السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يهود تونس بين النبذ والمواطنة فى «جويف»

يهود تونس بين النبذ والمواطنة فى «جويف»
يهود تونس بين النبذ والمواطنة فى «جويف»




كانت من ضمن التجارب المسرحية المميزة المشاركة ضمن فعاليات المسابقة الرسمية لأيام قرطاج فى دورته العشرين عرض «جويف» للمخرج حمادى الوهابى الذى استعرض فيه حمادى بجرأة وتناول فنى رفيع وضع اليهود فى تونس خاصة بعد اندلاع الثورة التونسية فى 2011 والتى واجه اليهود على إثرها اشكالا متعددة من الاضطهاد والعنف بسبب انتشار الفكر المتطرف.

يتناول العرض حكاية مجموعة من اليهود يعيشون فى تونس يأتى إليهم ميمون ليحاول إقناع المجموعة بالرحيل إلى اسرائيل لأن الوضع غير آمن إلا أن دليلة الفتاة اليهودية الثائرة ذات النزعة الوطنية تعارضه وتتمسك بالبقاء فى تونس رغم المضايقات التى يتعرض لها اليهود أحيانا.
فى مشهد ضبابى امتلأت به قاعة المسرح منذ بداية دخول الجمهور حيث صنع المخرج هالة من الضباب بالإضاءة التى كانت عنصرا فاعلا وشديد الإيحاء والتميز بهذا العمل  نفذت بحرفة فنية عالية منذ بدء العرض وحتى نهايته وكأنك تشاهد يهود تونس من وراء هذا الضباب فهم فى وضع ضبابى غير مرئى لا يعملون ماذا ستفعل بهم الأيام والسياسة والظروف إيحاء ذكى غلف به المخرج عمله المسرحي، فبين هذا الضباب يستعرض العمل وضع اليهود فى تونس الذى أصبح غير مستقر بينما يتمسك بعضهم بجنسيتهم التونسية معلنين أنهم مواطنون وليسوا صهاينة، وبالتالى ينتصر العمل للتسامح والتعايش فى ظل الاختلاف برغم بعض الدعوات العنيفة ضدهم.
قدم المخرج قضية حساسة فى قالب مسرحى جمع فيه بين الكوميديا والألم وتميز الممثلون بأداء أدوارهم جميعا على أكمل وجه خاصة من لعب شخصية ميمون اليهودى القادم من إسرائيل، وكذلك من لعبت دور الابنة والجدة استطاعوا هؤلاء بمهارة عالية مع مخرج العرض نقل الوضع الضبابى والشكل الاجتماعى الذى يعيش عليه يهود تونس خلال هذه الفترة مع انتشار دعوات التهجير والعنف ضدهم، شارك فى بطولة العرض حسام الغريبي، فاتحة المهدوى، فاتن بلحاج عمر، محمد السايح عويشاوى، يسر عياد، وهيبة العيدى.