الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر تحقق آمال «القارة السمراء»

مصر تحقق آمال «القارة السمراء»
مصر تحقق آمال «القارة السمراء»




فى خطوة مهمة لزيادة التكامل الاقتصادى بين دول القارة السمراء، انطلقت أمس فعاليات المعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية، والذى يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وينظمه البنك الإفريقى للاستيراد والتصدير، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، وهيئة تنمية الصادرات، حتى 17 ديسمبر الجارى، بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية، ورؤساء وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية، وعدد من الوزراء.
من جانبه ألقى د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، كلمة نيابة عن الرئيس السيسى، خلال افتتاح هذا الحدث الهام الأول من نوعه فى القارة الإفريقية، استهلها بالإعراب عن تقديره للوفود المشاركة فى المعرض الأول للتجارة البينية الإفريقية الذى يأتى عقب محطة مهمة فى مسيرة العمل الإفريقى المشترك، ألا وهى منتدى إفريقيا 2018 بمدينة السلام شرم الشيخ
وهذا بالتزامن مع المؤتمر السابع لوزراء التجارة الأفارقة، والذى سيشهد مناقشة أحد أهم الاتفاقات على الساحة الاقتصادية الدولية، «اتفاقية التجارة الحرة بالقارة الإفريقية»، والتى تعد دون شك إنجازًا حقيقيًا على صعيد الجهود الحثيثة نحو التكامل الإفريقى.
كما تقدم بالشكر للاتحاد الإفريقى، والبنك الإفريقى للتصدير والاستيراد، على الجهد المبذول لإنجاح هذا المعرض وغيره من الفعاليات الإفريقية المهمة، بجانب سعيه الدائم لتحقيق التكامل بين دول القارة، مؤكدًا أن هذا المعرض يأتى كخطوة مهمة فى مسيرة دعم جهود التكامل الاقتصادى الإفريقى، خاصةً فى ضوء الإنجاز المحقق فى مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، والتى ستدخل حيز النفاذ فى القريب العاجل، لتساعد دول القارة على تحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفعة بعد إزالة العوائق الجمركية أمام حركة التجارة البينية، وتسهيل حركة عناصر الإنتاج، فضلاً عن زيادة معدلات النمو الصناعى وتحقيق التنمية التكنولوجية، مما يساعد على تعزيز تنافسية المنتج الإفريقى على الصعيدين الإقليمى والدولى.
وأضاف مدبولى أن المعرض يأتى لنقل رسالة إلى العالم بأن إفريقيا مستعدة وترحب بالتعاون على جميع الأصعدة الاقتصادية، التجارى منها والاستثمارى، حيث أصبحت القارة الإفريقية محط اهتمام متزايد من قبل العالم أجمع كوجهة للأعمال، لاسيما بعدما استطاعت العديد من دول القارة قطع شوط طويل فى تحديث بنيتها الاقتصادية والتشريعية حتى تستطيع اللحاق بركاب متطلبات التنمية والاستثمار، وذلك فضلاً عن تعدد أطر التعاون الاقتصادى بين الدول الإفريقية وشركائها فى التنمية، الأمر الذى يشجع مجتمع الأعمال الدولى على التوجه لإفريقيا.
وقال رئيس الوزراء: «لقد تجاوزت معدلات نمو العديد من بلداننا متوسط النمو العالمى خلال السنوات الأخيرة، وذلك رغم الأزمات المتلاحقة التى عصفت بالاقتصاد الدولى خلال السنوات الماضية، فقد تضمنت قائمة الدول ذات الاقتصاديات الأسرع نموًا فى العالم العديد من الدول الإفريقية».
وتابع: «أننا على ثقة بأنه لا يمكن إغفال أهمية محور تنمية القدرات البشرية فى عملنا المشترك، من أجل اعتلاء قارتنا المكانة التى تليق بها، فضلاً عن الاهتمام بالشباب الإفريقى عماد القارة وأساس مستقبلها وذلك من خلال الطريق الأوحد، ألا وهو التعليم، مما يتيح لشبابنا اكتساب المهارات اللازمة للانخراط بكفاءة فى سوق العمل، ومن ثم دفع معدلات النمو لقارتنا، والتحول إلى مجتمعات المعرفة من خلال تطوير مجالات البحث والابتكار كركيزة أساسية للانطلاق إلى المستقبل، واتصالاً بذلك يأتى حرص مصر على مواصلة دورها النشط فى تطوير القدرات المؤسسية والبشرية الإفريقية لاسيما الكوادر الشابة».
وأعرب مدبولى، عن فخره بما تحققه مصر على صعيد تفعيل مبادئ التعاون والتكامل الإفريقى، حيث تسارعت الشركات المصرية إلى الاستثمار فى الأسواق الإفريقية، حتى تجاوز حجم استثماراتنا فى دول القارة 8 مليارات دولار، مما ساهم فى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، خاصةً فى قطاعات التشييد والبنية التحتية والطاقة والتعدين والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما وصل حجم تجارة مصر مع أشقائها الأفارقة إلى 5 مليارات دولار تقريبًا، وتستهدف مضاعفتها خلال الأعوام الخمسة المقبلة، بأمل أن تصب تلك الجهود بفاعلية لصالح مضاعفة التجارة البينية الإفريقية.
وأوضح رئيس الوزراء أن تنظيم هذا الحدث يأتى اتصالاً بالتزامات مصر بتحقيق آمال شعوب القارة الإفريقية، والمنصوص عليها بأجندة إفريقيا 2063، والتى قامت دول القارة بإقرارها جميعًا كرؤية إفريقية لتحقيق التنمية الشاملة والتى تعد التجارة البينية من أهم دعائمها، والتى من شأنها دون شك تعزيز مكانة إفريقيا فى الاقتصاد العالمى.
ودعا مدبولى الأشقاء فى القارة الإفريقية ومجتمعى الأعمال الإفريقى والدولى وشركاء التنمية، إلى وضع اللبنات الأولى لإطلاق المشروعات والمبادرات التنموية، وفقًا لإطار يراعى التوازن المطلوب بين طموحنا لبناء قارتنا الإفريقية، وبين تطلع شركاء التنمية إلى حوافز وعوائد تفتح آفاقًا أرحب لمزيد من الاستثمارات وتدفقات رءوس الأموال.
وشدد مدبولى على أن مصر حرصت عند استضافتها لهذا المعرض على أن يكون بمثابة ملتقى للحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصالح من داخل القارة وخارجها، وتم وضع برنامجه بعناية وفق رؤية واضحة تتمثل فى عرض السلع والخدمات واستكشاف الفرص فى بلادنا، وليكون كذلك بمثابة سوق قارى يجتمع فيه مجتمع الأعمال الدولى للتعرف على قدرات إفريقيا الحقيقية، وذلك فضلاً عن تبادل المعلومات الحيوية وتحديد الحلول الأنسب لمواجهة التحديات التى تؤثر على التجارة البينية الإفريقية، مضيفًا: «عدد المشاركين بهذا المعرض من عارضين وزائرين يعد أبلغ دليل على حاجاتنا الماسة للتكامل فيما بيننا، حيث تعدى عدد المشاركين 1000 عارض تقريبًا من أكثر من 35 دولة من جميع أنحاء العالم».
وفى الختام قال رئيس الوزراء: «إنه لشرف لمصر توليها رئاسة الاتحاد الإفريقى مطلع العام المقبل فى دورته الثانية والثلاثين، ونأمل من خلالها استكمال مسيرتنا فى دعم القضايا الإفريقية، خاصةً تنمية التجارة البينية بين دول القارة، كما نأمل من خلال رئاستنا لتلك الدورة تحقيق كل ما نصبو إليه نحن الأفارقة»، متابعًا: «ختامًا أتوجه إليكم بخالص الشكر على مشاركتكم الكريمة فى هذا المعرض، وكل التقدير إلى كل من ساهم فى تنظيمه، ويحدونى الأمل فى أن تخلص أعماله إلى ما نتطلع إليه من آمال وطموحات، وأن يكون المعرض خطوة مهمة ومحورية لتحقيق آمال شعوبنا من تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة وحياة كريمة لمواطنينا والأجيال المقبلة».