الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«أسرة القلم» بالزرقاء تناقش رواية «قاع البلد» لصبحى فحماوى

«أسرة القلم» بالزرقاء تناقش رواية «قاع البلد» لصبحى فحماوى
«أسرة القلم» بالزرقاء تناقش رواية «قاع البلد» لصبحى فحماوى




 عقدت أسرة القلم فى  مدينة الزرقاء الأردنية ندوة  لمناقشة رواية «قاع البلد»  والتى تعد العاشرة لصبحى فحماوى  أدارها الدكتور القاص عيسى حداد، تحدث الروائى والناقد إبراهيم الفقيه، فقال: إن الروائى صبحى فحماوى منذ روايته الأولى «عذبة» مرورًا بروايات «حرمتان ومحرم» و«الحب فى زمن العولمة» و«قصة عشق كنعانية» و«الإسكندرية 2050» و«سروال بلقيس» و«صديقتى اليهودية»، «الأرملة السوداء» و«على باب الهوى» وحتى روايته العاشرة «قاع البلد» بالإضافة إلى مجموعاته القصصية الثمانية، ومسرحياته ومشاهده المسرحية السبع، وكتبه النقدية وما كتب عنه من دراسات حققت لباحثيها درجة الماجستير والدكتوراه، استطاع بكتبه الثلاثة والثلاثين ولوج عالم الرواية بخطى واثقة، فجاءت أعماله متميزة قوية الإبداع تكشف قتامة الواقع المرئى والهواجس المنشودة، فرسم لنا معادلة قائمة بين الواقع والمُخيّلة الروائية، إذ حملت أعماله الروائية السابقة المواجهة والمكاشفة بجرأة وبدون تزييف ومبالغة، حتى أصبح فى مصاف كبار الروائيين العرب.
ومع أن سنوات طويلة مرت على تلك الأحداث، إلا أن سارد الرواية «سامى الناظر» يخبرنا بصراحة متناهية كيف جمع تلك المعلومات  المتعلقة بشخصية الرواية الرئيسية «الهربيد» محور الحديث، وذلك أثناء دراسة السارد سامى  الناظر الطب فى جامعة  الأزهر فى عام 1968، إلى أن جاء الوقت، ويقرُّ بما كاد  يُفجِّرُ مكنونات صدره من عالم معذب، وذلك بسرد روائى  مدهش لسيرة ذلك «الهربيد»، الذى طحنته ظروف النكسة وقتلت أباه وشتت أغنامهم وحكى أن أمه تبددت  فى سراب  الصحراء، فواصل عيشه  فى الشتات  فى قاع البلد، عمان، إلى أن  تمكن من اختراق الحدود والعودة إلى فلسطين بعملية فدائية استشهد فيها رفاقه، بينما تم الإفراج عنه بعد سجنه سبع سنوات، بعملية تبادل أسرى، فحقق العودة إلى فلسطين  كما أراد.
 فى حين قال الناقد الروائى بكر السباتين: إن «قاع البلد» رواية كتبت بلغة مفعمة بالحياة، وبأسلوب سردى متعدد المستويات، تخللتها صور شعرية جميلة وظفت دون إسراف.. فاعتبرت منجزًا أدبيًا يستحق الاهتمام، بل أدعو لتقديمها إلى السينما لأنها تحمل الكثير من القضايا فى طياتها، وتعالج معوقات التغيير نحو الأفضل، والأهم أنها تصور واقع النكسة فى فلسطين وما تلاها من تداعيات على المستوى العربي، بدأت  بهزيمة العقل العربى أمام الذات التى نكست هامتها بعد نكسة حزيران، ثم الانتصار بعد ذلك فى معركة الكرامة التى أعادت للعقل العربى بعض ثقته بنفسه ووضعت المهزومين على طريق التغيير.
وتحدث صبحى فحماوى حول روايته فقال إنها تصور حيوات الناس فى قاع البلد- عمان- فى عام 1968، بما فيها من مهجرين مطحونين بانكسار الذات التى تعيش عذابات لقمة الخبز، وسوق البالة للملابس المستعملة، وتعالقات الفقراء والمعوزين الشرفاء، الذين كانوا يواصلون حيواتهم بكل معاناتها منتصبى القامات، مع ما يختلط بهذا القاع من المعدمين والسكارى والساقطات وبائعى المخدرات وتجارة الدم لبيعه للمرضى.
وتتحدث عن الفدائيين الفلسطينيين الأردنيين العرب الذين بعد انتصارهم فى معركة الكرامة المظفرة  بتلاحم الجيش الأردنى الباسل مع المقاومة ضد العدو الإسرائيلى الذى اقتحم منطقة الكرامة فى غور الأردن، فكان هاجس معظمهم تحرير فلسطين، رغم دس بعض الخارجين على عرف الثورة، الذين  حسب الرواية من المفروض أن يكونوا فى مواقعهم خارج المدن والمساكن الأهلية، ولكن بعض الدول العربية أرسلت فصائل تمثل دولها وليس شعوبها، فتمت  تغذية  التنافس بين الفصائل ثم التصادم أحيانًا.
وأضاف فحماوي: إن الرواية غاصت بالقصص والحكايات  التى رصدها المؤلف عبر السارد سامى الناظر طالب الطب فى جامعة الأزهر، وفيها سيل من المعلومات التى ذكر أنه بهذا الأسلوب يرسخ  «الرواية المعلوماتية»  كان مبتدأها بسطور من قصيدة الشاعر حيدر محمود:
 أيوب لم يصبر كما يتوهم الحكماء عن جُبن،
ولكن السوافى سلّمته إلى السوافى،
فى ظهره مليون سكين،
وفى رئتيه آبار من السم الزعاف.
وسطر من قصيدة الشاعر مصطفى وهبى التل «عرار» الذى قال:
بعضهم يشرب للسُّكْر ولكن، بعضهم يشرب يا شيخ ليصحو.
وكانت الأمسية بحضور رئيس نادى أسرة القلم الأستاذ مقبل المومنى، وجميع أعضاء إدارة النادي، وحشد من القراء والكتاب.