الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

والدة الشهيد رقيب متطوع محمود السيد عبدالفتاح ابنى البطل ادرج فى قائمة الشرف الوطنى

والدة الشهيد رقيب متطوع محمود السيد عبدالفتاح  ابنى البطل ادرج فى قائمة الشرف الوطنى
والدة الشهيد رقيب متطوع محمود السيد عبدالفتاح ابنى البطل ادرج فى قائمة الشرف الوطنى




عشق تراب الوطن وتمنى أن يكون خادمًا له، لذا قرر أن يتطوع فى القوات المسلحة أسوة بوالده الذى غرس فيه حب الانتماء والفداء، فبعد أن أنهى دراسته أصر أن يكون ضمن كتيبة الجيش متطوعًا بالرغم من مخاوف أمه التى أكدت أن قلبها كاد ينخلع من مكانه بعد إصرار ابنها محمود السيد البقاش ابن ميت أبوخالد ميت غمر  دقهلية وشهيد قوات الدفاع الجوى دفعة  146معهد ضباط صف.


ضابط صف من قوات الدفاع الجوى من قوة الكتيبة 387 مدفعية مضادة للطائرات وكان متخصصاً فى العمل علي المدفع 14٫5 بوصة، استشهد بطلاً وغدراً فى هجوم ارهابى مسلح على حافلة اجازات الوحدة بطريق الجدى بشمال سيناء فى 26/1/2014.. اقيمت للشهيد جنازة مهيبة ودفن فى مسقط رأسه فى ميت غمر محافظة الدقهلية وأطلق اسمه على احد مدارس قرية ميت أبوخالد التابعة لمركز ميت غمر وقد ادرج البطل الشهيد فى قائمة الشرف الوطنى- باب القوات المسلحة فى 12/9/2018 بعد منح أسمه قلاده تاميكوم من الطبقة الفضية.
فى السطور المقبلة تروى لنا صفاء صلاح الدين والدة الشهيد عن صفات  ابنها وكيف  كان بارًا بها وبجدته لوالده والتى حصلت على  لقب الأم المثالية لأمهات الجيش الثالث الميدانى عام ٢٠٠٤.
ماذا عن بطلنا في حياته؟
ولد يوم ١٥ مايو ١٩٩٥ بميت غمر دقهلية بقرية ميت أبو خالد، ابنى البكرى ضى عينى أول فرحتى سندى فى دنيتى، كان هادئ الطباع مطيعًا بارًا بوالديه محبًا لإخوته وللجميع لا يبخل بأى مساعدة لجيرانه وأصدقائه حافظًا للقرآن محافظًا على صلاته صوامًا قوامًا ملازمًا للمسجد يقوم بتنظيفه سرًا ابتغاء وجه الله.
التحق الشهيد بمدرسة ابن عنان الابتدائية ثم التحق بمدرسة محمد الغمراوى الإعدادية ثم التحق بمدرسة التجارة الثانوية، وفِى السنة الأولى أصر على أن يتطوع بالشهادة الإعدادية وأن يلتحق بالقوات المسلحة أسوة بوالده الذى أمضى ٢٠ عامًا متطوعًا بالقوات المسلحة حتى وصل لرتبة ملازم متقاعد، فكان والده دائمًا يزرع فيه حب الوطن وقيمة التضحية للدفاع عن تراب مصر.
وكان لدى تخوف فانقبض قلبى فى أول يوم له أثناء التقديم وانهرت من البكاء ولا أعلم السبب الحقيقى لذلك وكأننى أشعر بأن فلذة كبدى سوف يفارقنى.
وبالفعل تم قبول ابنى، وبعد فترة التدريب وحصوله على فرقة الصاعقة انضم لوحدته الأساسية بسيناء بالجيش الثالث الميدانى  وكان عمله تأمين الحدود ينتقل من كمين لكمين على حسب طبيعة عمله وتم ترشيحه لفريق الرماية بقيادة الفرقة ٢٣ مشاة وكانت لديه مهارات خاصة  فى تصويب الهدف مما جعل وحدته تحصل على المركز الأول على مستوى الفرق ثم تمت ترقيته ليكون مساعد تعليم لوحدته وبالرغم من صغر سنه ابن الـ ١٩ عامًا فإنه كان مثالًا حسنًا يحتذى به زملاؤه  محبوبًا من رؤسائه.
كان نفسى أفرح بابنى فقد قمنا ببناء منزل على قيراط من الأرض استعدادًا لزواجه  وعندما كنت اطلب منه مباشرة عمال البناء فينظر إلىّ مبتسمًا «أنا مش هاسكن هنا»، وكأنه يشعر بأن سكنه  فى مكان آخر, لافتة إلى أنه كان زاهدًا فى الدنيا لا يريد شيئًا من الدنيا فكل راتبه يعطينى إياه لتدبير شئون إخوته والمنزل, فكان السند والضهر ابنى راجل من يومه يتحمل المسئولية.
وعندما طلبت منه التقدم لخطبة إحدى الفتيات  فقال لى اختارى أنت من تحبين فأنا أثق باختيارك يا أمى  فكل ما أتمناه رضاك أنت ووالدى.
وكانت تربطه بجدته لأبيه المسنة علاقة وطيدة،  فكان سرها  وكان يساندها فى مرضها المزمن وتعلم منها الصمود والقوة وحصلت على  لقب الأم المثالية لأمهات الجيش الثالث الميدانى عام ٢٠٠٤.
وتتذكر الأم المكلومة اللحظات الأخيرة التى عاشتها معه قبل استشهاده، كان ابنى شارد الذهن وقام بزيارة جميع الأقارب وكأنه يودعهم للمرة الأخيرة وعندما علم بمرضى كان يتصل بى للاطمئنان علىّ ويذكرنى بميعاد الدواء.
ويلتقط خيط الحديث السيد البقاش والد الشهيد بقوله: ابنى كان يشعر بأنه سيُصبِح شهيدًا فقبل ارتقائه بأيام أعطانى ألبومًا من الصور خاصًا به فتعجبت لأن ابنى لا يحب التصوير ولا يحتفظ بأى صورة فقال لى «الصور دى  للذكرى عشان تفتكرنى» ومن المفارقات أيضًا  أنه فى إجازته الأخيرة كانت قبيل الانتخابات فذهب ليدلى بصوته مع أحد أصدقائه فأكد أن عينيه كانتا صوب اسم المدرسة ميت أبو خالد الإعدادية والتى سُميت بعد ذلك باسمه  وكأنه يتمنى أن تسطر  بطولته وذكراه.
كان دائمًا ابنى يروى لى بطولات الضباط وزملائه للدفاع عن أرض سيناء وكيف أنهم لا يفكرون فى أنفسهم  بالرغم من خطورة المكان إلا أن إيمانه كان أكبر من أى خوف، حيث إن الظروف العصيبة التى تمر بها مصر تحتاج لجميع السواعد من أبنائها.
ويوضح  والد الشهيد أن ابنه ذهب لمقر عمله بسيناء على أن يعود بعدها بأيام وعندما تأخر عن الموعد قمت بإجراء اتصالات فاطمئننت عليه وبعدها بأيام تم إبلاغى باستشهاده إثر هجوم مسلح أثناء استقلالهم أتوبيس مأموريات اللواء ١١٦ مشاة بأم خشيب على بعد ٢٠ كيلومترًا من هذه المنطقة، فأصيب بطلق نارى بفخده وقطع بشريان القلب مما أدى لنزيف داخلى أدى لاستشهاده فى الحال ناطقًا الشهادة كما استشهد اثنان من زملائه وإصابة ١١ آخرين.
وأضاف والد الشهيد أن صديق ابنى ويدعى محمد وأحد الناجين  من الهجوم  وأثناء زيارته لنا تمنى أن يلحق بالشهيد وبالفعل استشهد بعدها بعام وكانت هناك صورة تجمعهما «شهيد  يحضن شهيد» الشهيد محمود البقاش ابن ميت أبوخالد ميت غمر دقهلية يحضن الشهيد البطل محمد على ابن الطبية الزقازيق شرقية.