السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أردوغان يستعين بجميلات تركيا لترويج «حلم الخلافة» الكاذب

أردوغان يستعين بجميلات تركيا لترويج «حلم الخلافة» الكاذب
أردوغان يستعين بجميلات تركيا لترويج «حلم الخلافة» الكاذب




كتبت - سهير عبدالحميد وخلود عدنان


بالكذب والاحتيال وتزييف الحقائق.. يحاول أردوغان، أن ينتزع من الشعوب العربية انتصاراتها التى خلدتها كتب التراث، واستخدم فى ذلك القوة  الناعمة «الفن والدراما»، ومن خلال 12 عملا دراميا تركيا تاريخيا تهدف منح «آل عثمان» قيمة تاريخية «بالتزييف» وسيرة نضال «بالكذب».  بعضها  لدعم فكرة الخلافة والتمجيد فى تاريخ العثمانيين وأبرز هذه الاعمال   «كوت العمارة، السلطان عبد الحميد الثاني، السلطان محمد الفاتح، تحدث أيها البحر الأسود،هذا هو العثماني، أرض العثمانيين، فيلينتا مصطفى، قيامة ارطغرل».
أيضا «العهد، سلطان قلبي، على أجنحة طيور الحب، الملحمة الأخيرة».
فى المقابل هناك اثنان فقط رصدت سلبيات الإمبراطورية العثمانية «القرن العظيم، السلطانة كوسم»، وتعرض المسلسلان لهجوم وانتفاد حاد من أعضاء حزب العدالة والتنمية بوصفه تشويهًا لتاريخ الخلافة العثمانية وسلاطينها، ولكن سرعان ما انتشرا على الشاشات العربية خاصة «القرن العظيم.. أو حريم السلطان كما هو معروف عربيا.

 

عنوان المسلسل وتوقيت ظهوره يوضح الهدف منه، فقد عرض العمل على شاشات قناة «تى ار تي» التركية فى نفس توقيت العملية العسكرية التركية على شمال العراق بحجة قتال داعش وبدون إذن الحكومة العراقية، ولكن الهدف كان استهداف المقاتلين الأكراد.

 

 المسلسل الذى كان الهدف منه الترويج للخلافة العثمانية وأن العالم كله يتأمر على تركيا وكان المسلسل ويصور تركيا ضحية مؤامرات صهيونية.. رسائل المسلسل كانت سياسية بامتياز وجاء توقيت عرضه مع التعديلات الدستورية فى تركيا..  وحتى قناة الجزيرة القطرية حاولت الترويج للمسلسل باعتباره حقق نجاحا عالميا فى المشاهدة، ولكن الأتراك أنفسهم لم يكونوا مقبلين عليه وحل فى المتوسط بالمركز السادس  فى الحلقة الثانية وبحلول الحلقة 26 كان فى المركز 12 مما قضى على آمال الترويج له فى العالم العربي.

 

صاحب الحظ السيئ فى معادلة المسلسلات التاريخية التركية.. حيث كانت هناك محاولة سابقة له فى 2013 وتوقف بعد الحلقة الخامسة فقط بسبب معدلات المشاهدة المنخفضة كذلك كان الديكور فقير جدا مقارنة بمسلسل «حريم السلطان» الذى كان فى قمة شعبيته وقتها.. ووصل الأمر إلى أن بطل المسلسل محمد عاكف الأكورت أصيب بحالة اكتئاب نتيجة فشل المسلسل الذى تربع فى المكانة 52 فى نسب المشاهدة.

 

هو الأشهر بين تلك الأعمال وأخطرها أيضا لما يحويه من مغالطات وتزييف للتاريخ، ووجهت إليه حينها الكثير من الانتقادات والاتهامات بتزييف التاريخ، وطالبت بعض الجهات بحظر عرضه؛
وقد تعرض المسلسل للهجوم من قبل الشيعة وحزب الله، مطالبين بوقف عرضه بسبب احتوائه على الكثير من الأخطاء التاريخية؛ إذ وجد البعض بأن هناك مبالغة فى رسم شخصية «أرطغرل»، خاصة أنه ليس هناك ما يوثق لتلك الأحداث التى تضمنها المسلسل.

 

تطويع الأعمال الدرامية الفنية لخدمة أيديولوجيات الحزب الحاكم الفاشية وصورة رئيس تركيا، لم يتوقف عند حد الترويج لفكرة الخلافة وانما وصل لحد تتريك الإسلام وتجميل صورة المحتل بتزييف الحقائق. وما قامت به تلك الأعمال الدرامية من عملية  «غسيل مخ» لمجتمعنا العربي، وتجاهل جرائم العثمانيين عندما أرادوا بسط نفوذهم على القاهرة، إذ قتلوا خمسين ألف مصرى مسلم، ولا ننسى أيضا جرائمهم بحق ملايين الأرمن والأكراد ضحايا الخلافة الدموية.


 
مشاهد الدم والذبح مع ترديد شعائر الله والتكبير ونطق الشهادتين، اللحية الطويلة والملابس السوداء، بما يطابق ما نراه اليوم من أفعال داعش، وهذا هو الهدف الثالث من الأعمال الدرامية التركية التاريخية، والذى لا يقل خطورة عما سبقه.
حكومة أردوغان فتحت المجال رحبا أمام المخرجين والممثلين ذو خلفيات ومرجعيات إسلامية من خلال التليفزيون، بإنتاج قناة «تى ار تى» التركية الرسمية والتى تملك العرض الأول والحصرى لهذه الأعمال، والتى تحظى بدعم أردوغان وحكومته الذين زاروا ضريح «الشاه ارطغرل»، كما زارت زوجته وابنته موقع التصوير، كنوع من الدعاية للمسلسل، لما يراه فيه أردوغان من سرد للماضى بإسقاط على شخصه.

من جانبه طالب المخرج محمد فاضل بضرورة منع عرض الأعمال التركية والإبتعاد عن حجة السموات المفتوحة وأن ما يمنع على التليفزيون سيشاهده الجمهور على اليوتيوب فلابد أن نحمى مجتمعنا من أن يرى الأكاذيب على شاشاتنا.. وتابع فاضل قائلا : تركيا بدأت منذ وقت طويل لمخططاتها ولكن من خلال إنتاج مسلسلات تدعم سياساتها الاستعمارية  ومحاولة تشويه أى رموز وأتذكر وقت عرض مسلسل «سرايا عابدين « الذى حاول تشويه صورة لخديوى اسماعيل أن يتم عرض مسلسل «بوابة الحلوانى والذى أعتبره من روائع الدراما المصرية التاريخية قبل أن تخرج علينا تركيا بأعمالها التى تزيف الحقائق من خلالها فدورنا فى هذا الوقت منع عرض الدراما التركية حتى لا نحقق غرضهم ومن جانب اخر نعيد عرض مسلسلاتنا التاريخية لنوضح لهم مدى عظمة الدراما المصرية التى كان لها الريادة أما الناقد طارق الشناوى فيرى أن فكرة الترويج لعودة الخلافة العثمانية من خلال الدراما التركية شيء صعب  فهم يسطيعون تزييف التاريخ لكن لن يستطيعوا أن يعيدوا الخلافة العثمانية  ويحكموا الوطن العربى.
أتذكر فى هذا الأمر وقعتين الأول عند إذاعة اغنية قديمة وهى «يا مصطفى يا مصطفى « وقتها نجيب محفوظ كان مسئولا عن الرقابة حيث طالب البعض بمنع عرضها لأن كلماتها تلمح لعودة مصطفى النحاس للوزارة بعد مرور 7 سنوات على ثورة يوليو أما الواقعة الثانية وهى عرض مسلسل «الملك فاروق « فهل طالبنا بعودة الملكية  الناقد محمود قاسم يؤكد أن تاريخ تركيا مليء بالعنف والدم والقهر وإذا كانوا دخلوا التاريخ فكان من بوابة الدم والعنف وهذا يفسر تصدر ذلك فى مسلسلاتهم التى لا تقل عن فى بشاعتها عن الأفكار الداعشية  وأشار قاسم الى أن الأعمال التركية تبث تضع السم فى العسل فهم يحاولون جذب المشاهد بجمال الصورة وبعض قصص الحب وفى المقابل يبثون رسائلهم وخططهم السياسية فى هذه الأعمال فعندما جاء اردوغان صار عكس سياسة اتاتورك الذى نادى لدولة مدنية اما اردوغان فجاء من حزب دينى والاخوان يساعدونه فى تنفيذ سياساته لهدم الدول العربية.

قنوات عربية تروج للدراما التركية

فى الوقت الذى توقفت فيه القنوات المصرية بقرار حظر عرض الدراما التركية مازالت هناك الكثير من القنوات العربية تصر على عرضها وبانتظام وتضع على خريطتها اليومية عددا من المسلسلات ابرزها قناة زى الوان  وقناة روتانا دراما اللتان تعرضان بشكل يومى مسلسلا تركيا بحلقات مجمعة وتركز أكثر على المسلسلات ذات الطابع الرومانسى، وهناك عدد من القنوات الجزئرية تعرض المسلسلات التركية سواء التاريخية أو الرومانسية أبرزها  قناة الشرق الجزائرية  التى تعرض حاليا المسلسل التاريخى «قيامة ارطغرل» و«زهرة القصر»، كذلك قناة النهار والفجر والجزائرية ون «وهناك قناة «LDC» «اللبنانية بجانب عدد من القنوات القطرية أبرزها قناة «قطر تى فى».