الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس: النزاعات وانعدام الأفق الاقتصادى والتنموى وراء تفاقم الهجرة غير الشرعية واستقطاب شبابنا لظلمات الفكر المتطرف

الرئيس: النزاعات وانعدام الأفق الاقتصادى والتنموى وراء تفاقم الهجرة غير الشرعية واستقطاب شبابنا لظلمات الفكر المتطرف
الرئيس: النزاعات وانعدام الأفق الاقتصادى والتنموى وراء تفاقم الهجرة غير الشرعية واستقطاب شبابنا لظلمات الفكر المتطرف




شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الاجتماع السياسى لرؤساء الدول والحكومات فى إطار المنتدى الأوروبى الإفريقى رفيع المستوى بفيينا، حيث ألقى كلمة خلال الاجتماع، قدم فيها الشكر والتقدير إلى رئيس النمسا «ألكسندر فاندر بيلين»، والمستشار الفيدرالى لجمهورية النمسا سيباستيان كورتز، وشعب النمسا على ما لمسه من حفاوة الضيافة.
وقال الرئيس خلال كلمته: «نجتمع اليوم وبعد مرور أكثر من عام منذ انعقاد قمة الاتحاد الإفريقى- الاتحاد الأوروبى الخامسة فى أبيدجان، ورغم تقديرنا لما حققته القمة لدفع التعاون بين القارتين، فمازال أمامنا طريق طويل لتحقيق أهدافنا المشتركة، للاستفادة من فرص التكامل الاقتصادى وزيادة التجارة والاستثمارات بما يسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وأجندة إفريقيا للتنمية 2063».
وتابع: «نسعى اليوم لإيجاد حلول واقعية ومستدامة لعدد من القضايا التى تشكل أولوية للعمل الإفريقى المشترك، وعلى رأسها تحديث وتنمية دول القارة والقضاء على مظاهر الفقر، من خلال زيادة مساحة المشاركة المجتمعية للشباب والمرأة واستغلال طاقاتهم وتوسيع إسهاماتهم، وربط الدول الإفريقية من خلال مشاريع البنية التحتية فى مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، وتحفيز النمو الاقتصادى والتصنيع، وتحديث قطاع الزراعة فى إفريقيا».
وتابع الرئيس السيسى: «إن تفشى النزاعات والصراعات لعقود طويلة، وانعدام الأفق الاقتصادى والتنموى يعد من بين الأسباب الجذرية لتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية أملاً فى حياة كريمة ومستقبل أفضل، كما تمثل تلك التحديات أحد أكبر ركائز استقطاب شبابنا لظلمات الفكر المتطرف والإرهابى، ولهذا تنبهت الدولة المصرية مبكرًا لأهمية مواجهة هذه الظاهرة، وقامت بتبنى برنامج وطنى طموح للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى الشامل، تتضافر من خلاله جهود الحكومة والشعب المصرى لإنجاحه رغم صعوبته، وقد تصدر الاستثمار الحكومى فى مشروعات عملاقة للبنية التحتية أجندة العمل المصرى خلال السنوات الخمس الماضية، ويشرفنى أن أبلغكم بأن هذا الجهد قد أتى بثماره من خلال تحسن مؤشرات الاقتصاد المصرى وتحقيقنا لمعدل نمو متسارع وتناقص معدلات البطالة».
واستطرد: «وفى هذا السياق؛ تعى مصر أهمية تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلق المزيد من فرص العمل للشعوب الإفريقية، وتطوير البنية التحتية القارية، وتعزيز حرية التجارة فى إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية، وبناء المنظومة الصناعية، واستحداث استراتيجيات لجذب الاستثمارات إلى الدول الإفريقية، مع توفير بيئة أعمال مناسبة لرواد الأعمال على مستوى القارة، ومن ثم فقد وضعت مصر هذه الأهداف ضمن أولويات رئاستها المقبلة للاتحاد الإفريقى فى 2019».
وأوضح : «تعتبر أوروبا شريكًا استراتيجيًا لإفريقيا، حيث ترتبط القارتان بروابط تاريخية وثيقة على الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما أن القرب الجغرافى بين القارتين يشكل أحد أهم أركان هذا الارتباط، ونقدر أن التحديات المشتركة التى تواجه الجانبين، وعلى رأسها مواجهة ظاهرتى الهجرة غير الشرعية والإرهاب، تفرض التنسيق والعمل سويًا للتوصل إلى حلول فعالة لتلك التحديات من خلال رؤية مشتركة تحقق طموحات شعوبنا، كما أنه يتعين العمل على تصويب أسس التعاون مع إفريقيا والابتعاد عن سياسة المشروطية والإملاءات، بحيث يتم أخذ الخطط والأولويات الإفريقية عين الاعتبار، وفى هذا الإطار، أود الترحيب بمبادرة جان كلود يونكر رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، بإطلاق شراكة جديدة مع إفريقيا تركز على موضوعات التنمية والاستثمار وتوفير الوظائف فى العالم الرقمى، وهو التوجه الذى من شأنه إعطاء دفعة لروح التعاون التى تسود بين الجانبين والتمهيد لوضع أطر تتيح المزيد من فرص تحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا».
وأضاف: «إن مصر تؤمن بأن القارة الإفريقية هى قارة المستقبل، وتأخذ على عاتقها دفع عجلة العمل الإفريقى المشترك لآفاق أرحب وأوسع وتعزيز خطوات الاندماج والتكامل القارى، وستعمل خلال رئاستها المقبلة للاتحاد الإفريقى على ترسيخ تلك المبادئ، كما أنها ستستمر فى تسخير إمكاناتها وخبراتها لتلبية الاحتياجات الملحة للدول والشعوب الإفريقية واستكمال أجندة التنمية الشاملة المستدامة، حيث استضافت مصر فى هذا الإطار على مدار الفترة الماضية العديد من الفعاليات الإقليمية والدولية التى تبرز القوى الاستثمارية الكامنة فى إفريقيا والفرص المتاحة بها.
واختتم الرئيس كلمته قائلًا: «إننى إذ أتطلع إلى نجاح أعمال هذا المنتدى ونقاشاته الموضوعية ومخرجات موائده المستديرة، فإنه لا يسعنى سوى أن أكرر الشكر لكل من ساهم فى الإعداد لهذه الفعالية، وكلى ثقة فى أن جهودنا سوف تمهد الطريق للعمل سويًا واتخاذ خطوات عملية وجادة لتحقيق الرخاء والرفاهية لشعوبنا من خلال تنمية حقيقية توفر الأمن والاستقرار وتتيح الفرصة لمزيد من المشاركة والعطاء».