الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أمم 2019 تحديات لمصر وإنقاذ لإفريقيا

أمم 2019 تحديات لمصر وإنقاذ لإفريقيا
أمم 2019 تحديات لمصر وإنقاذ لإفريقيا




بات إعلان مصر مستضيف لبطولة الأمم الإفريقية المقبلة فى يونيو 2019، مسألة وقت، لا أكثر، حيث يترقب العالم اسم البلد بفارغ الصبر، والمنتظر كشفه فى 9 يناير المقبل، بعد أن شهدت أجواء أول بطولة قارية للمنتخبات فى عهد رئيس الاتحاد الإفريقى الجديد لكرة القدم (كاف) أحمد أحمد ظروف غير طبيعية، بداية من سحب التنظيم من الكاميرون، ومرورًا بإسنادها إلى المغرب، قبل أن تغير موقفها بشكل مفاجئ، ليفتح باب التقدم وتنحصر فى ساعات المنافسة بين مصر وجنوب إفريقيا الأجهز من حيث المنشآت والملاعب والفنادق وغيرها، إلا أن تحولًا مثيرًا فى ملف جنوب إفريقيا بتقدمها دون خطاب الإقرار الحكومى الملزم ضمن أوراق الطلب، ليفقد الملف قيمته وأهميته وربما رسميته، كونه شرط أساسى فى الاختيار، وهو ما حرصت مصر على عمله بشكل رسمى وسليم، لتصبح هى الأجهز والأكثر التزاما بالشروط.
بخلاف الرسميات، قضى أحمد أحمد خلال أيام إدارة الأزمة أوقاتًا فى حضن مصر، حيث اصطحبه رئيس اتحاد الكرة المصرى، وعضو المكتب التنفيذى بالاتحاد الدولى (فيفا) هانى أبوريدة إلى شرم الشيخ لحضور فعاليات الأدوار الختامية من بطولة الأمم الإفريقية للكرة الشاطئية، وخلال اللقاءات المتعددة بينهما تم رسم كل الاحتمالات، حيث أبدى أحمد أحمد تمسكه بإقامة البطولة فى مصر دون غيرها، لأسباب كثيرة ومعلومة للجميع، أهمها تاريخيًا أن مصر هى ملاذ القارة السمراء دائمًا وعبر التاريخ، وتحظى بثقة الجميع، كما أنها مؤسس الاتحاد الإفريقى، ولم تنظم الحدث من آخر بطولة فى 2006، والأهم أنها صاحبة البصمة الأقوى والأوضح فى مساندة أحمد أحمد ضد منافسه العتيد فى الانتخابات الأخيرة العملاق التاريخى الكاميرونى عيسى حياتو، حيث نجح أحمد فى إزاحته بشكل مفاجئ رغم فارق التاريخ بينهما، وفور إعلان نتيجة فوز أحمد أحمد برئاسة الكاف فى مارس 2017، خرجت تقارير تؤكد انتقام رئيس الكاف الجديد من سلفه حياتو بإقصاء بلاده من تنظيم بطولة 2019، لتكشف مرور الأيام حقيقة السحب، دون معرفة الأسباب الحقيقة، بخلاف المعلن أن الكاميرون لم تفى بالوعود التى قطعتها على نفسها من حيث استعدادات الملاعب والبنية التحتية لاستقبال الحدث.
تبقى أهم أسباب أحمد أحمد فى إسناد البطولة لمصر، أنها الأجدر على التنظيم فى أصعب الظروف، حيث تشكل البطولة المقبلة تحد خاص لأحمد أحمد وإفريقيا بشكل عام، كونها الأولى لرئيس الكاف الجديد، والأولى فى القفز من 16 إلى 24 منتخبًا، مقسمة على 6 مجموعات، فضلا عن أنها الأولى من حيث زمانها الجديد، حيث اعتادت البطولة على الإقامة فى يناير وأوائل فبراير، وبسبب هذا التوقيت دخل عيسى حياتو فى أزمات وحروب كلامية مع الأندية الأوروبية، نظرًا لتزامن إقامتها مع مباريات الدورى فى القارة العجوز، ليحرم حياتو بتصميمه الأندية الأوروبية من لاعبيها الأفارقة لأكثر من شهر كامل، إلا أن تمرد أحمد أحمد على نظام وخطط عيسى حياتو أزال ونسف جزءًا كبيرًا من الأزمة بقراره بإقامة البطولة فى يونيو، الأمر الذى سيزيد الأعباء أكثر على الكرة المصرية، بعد أن قرر أيضا رئيس الكاف تعديل مواعيد بطولتى دورى الأبطال والكونفيدرالية للأندية، لتنشغل الأندية بضغط المباريات المحلية والقارية وكذلك الإقليمية وأبرزها البطولة العربية التى شهدت انفراجة مؤخرًا بخروج الأهلى والزمالك والإسماعيلى ليبقى الاتحاد السكندرى فى البطولة وحيدًا، ليضطر عامر حسين رئيس لجنة المسابقات لإعادة تنظيم المسابقات الداخلية، بهدف إتاحة الفرصة لاستقبال البطولة، حيث سبق وقال: إن أجندته تهدف إلى إنهاء الدورى فى أغسطس لتتغير معالم الأجندة، وهو ما نقله هانى أبوريدة لعامر حسين بحرص شديد والذى طالبه بالاستعداد الكامل، لأن إسناد البطولة لمصر لن يتطلب تفريغ اللاعبين فقط، ولكن أيضًا منح الملاعب فرصة لالتقاط الأنفاس وسط موسم اسثنائى ومضغوط من البداية، وقبل أن يزيد الضغط بدخول مصر أجواء الاستضافة والتنظيم.
اتحاد الكرة شدد على نفى إلغاء الموسم الكروى الجارى، وفقا لما جاء على لسان نائب رئيس اتحاد الكرة أحمد شوبير، حيث ترددت أنباء كثيرة حول فكرة الإلغاء، بسبب ضيق الوقت، إلا أن مسئولى الكرة المصرية أكدوا على امتلاكهم حلولًا لتجاوز الأزمة، بشرط تعاون جميع الأندية دون استثناء، بحيث يتوقف الاعتراض على الحكام وكثرة التأجيلات غير المقصودة لبعض الأندية على حساب الآخر، لضمان سير المسابقة بشكل أسرع مما خطط إليه، لأن الاحتجاجات وافتعال وتصيد الأزمات يزيد من تعقيد الأمور.
البطولة المقبلة، حال إسنادها إلى مصر، ستكون رقم 5 فى تاريخها الطويل، حيث سبق وأن نظمت بطولات 1959 و1974 و1986 و2006، وبالنظر إلى التواريخ ستجد ملاحظة قدرة البلاد على التنظيم وسط أصعب الظروف، حيث لم تكن مصر مستقرة سياسيًا، بسبب أجواء الحروب خلال فترة الخمسينات والستينات وكذلك بداية السبعينات، ففى 74 كانت منتهية لتوها من معركة العبور، ورغم ذلك احتضنت الأفارقة، ليبقى التحدى المقبل الأصعب، رغم الظروف الاقتصادية العالمية التى تحاصر الجميع، ويبقى التحدى الأكبر من حيث زيادة عدد المنتخبات ومن ثم الجماهير الوافدة، لذا تم الاستقرار على استضافة المباريات فى أربع مدن هى القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية والسويس بتحديد 8 ملاعب هى استاد القاهرة والذى سيكون جاهزًا لأى حدث قبل نهاية العام الجارى، بعد طول غياب، واستاد السلام والدفاع الجوى والكلية الحربية وبرج العرب والإسكندرية والإسماعيلية والجيش بالسويس، لتتدخل ملاعب المؤسسة العسكرية لإنقاذ الموقف برمته، على أن تبقى ملاعب بتروسبورت والمقاولون العرب وجهاز الرياضة العسكرى لاستضافة التدريبات.