاعةِ والباردة، كلَّ يومٍ تسحق وتُقتل دون أدنى اعتراض، إلاّ أننى فضّلتُ أن أغادره إلى مكانٍ أستطيعُ فيه أن أستعيد توازني، وأنسى الخلل، وأنسى كلّ شيءٍ بعد.. أنسى أبى، وأمى.. وأنساك.. أنسى غزّة، وأرضها التى لا تنفكّ عن التفكّكِ والترجرجِ تحتَ أقدامى ودمي، تحت جلدى وذاكرتى بدمٍ ساخن!.. أرضى التى ما أرادوا لها يوماً أن تكون أرضاً للسلام، صارت، كلّما اغتالوا فيها طفلاً، تعبقُ رغماً عنهم بشذا الطفولةِ والأحلام،.. وعلى الدنيا السلام!».